السبت، 12 ديسمبر 2009

هل منح الرئيس الأمريكي باراك أوباما جائزة نوبل للسلام أم جائزة للحرب 2009 ؟

هل منح الرئيس الأمريكي باراك أوباما

جائزة نوبل للسلام أم جائزة للحرب 2009 ؟

د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية
فلسطين العربية المسلمة

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الله القوي العزيز عز وجل : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (23) إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24) وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (25) لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (26) وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (27) }( القرآن المجيد ، يونس ) . وجاء في صحيح مسلم - (ج 1 / ص 180) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ " . وورد في سنن الترمذي - (ج 9 / ص 25) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ قَالَ : لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ وَقِيلَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجِئْتُ فِي النَّاسِ لِأَنْظُرَ إِلَيْهِ فَلَمَّا اسْتَثْبَتُّ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ وَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ : " أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلَامَ وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ " .

استهلال


تعتبر جائزة نوبل للسلام إحدى جوائز نوبل الست ( الاقتصاد والطب والكيمياء والفيزياء والآداب والسلام ) التي أوصى بها ألفريد نوبل ، إذ تمنح جائزة نوبل سنويا في العاصمة النرويجية أوسلو في 10 كانون الأول - ديسمبر سنويا من قبل معهد نوبل النرويجي ، في يوم ذكرى وفاة صاحب الجائزة ألفرد نوبل عام 1896 ، وقد منحت لأول مرة سنة 1901 حيث يتم اختيار المرشحين للجائزة من قبل هيئة يعينها البرلمان النرويجي بحسب وصية نوبل .
وهناك عدة معاني للسلام ، فالسِّلْمُ وَالسَّلَمُ وَالسَّلَامُ وَاحِدٌ لا ثلاثة ، وفي هذا المجال قررت اللجنة المشرفة بمدينة أوسلو العاصمة النرويجية ، القائمة على تعيين جوائز الفرد نوبل في خريف عام 2009 ، منح الرئيس الأمريكي باراك حسين أوباما أحد فروع الجائزة المتعددة وهو فرع السلام ، وسط استغراب واستهجان عالمي حقيقي ، استغراب شعبي ورسمي ، بحق وحقيق ، إذ كيف يتم منح هذا الشخص هذه الجائزة ولما يمض على حكمه سنة واحدة لإدارته للبيت الأبيض الأمريكي في واشنطن ؟ فالرئيس الأمريكي باراك أوباما لم يقدم شيئا لخدمة السلام العالمي ، سوى خطابات عقيمة عديمة الجدوى لا توحي بأن الرجل سيسلك مسلكا سلاميا مع الأفراد والجماعات والشعوب والأمم في شتى قارات العالم .

الرئيس الأمريكي باراك وخطاب السلام

وعد باراك أوباما في حملته الدعائية للرئاسة الأمريكية في تشرين الثاني 2008 بالتغيير وعزز هذا الأمر لدى تسلمه منصبه في 20 كانون الثاني – يناير 2009 ، بسحب قوات الاحتلال الأمريكي من الأراضي العربية والإسلامية المحتلة ، في كل من العراق وأفغانستان وإقرار خطة السلام بفلسطين وغيرها ، وإنقاذ الجنود الأمريكيين من عملية العودة بأكياس الموتى من بلاد ما وراء البحار . ولكن على العكس من ذلك ، فقد احتد الرجل ، ولم يقر الأمن والسلام الدوليين في العالم ، وليس له إنجازات بالسلام على أرض الواقع بل يتمتع بإنجازات حربية هائلة ومخيفة ، وألقى خطابات عقيمة صماء عدة لا تنبت شجرا أو زرعا أو كلاما طيبا ، في تركيا ومصر وغيرها من البلدان الإسلامية والعربية ، ووجه خطابا طنانا رنانا للأمة الإسلامية ، من على منصة جامعة القاهرة بالعاصمة المصرية في حزيران 2009 ، لإصلاح الوضع الشديد التوتر والمكهرب بين الأمة الإسلامية والاستعمار الأمريكي الحديث .
وفي أول رد فعل له بعد فوزه بالجائزة يوم الجمعة 9 تشرين الأول – أكتوبر 2009 ، قال أوباما أيضاً إنه يرى فيها "دعوة للعمل" ضد الاحتباس الحراري والانتشار النووي ولحل النزاعات.وتابع في تصريحه الذي أدلى به من البيت الابيض : " فوجئت بقرار لجنة نوبل وفي الوقت نفسه أتلقاه بتواضع كبير". وأوضح أوباما أنه لا يستحقها ، وسيحولها للجمعيات الخيرية . وأشادت اللجنة النرويجية التي تمنح الجائزة خلال الإعلان عن فوز الرئيس الامريكي أوباما بالجائزة "بجهوده غير العادية لتعزيز الدبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوب". فأي تعاون بين الشعوب كرسه أوباما هذا الذي تشيد به اللجنة المرائية المنافقة .
وقد تسلم باراك أوباما ، الرئيس الأمريكي الملون ، ببشرته والحرباء في تصرفاته ، حيث يميل ويتغير بسرعة كما تفعل الحرباء عندما تنتقل من منطقة جغرافية بنية إلى منطقة ربيعية خضراء ، تسلم فعليا جائزة نوبل للسلام لعام 2009 ، وشوهدت صوره في العالم ، في وسائل الإعلام المطبوعة والمرئية والانتر نت . وبعيد تسلمه للجائزة المؤلفة من الميدالية الذهبية والشهادة الكرتونية والشيك المالي ، قرر إرسال 30 ألف جندي أمريكي لأفغانستان ، البلد المسلم وسط قارة آسيا الكبيرة ، بمساحتها ، والأكبر بهمومها وغمومها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية .

التزلف السلامي لأوباما

أعلنت اللجنة النرويجية في أوسلو المشرفة على جائزة نوبل للسلام ، فوز أوباما من بين 172 شخصية عالمية مرشحة ، من الرجال والنساء ، من بينها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ، والرئيس المصري حسني مبارك ، ورئيس الوزراء العراقي الموالي للأمريكان نوري المالكي ، وبالإضافة إلى 33 مؤسسة معنية بالعمل على حل النزاعات وتقديم المساعدات الإنسانية .
ترى ماذا جرى لعقول وأفئدة مانحي الجائزة النوبلية ، هل جن جنونهم إلى هذا الحد ؟ أم هل يريدون التزلف للإدارة الأمريكية الجديدة في البيت الأبيض الأمريكي برئاسة باراك أوباما ؟ وماذا عساهم أن يستفيدوا من هذا التزلف المغبون ؟ وهل يحتج ألفرد نوبل من قبره على هذا الوسام العالمي المعنوي والمادي ؟ لماذا أرادت إدارة جائزة نوبل الإصرار على منح جائزة السلام لمن لا يستحق فعليا ؟ فباراك أوباما يدعو إلى الحرب في باطنه ويدعي السلام في ظاهره ، وسؤال وجيه يطرح ذاته بذاته : لماذا أدارت إدارة جائزة نوبل ظهرها لدعاة السلام الحقيقيين وحولتها لداعية من دعاة الحرب في العالم ؟
يا أيها الذين منحوا جائزة نوبل للسلام للرئيس الأمريكي باراك أوباما لعام 2009 ، لإدخاله في أجندة تاريخ الجائزة الأوروبية الفريدة من نوعها ، ماذا استفدتم من هذا الاختيار أو الانتقاء الخاطئ والمغشوش ؟ هل رضختم للضغوط والإبتزازات الخارجية ، بهذه السهولة واليسر ؟ وهل حسبتم حساب الخلل والإخلال بقيم الجائزة العلمية والمعنوية المتعددة الأشكال والوجوه ؟ وماذا عساكم أن تجنوا من هذا الجنون المفاجئ الرخيص ؟ فانظروا ما فعل بكم باراك أوباما عظيم الأمريكيين ؟ لقد ألقى بجائزتكم في عرض البحر اللجي ، والأمواج العسكرية العاتية ، التي هبت على الشعب الأفغاني المسلم ، فأرسل بعدها عشرات آلاف جنود البحرية الأمريكية ( المارينز ) ، والمزيد من المدافع والدبابات والطائرات الحربية من آخر طراز لقمع الشعب البرئ ، وها هو الشعب الأفغاني المسلم والشعب الباكستاني المسلم يتلقيان الضربات اليومية فيرتقي الشهيد تلو الشهيد بلا ذنب إقترقوه أو جريمة إرتكبوها سوى أنهم مسلمين ؟؟؟
يقول الله اللطيف الخبير تبارك وتعالى : { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16)}( القرآن العظيم ، المائدة ) . فأين سبل السلام يا أهل الكتاب ؟ فيا سلام ويا سلام ، يا أهل الصليب على هذه الجائزة للسلام ؟؟!
يا أيها الذين سلموا جائزة السلام لعام 2009 ، من أهل الكتاب ، لأهل الكتاب ، لباراك أوباما زعيم الحروب الاحتلالية الأمريكية في العراق وأفغانستان وباكستان وفلسطين وغيرها ، لقد ناصرتم الظالم على الضحية المظلومين بالجملة ، تبت أيديكم وتب ، ما أغنى عنكم مالكم وما كسب ، فلقد أسقطتم قيمة الجائزة المعنوية والمادية على السواء من عيون الناس ، وإرتكبتم خطيئة كبرى ، لا تغتفر لكم ، فكفاكم غيا فوق غيكم ، فاستغفروا الله لعل الله أن يغفر لكم ويتوب عليكم ؟
يقول الله السميع العليم : { فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (125) وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (126) لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (127) وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (128) وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (129)}( القرآن الحكيم ، الأنعام ) .
ورغم الإجراءات الأمنية المشددة إبان منح أوباما ( جائزة السلام ) حيث نشرت حكومة النرويج حواجز طويلة متصلة غير منفصلة على الأرصفة على طول جادات مدينة أوسلو الرئيسة ، وتمت تعبئة 2500 ضابط في الشرطة ، وأعيد فرض إجراءات المراقبة والتفتيش عند حدود هذا البلد المنتمي إلى فضاء شينغن ، ونشر مضادات جوية قرب المطار وفي جوار أوسلو، لضمان أمن أوبامـا ، فإن الله لبمرصاد لهذا الأوباما الطاغية الباغي الجديد ضد أبناء خير أمة أخرجت للناس .
وأنتم يا معشر الشعب الأفغاني المسلم ويا معشر الشعب الباكستاني المسلم ، وسط قارة آسيا العظيمة ، ستبقون عظماء في التصدي والتحدي والجهاد ضد طاغية هذا العصر من القرن الحادي والعشرين ، الذي يمضغ الكلام عن حقوق الإنسان ، ثم يتنكر لها قلبا وقالبا ، عن سوء نية ، وعن سبق الإصرار والتخطيط والترصد ؟
وأنتم يا معشر شعب فلسطين ، لا تقلقوا فمصير الظالمين الذين تدعمهم الإدارة ألأمريكية التي تسمى نفسها بالإدارة الديموقراطية بزعامة باراك أوباما إلى زوال حتمي لا ريب فيه ، عاجلا أو آجلا . ونقول لشعوب المسلمة المستضعفة في الأرض ، كما يقول الله ناصر المستضعفين في الأرض : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200)}( القرآن المبين ، آل عمران ) .

جائزة الحرب أم السلام في يوم حقوق الإنسان ؟

لقد تسابق وتنافس على جائزة نوبل للسلام كغيرها من الجوائز ، عدة أشخاص ، كمرشحين ، ولكن غلبت على أهل الجائزة شقوتهم فمنحوها لشخص ناري غير سلمي أو سلامي ، بعيد كل البعد عن السلام الحقيقي ، ويدعو للسلام الزائف المزيف ، فأنظروا إلى فلسطين والاحتلال الصهيوني الغاصب ، وتشجيع الإدارة الأمريكية لهؤلاء المحتلين الطارئين على فلسطين من شتى أنحاء المعمورة ، كقاعدة يهودية إرتكازية متقدمة للصليبية العالمية في قلب الوطن العربي وقلب الأمة الإسلامي النابض بالأرض المقدسة .
وبهذا فقد تعرض اليوم العالمي المزعوم لحقوق الإنسان بيوم 10 كانون الأول – ديسمبر 2009 ، للإهانة العظمى ونكسة نارية جديدة ، حين تسلم باراك أوباما في ذكراه ، الجائزة التي لا يستحقها ، وكان الأجدى أن يكون اسمها جائزة نوبل للحرب وليس للسلام !! فالسلام بعيد عن سياسة أوباما وإدارته الأمريكية المتوحشة ضد الأمتين العربية والإسلامية ، والعراق وأفغانستان وباكستان وفلسطين أكبر شاهد على القمع الحربي للشعوب من الاحتلال الأمريكي البري والبحري والجوي ؟
ورغم الجدل حول جائزة نوبل للسلام لعام 2009 التي هي عبارة عن ميدالية ذهبية عيار 18 قيراطا ، وشهادة تقدير ، وشيك بمبلغ 10 ملايين كرونة سويدية 1.41 مليون دولار أمريكي . وأهديت زورا وبهتانا للرئيس الأمريكي باراك أوباما ، فإن أوباما نفسه أدرك هذا الجدل ، وزعم : " إنه يحتفظ بحق اتخاذ إجراء لحماية الولايات المتحدة .. أنه لا يوجد أي التباس بشأن تحديد تموز - يوليو 2011 موعدا لبدء سحب القوات الأميركية من أفغانستان " . فأوباما زعيم دولة عظمى تخوض حربين ضد المسلمين في أفغانستان منذ خريف 2001 ، وفي العراق منذ ربيع 2003 ، وبعد تسلمه لزمام الحكم في البيت الأبيض ، لم يكتسب هذا البيت إلا سوادا فوق سواد بخصوص خوض الحروب المباشرة بجميع الأسلحة الفتاكة ضد الشعوب الإسلامية ، كانت آمنة مطمئنة ، فقلبت الإدارة الأمريكية حياتها إلى جحيم دنيوي دون وجه حق تاريخي أو قانوني أو إنساني .

فيا باراك أوباما .. عظيم العدوانيين الأمريكيين

لا تكن كاذبا ، وتكذب مانحيك جائزة السلام ، فأي سلام هذا الذي تدعي ، عليك بإتباع سبل السلام ولو بعد حين ، فإن قدرت على إرهاب المسلمين أفغانستان وباكستان والعراق وفلسطين وغيرها ، فتذكر قدرة الله العظيم الكبير عليك وعلى إدارتك ، وعنجهيتك ووحشيتك وعدوانيتك المفرطة . ونذكرك بقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24) }( القرآن المجيد ، الحشر ) . وتذكر يوم الحشر ، لرب العالمين ، يوم تحشر الخلائق جميعها ، ويحشر الإنسان مع كل من والى وأحب ، وقد خاب من حمل ظلما وعدوانا على الآخرين .
وكل عام وجائزة نوبل للسلام بالسلام وللسلام بألف خير ، وعلى أهل السلام ، كل السلام حتى يعم السلام مختلف أصقاع الكرة الأرضية لأن أحد أسماء الله الحسنى هو السلام .

والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ليست هناك تعليقات: