السبت، 7 نوفمبر 2009

صناعة الصابون في مدينة نابلس

صناعة الصابون في مدينة نابلس

زيت الزيتون أفضل زيت لصناعة الصابون



د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية
الرئيس التنفيذي لشبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
فلسطين العربية المسلمة

يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ (18) فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (19) وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآَكِلِينَ (20)}( القرآن المجيد ، المؤمنون ) . ويقول الله العلي العظيم عز وجل : { اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35)}( القرآن المجيد ، النور ) .
تعتبر صناعة الصابون من الصناعات القديمة والعريقة في مدينة نابلس ذات التاريخ السياسي والاجتماعي والاقتصادي العريق في حياة الشعب الفلسطيني .
فمدينة نابلس ، تشتهر من الناحية الصناعية ، بإنتاج ثلاث صناعات منذ غابر الأزمان والعصور ، وهذه الصناعات هي : صناعة الصابون وصناعة الحلويات كالكنافة النابلسية ، المشهور في فلسطين والوطن العربي ، وصناعة الكبريت .
ويعود سبب اهتمام أهالي مدينة نابلس بصناعة الصابون لكون المناطق والقرى المجاورة لهذه المدينة العريقة تشتهر بزراع شجرة الزيتون ، الشجرة الفلسطينية المباركة التي تسيل الزيت الذي يستخدم في صناعة أفضل أنواع الصابون .
وفي العصور القديمة كان الصابون هو المادة المنظفة الوحيدة التي تستعمل في تنظيف الملابس وغيرها . أما اليوم فقد عملت التكنولوجيا الحديثة والمتقدمة على إيجاد العديد من مواد التنظيف غلا أن الصابون ما زال يحتل المرتبة الأولى بلا منافس أو منازع .

المصابن النابلسية وماركاته

لقد تعددت وتنوعت المصابن في مدينة نابلس وكذلك تعددت هذه الماركات التجارية لتأخ1 كل شركة أو مصبنة ماركتها الخاصة بها ، إلا أن كافة المصابن تعمل وتصنع ماركة كنعان لأنه اسم يجمع الجميع ، فالكنعانيون هم أول من سكن فلسطين . وفيما يلي أهم المصابن وماركاتها ( 1986 ) :
( أ ) المصابن الكبيرة :
1. شركة أحمد الشكعة للصابون . وماركتها الجمل ، ويعمل في هذه المصبنة 22 عامل ادائما ويصل العدد عند لف القطع حوالي 30 عاملا .ويتبع هذه الشركة ثلاث مصابن ، وهي أكبر المصابن قاطبة .
2. شركة طاهر المصري ، وماركتها النعامة يعمل بها 16 عاملا .
3. شركة حافظ وعبد الفتاح طوقان ، وماركتها المفتاحين ، يعمل بها 15 عاملا .
4. شركة عمر ورشدي العالول ، وماركتها الديك ، ويعمل بها 8 عمال .
5. شركة ماجد النابلسي ، وماركتها البدر ، ويعمل بها 7 عمال .
6. مصبنة سالم النابلسي ، وماركتها الزيتونة .
7. شركة فتحي كنعان للصابون ، وماركتها الحمامتين .
8. شركة الرنتيسي ، وماركتها الحاج يعقوب .
9. مصبنة عادل عرفات وماركتها الهلال والنجمة .
10. مصبنة عباس النابلسي ، وماركتها الغزال .
11. شركة محمد أبو الروس .
12. شركة محمود فطاير ولها ثلاث ماركات : الهلال والحمامة وكنعان .
13. شركة خليل فطاير وأولاده ، وماركتها الزين ، والشمس المشرقة .
14. شركة حلمي عبد الهادي ، وماركتها البقرة .
15. شركة سلهب للصابون وماركتها القطة .
16. شركة حمدي كنعان للصابون وماركتها الدب .
17. مصبنة شكيب يعيش ، وماركتها الجوهرة .
18. مصابن أنور كنعان ، وماركتها النمر ، والنمر و3 خمسات .
19. شركة السختيان للزيوت والصابون .

وقد اعتبرنا المصابن التسعة عشرة السابقة ، مصابن كبيرة لأن حجم الحلة ( وعاء طبخ الصابون ) يتسع ل ( 250 جرة زيت أو ما يعادل 27 برميل زيت كبير في كل طبخة .

ب) المصابن الصغيرة ( معامل الصابون ) :
وهي بطاقة إنتاجية مقدارها 3 – 4 براميل زيت ف يك لحلة ، تصنع الصابون من ماركة كنعان فقط ، وهذه الماركة تصنع منها المصابن الكبيرة والصغيرة على حد سواء ، لأن تكلفة هذه الماركة اقل من تكلفة الماركات الخاصة الأخرى .
وفيما يلي أسماء أصحاب المعامل الصغيرة : معمل غسان طبيلة ، معمل سمير اللفداوي ، معمل زيدان المصري ، معمل عمر طبيلة ، معمل جبر شاهين ، معمل فريد أو شمط وغيرها .

كيفية صناعة الصابون

تحتاج هذه الصناعة على المواد الخام وإلى الأيدي العاملة مثلها مثل باقي الصناعات . وأهم المواد الخام التي تدخل في هذه الصناعة : الزيت على اختلاف أنواعه وأصنافه . ويعتبر زيت الزيتون أفضل أنواع الزيوت لصناعة الصابون ، فالصابون المصنوع من زيت الزيتون هو أفض الأنواع . وهناك عدة أنواع من الزيوت تستخدم في هذه الصناع ، وفيما يلي قائمة بأسماء الزيتون المستخدمة .
- زيت بالم ( زيت نباتي ) .
- زيت تالو ( شحومات ) .
- زيت جوز الهند .
- زيت فروكوزيا .
- زيوت بزر عين الشمس .
- زيت القطن .
- زيت الشيمن ( زيت القلي ) .
- زيوت أخرى .

ويأتي استخراج الزيت المستخرج من الجفت المأخوذ من قشرة حبة الزيتون يأتي في المرتبة الثانية بعد زيت الزيتون من ناحية الجودة في صناعة الصابون . ويتواجد في مدينة نابلس خمس معاصر لعصر الجفت هي : معصرة أنور كنعان ، معصرة حمدي كنعان ، معصرة رفعت الحواري وإخوانه ، مصرة السختيان ، وشركة عصير وتحليل الزيوت .
ومن الملفت للنظر أن كافة الزيوت ، ما عدا زيت الزيتون ، التي تدخل في هذه الصناعة الفلسطينية مستوردة من الخارج .

التسويق

يتم تسويق الإنتاج من الصابون على نطاقين هما :
أولا : التسويق المحلي : وهو للاستهلاك الداخلي في مدينة نابلس وبقية المدن الفلسطينية الأخرى .
ثانيا : التسويق الخارجي : يصدر الجزء الأكبر من الإنتاج إلى الأردن وإلى بقية الدول العربية . ويعاني المنتجون من صعوبات في التسويق من جراء عدم فتح الأسواق في الدول العربية ، أمام المصنوعات الفلسطينية في الأرض المحتلة .
أما بالنسبة للأسعار ، ففي عام 1986 ، على سبيل المثال ، فلكل نوع سعره الخاص به ، ويتراوح سعر الكيلو الصابون الأبيض ( الماركات الأساسية ) ما بين 55 – 65 قرشا أردنيا / كغم ، أما سعر الصابون الأخضر ( المصنوع من زيت الجفت ) من 30 – 40 قرشا أدرنيا / كغم ، وما عدا ذلك يباع بسعر اقل من 25 قرشا أردنيا / كغم . وفي عام 2009 يباع كغم الصابون الأبيض ، وهو أفضل الأنواع ، مثل صابون المفتاحين بدينارين أردنيين .

نقابة عمال المصابن بنابلس

تعتبر نقابة عمال المصابن بنابلس من النقابات الفتية ، حيث تأسست هذه النقابة في العام 1981 ، وقبل هذا التاريخ كان عمال المصابن منضوين تحت لواء نقابة عمال البلديات وموظفي المؤسسات العامة ثم استقلت عنها نتيجة لرغبة عمال المصابن بتأسيس نقابة خاصة بهم تدافع عن حقوقهم ومصالحهم .

أهداف النقابة
لنقابة عمال المصابن عدة أهداف أهمها :
1) الدفاع عن مصالح الأعضاء .
2) القيام بالمشروعات التي ترفع من مستوى الأعضاء أخلاقيا وثقافيا واجتماعيا ورياضيا وترقية مداركهم الفنية .
3) السعي المتواصل لتحسين حال العمال الأعضاء ماديا وأدبيا .
4) التنسيق مع أصحاب العمل وإيجاد فرص عمل للعمال العاطلين عن العمل .

نشاطات وإنجازات النقابة
التقت ( الفجر ) النقابي عبد الله جوهر أمين سر نقابة عمال المصابن بنابلس ، فحدثنا عن نشاطات النقابة قائلا :
تقوم النقابة بتقديم الخدمات للأعضاء ومعظم نشاطات نقابة عمال المصابن تتركز في النشاطات الاجتماعية والثقافية ، كمساعدة الفقراء والمحتاجين من الأعضاء وخاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة حيث توزع النقابة مساعدات عينية كالرز والسكر والسمن ومساعدات مادية .
ونشاطات ثقافية كالقيام بإلقاء المحاضرات والندوات بالتنسيق مع بعض مدرسي جامعة النجاح الوطنية . ومن ناحية التركيب الهيكلي للنقابة فتتكون من هيئتين عامة وإدارية :
أولا : الهيئة العامة : وتتكون من 154 عضوا يعملون في مصابن مدينة نابلس .
ثانيا : الهيئة الإدارية : تتكون من 5 أعضاء يتوزعون على عدة مصابن بمدينة نابلس .
أما بالنسبة لعلاقات النقابة فهي عضو في الاتحاد العام لنقابات العمال في الضفة الغربية الذي كان يتزعمه النقابي شحادة الميناوي وتشترك في كافة النشاطات النقابية والصحية والاجتماعية والثقافية والرياضية التي تتفرع عن الاتحاد .
وهناك تنسيق وتعاون بين النقابة وأصحاب العمل . وأما بالنسبة لشعار النقابة فيتكون من : شجرة الزيتون ، الحلة ( مكان أو وعاء طبخ الصابون ) والموقد وتنور الصابون وأيدي عاملة متعاونة ما بين الطباخ والمقطع ( الطبيلي ) والفلاح الذي يجلب الزيت .
والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
.................
ملاحظة هامة : نشرت هذه المادة الإعلامية في صحيفة ( الفجر ) المقدسية ، القدس ، العدد 4388 ، 10 / 12 / 1986 ، ص 6 . تحقيق : كمال شحادة .

ليست هناك تعليقات: