السبت، 31 أكتوبر 2009

وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ .. زرعوا فأكلنا .. ونزرع فيأكلون .. استصلاح الأراضي في الضفة الغربية بفلسطين

وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ..

وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ ..

زرعوا فأكلنا .. ونزرع فيأكلون

حول عملية استصلاح وزراعة الأراضي

في الضفة الغربية بفلسطين


د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية
فلسطين العربية المسلمة

يقول الله الحي القيوم جل جلاله : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22)}( القرآن المجيد ، البقرة ) . ويقول الله المحيي المميت عز وجل : { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164)}( القرآن المجيد ، البقرة ) . ويقول الله العلي العظيم تبارك وتعالى : { إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54) ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (56) وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (57) وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ (58) }( القرآن المجيد ، الأعراف ) .
وجاء في مسند أحمد - (ج 48 / ص 238) عَنْ سَلْمَانَ قَالَ : كَاتَبْتُ أَهْلِي عَلَى أَنْ أَغْرِسَ لَهُمْ خَمْسَ مِائَةِ فَسِيلَةٍ فَإِذَا عَلِقَتْ فَأَنَا حُرٌّ قَالَ فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ قَالَ : " اغْرِسْ وَاشْتَرِطْ لَهُمْ فَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَغْرِسَ فَآذِنِّي " ، قَالَ فَآذَنْتُهُ قَالَ فَجَاءَ فَجَعَلَ يَغْرِسُ بِيَدِهِ إِلَّا وَاحِدَةً غَرَسْتُهَا بِيَدَيَّ فَعَلِقْنَ إِلَّا الْوَاحِدَةَ " . وجاء في مسند أحمد - (ج 26 / ص 59) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنْ قَامَتْ السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَفْعَلْ " . وتشمل الفسيلة جميع أنواع الشجيرات المثمرة من النخيل والزيتون والأعناب والتين واللوز وغيرها .

موسم الشتاء هذا العام يبشر بالخير العميم ، إذ أن كميات الأمطار التي هطلت تشكل نسبة كبيرة جدا حيث تبلغ في بعض المناطق عشرة أضعاف ما كانت عليه في العام الماضي ، فالسنة الزراعية الحالية تبشر بموسم زراعي ممتاز إن شاء الله .
وفي فصل الشتاء يبدأ المزارع بحراثة أرضه وزراعتها بالمحاصيل الشتوية كالقمح أو الشعير أو العدس وغيرها من الحبوب أو الخضروات أو الأشجار المثمرة . وفي فصل الربيع تنمو هذه المزروعات على اختلاف أنواعها ، وقد ساعد التطور التقني على إختراع واكتشاف أساليب وطرق زراعية حديثة يمكننا من خلالها استغلال واستثمار الأرض بالطريقتين الرأسية العمودية والأفقية .
ويقصد بالراسية زيادة إنتاجية الدونم الواحد باستخدام الطرق الزراعية الحديثة كاستخدام التراكتورات بدلا من المحراث اليدوي الذي يجره الحيوان ( الحمار أو البغل أو الحصان ) ، واستعمال السماد الصناعي والمبيدات الحشرية لإبادة وقتل الحشائش والأعشاب الضارة وذلك لزيادة الكمية المنتجة بدون التوسع في مساحة الأراضي .
ويقصد بالطريقة الأفقية زيادة مساحة الأراضي المزروعة لزيادة الكمية المنتجة وهي ظاهرة استصلاح الأراضي .
وبالنسبة لزراعة الراضي في الأرض الفلسطينية المحتلة ، فمنذ شهدت هذه الأراضي ظاهرة إهمال واضح جريا وراء بعض الإغراءات وخاصة في نهاية العقد السابع وبداية العقد الثامن من القرن العشرين ، حيث إزدادت مساحة الراضي البور وغير المزروعة زيادة كبيرة جدا وملفتة للنظر وأخذ أهلنا في الريف يتركون زراعة الأرض متجهين صوب العمل في المصانع والورش والشركات أو العمل في مهن التجارة والصناعة والخدمات سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة أو مناطق فلسطين 1948 ، ناسين أو متناسين زراعة أراضيهم بحجة أن هذه الأراضي لا تعطي المردود والإنتاج الكافي الذي يمكن الفلاح الفلسطيني من إعالة أهله عند قطفه نتاج هذا المحصول . وهم بهذا لا يدركون أن هذا الإهمال سيؤدي بهم في نهاية المطاف إلى التهجير والترحيل خارج الوطن الفلسطيني ، وإستيلاء الشركات اليهودية على هذه الأراضي لإقامة المستوطنات اليهودية عليها ، هذه الشركات التي قامت من أجل تحقيق هد فواحد وهو الإيقاع ببعض المزارعين الفلسطينيين لشراء أراضيهم بحجة أنها غير صالحة للزراعة كما لجأت قوات الاحتلال الصهيوني أيضا على مصادرة أكث رمن 40 % من مساحة الضفة الغربية وقطاع غزة التي تبلغ مساحتها حوالي 6 آلاف كم2 .
وإزاء هذا الوضع صودرت الأراضي فقامة المستوطنات اليهودية ولأغراض العسكرية الصهيونية . وقد عمد أهلنا المزارعين في الريف في الآونة الأخيرة على زراعة واستصلاح أراضيهم سواء السهلية التي تركوها من أجل العمل والإغراءات المادية ، أو الجبلية التي أهملت في السابق بدعوى أنها تحتاج إلى بعض الجهد عند زراعتها .
وفي بداية موسم الشتاء ، هذا العام ، بدأ الفلاح هنا يهتم بزراعة أرضه سواء بالحبوب أو بالأشجار المثمرة كالزيتون واللوز والتين وغيرها حيث بدأ بعض المزارعين باستصلاح أراضيهم التي تركوها وأهملوها منذ عدة سنوات وتوجهوا بصحبة أولادهم وزوجاتهم حاملين المعاول والفؤوس صوب الأراضي البور يقتلعون الأشواك والنتش ويزيلون الحجارة صانعين منها جدرانا إستنادية ويزرعون الأراضي السهلية والجبلية على حد سواء .
وقد أخذ بعض المزارعين باستصلاح عشرات بل مئات الدونمات ( الدونم يساوي 1000 م2 ) التي يمتلكونها معتمدين على تحويلهم الخاص وهي سواعدهم غير منتظرين مساعدات وهبات الأنظمة العربية المتقاعسة والمعادية لأماني وتطلعات شعبنا الفلسطيني الوطنية متشدقين بدعم صمود الأهل داخل الأرض المحتلة .

طريقة المزارعة

من الجدير بالذكر أن بعض مزارعينا طالبوا أصحاب الراضي المجاورة السماح لهم بزراعتها على ( طريقة المزارعة ) أي أن يأخذ أحد المزارعين أرض مزارع آخر ويزرعها بالحبوب أو الزيتون مقابل أن يأخذ المزارع الذي يقوم باستصلاح الأرض جزءا أو نسبة مئوية تتراوح ما بين 40 % - 50 % .
ففي حالة الزراعة بالحبوب فإن الإنتاج يقسم في نهاية الموسم عند الانتهاء من الحصاد وفرز الحب عن القش ( التبن ) . وفي حالة زراعة الأراضي بالزيتون فإن المزارع المستصلح للأرض يقتسم الأرض مع صاحبها عندما تنتج وتثمر وتتراوح فترة إثمار شجيرة الزيتون ما بين 6 – 10 سنوات ، وذلك تبعا لنوعية الشجرة المزروعة هل هي شتلة على الطريقة الحديثة أو زر قرمية أخذت من بقايا شجرة معمرة أخرى .
وحسب اهتمام المزارع بالأرض من ناحية الحراثة والري والتسميد . وفي حالة زرع القرمية فإن الشجرة تنمو ويصبح عمرها سنتين فإن بإمكان المزارع تركيبها بالزيتون الجوي ( البلدي ) وهي تأخذ فترة أطول من طريقة الشتلة لتعطي أكلها وثمارها .
إن عملية استصلاح الأراضي البور التي تركت منذ عدة سنوات بدون زراعة تعود على المزارع الفلسطيني نفسه وعلى الاقتصاد المحلي ككل بعدة فوائد ومزايا اقتصادية ، وأهم هذه الفوائد على سبيل المثال لا الحصر :
أولا : استصلاح الراضي يساعد على تنمية الزراعة الفلسطينية التي تعتبر العمود الفقري والقلب النابض للاقتصاد الفلسطيني داخل الأرض المحتلة .
ثانيا : زيادة الإنتاج الزراعي وبالتالي زيادة الاهتمام بتربية المواشي كالأغنام والأبقار التي تحتاج على القش في أكلها وتعطينا مردودا كبيرا ومفيدا من منتجات الألبان والأصواف التي تغطي حاجتنا بدلا من استيرادها .
ثالثا : تمسك الفلاح الفلسطيني بأرضه والحفاظ عليها والدفاع عنها .
رابعا : توفير فرص عمل لدى الشباب العاطلين عن العمل والذين يعانون من البطالة وخاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية إذ أن المئات بل الآلاف من الدونمات في القرية الفلسطينية الواحدة من قرانا هي أراض بور غير مزروعة وبحاجة إلى عملية استصلاح .
خامسا : إن استصلاح الأراضي وزراعتها بالأشجار المثمرة كالزيتون يساعد على تلطي فالمناخ وعلى حفظ التربة من الإنجراف خللا فصل الشتاء الماطر ، كما يؤدي على زيادة المساحة الشجرية .
ظاهرة إهمال الأراضي ماذا تعني ؟

إن ظاهرة إهمال الراضي بلا اهتمام أو إعتناء وعدم زراعتها يعود على الفرد الفلسطيني خاصة والمجتمع الفلسطيني بشكل عام بعدة أمور سلبية أهمها :
أولا : إنخفاض الإنتاج الزراعي والذي يعتمد عليه المزارعون الفلسطينيون وبالتالي يؤدي إلى تدني مستوى المعيشة لديهم وإلى زيادة استيراد المواد الغذائية بأسعار باهظة .
ثانيا : إن إهمال الأراضي يجعلها لقمة سائغة للمصادرة اليهودية .
ثالثا : إن إهمال الناحية الزراعية يؤدي على زيادة تبعية الاقتصاد الفلسطيني أكثر وأكثر للاقتصاد الصهيوني .
وقد التقت ( الفجر ) المزارع إبراهيم محمد شحادة من قرية عزموط قرب نابلس الذي حدثنا عن ظاهرة استصلاح الأراضي قائلا :
يجب أن يقوم كل مزارع بعملية استصلاح أرضه البور ، فالأرض الجبلي مثلا تصلح لزراعة الأشجار المثمرة أكثر من صلاحيتها للزراعة بالحبوب ، وأنصح المزارعين زراعة الأرض الجبلية بأشجار الزيتون إما عن طريق الشتل أو القرامي ( الزرور ) وكذلك شجرة اللوز التي تصلح لزراعة واستصلاح الراضي الجبلية ، وهذه الشجرة غير مكلفة ز
ويتابع المزارع إبراهيم محمد شحادة قائلا : لماذا لا نزرع هذه الأراضي الواسعة المهملة بالأشجار المثمرة التي تعود علينا بالفائدة فعند زراعتنا لها فإننا نستفيد من إنتاجها في حياتنا المعيشية .
والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
................
ملاحظة هامة : نشرت هذه المادة الإعلامية في صحيفة ( الفجر ) المقدسية ، 26 / 12 / 1986 ، العدد 4304 ، ص 8 و7 . تحقيق : كمال شحادة .

........................

نموذج كتاب مزارعة للأرض

سنن النسائي - (ج 12 / ص 265)
قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ يَغْفِرُ اللَّهُ لِرَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ أَنَا وَاللَّهِ أَعْلَمُ بِالْحَدِيثِ مِنْهُ إِنَّمَا كَانَا رَجُلَيْنِ اقْتَتَلَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنْ كَانَ هَذَا شَأْنُكُمْ فَلَا تُكْرُوا الْمَزَارِعَ فَسَمِعَ قَوْلَهُ لَا تُكْرُوا الْمَزَارِعَ " .
قَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ كِتَابَةُ مُزَارَعَةٍ عَلَى أَنَّ الْبَذْرَ وَالنَّفَقَةَ عَلَى صَاحِبِ الْأَرْضِ وَلِلْمُزَارِعِ رُبُعُ مَا يُخْرِجُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهَا هَذَا كِتَابٌ كَتَبَهُ فُلَانُ بْنُ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ فِي صِحَّةٍ مِنْهُ وَجَوَازِ أَمْرٍ لِفُلَانِ بْنِ فُلَانٍ إِنَّكَ دَفَعْتَ إِلَيَّ جَمِيعَ أَرْضِكَ الَّتِي بِمَوْضِعِ كَذَا فِي مَدِينَةِ كَذَا مُزَارَعَةً وَهِيَ الْأَرْضُ الَّتِي تُعْرَفُ بِكَذَا وَتَجْمَعُهَا حُدُودٌ أَرْبَعَةٌ يُحِيطُ بِهَا كُلِّهَا وَأَحَدُ تِلْكَ الْحُدُودِ بِأَسْرِهِ لَزِيقُ كَذَا وَالثَّانِي وَالثَّالِثُ وَالرَّابِعُ دَفَعْتَ إِلَيَّ جَمِيعَ أَرْضِكَ هَذِهِ الْمَحْدُودَةِ فِي هَذَا الْكِتَابِ بِحُدُودِهَا الْمُحِيطَةِ بِهَا وَجَمِيعِ حُقُوقِهَا وَشِرْبِهَا وَأَنْهَارِهَا وَسَوَاقِيهَا أَرْضًا بَيْضَاءَ فَارِغَةً لَا شَيْءَ فِيهَا مِنْ غَرْسٍ وَلَا زَرْعٍ سَنَةً تَامَّةً أَوَّلُهَا مُسْتَهَلَّ شَهْرِ كَذَا مِنْ سَنَةِ كَذَا وَآخِرُهَا انْسِلَاخُ شَهْرِ كَذَا مِنْ سَنَةِ كَذَا عَلَى أَنْ أَزْرَعَ جَمِيعَ هَذِهِ الْأَرْضِ الْمَحْدُودَةِ فِي هَذَا الْكِتَابِ الْمَوْصُوفُ مَوْضِعُهَا فِيهِ هَذِهِ السَّنَةَ الْمُؤَقَّتَةَ فِيهَا مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا كُلَّ مَا أَرَدْتُ وَبَدَا لِي أَنْ أَزْرَعَ فِيهَا مِنْ حِنْطَةٍ وَشَعِيرٍ وَسَمَاسِمَ وَأُرْزٍ وَأَقْطَانٍ وَرِطَابٍ وَبَاقِلَّا وَحِمَّصٍ وَلُوبْيَا وَعَدَسٍ وَمَقَاثِي وَمَبَاطِيخَ وَجَزَرٍ وَشَلْجَمٍ وَفُجْلٍ وَبَصَلٍ وَثُومٍ وَبُقُولٍ وَرَيَاحِينَ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ جَمِيعِ الْغَلَّاتِ شِتَاءً وَصَيْفًا بِبُزُورِكَ وَبَذْرِكَ وَجَمِيعُهُ عَلَيْكَ دُونِي عَلَى أَنْ أَتَوَلَّى ذَلِكَ بِيَدِي وَبِمَنْ أَرَدْتُ مِنْ أَعْوَانِي وَأُجَرَائِي وَبَقَرِي وَأَدَوَاتِي وَإِلَى زِرَاعَةِ ذَلِكَ وَعِمَارَتِهِ وَالْعَمَلِ بِمَا فِيهِ نَمَاؤُهُ وَمَصْلَحَتُهُ وَكِرَابُ أَرْضِهِ وَتَنْقِيَةُ حَشِيشِهَا وَسَقْيِ مَا يُحْتَاجُ إِلَى سَقْيِهِ مِمَّا زُرِعَ وَتَسْمِيدِ مَا يُحْتَاجُ إِلَى تَسْمِيدِهِ وَحَفْرِ سَوَاقِيهِ وَأَنْهَارِهِ وَاجْتِنَاءِ مَا يُجْتَنَى مِنْهُ وَالْقِيَامِ بِحَصَادِ مَا يُحْصَدُ مِنْهُ وَجَمْعِهِ وَدِيَاسَةِ مَا يُدَاسُ مِنْهُ وَتَذْرِيَتِهِ بِنَفَقَتِكَ عَلَى ذَلِكَ كُلِّهِ دُونِي وَأَعْمَلَ فِيهِ كُلِّهِ بِيَدِي وَأَعْوَانِي دُونَكَ عَلَى أَنَّ لَكَ مِنْ جَمِيعِ مَا يُخْرِجُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ فِي هَذِهِ الْمُدَّةِ الْمَوْصُوفَةِ فِي هَذَا الْكِتَابِ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا فَلَكَ ثَلَاثَةُ أَرْبَاعِهِ بِحَظِّ أَرْضِكَ وَشِرْبِكَ وَبَذْرِكَ وَنَفَقَاتِكَ وَلِي الرُّبُعُ الْبَاقِي مِنْ جَمِيعِ ذَلِكَ بِزِرَاعَتِي وَعَمَلِي وَقِيَامِي عَلَى ذَلِكَ بِيَدِي وَأَعْوَانِي وَدَفَعْتَ إِلَيَّ جَمِيعَ أَرْضِكَ هَذِهِ الْمَحْدُودَةِ فِي هَذَا الْكِتَابِ بِجَمِيعِ حُقُوقِهَا وَمَرَافِقِهَا وَقَبَضْتُ ذَلِكَ كُلَّهُ مِنْكَ يَوْمَ كَذَا مِنْ شَهْرِ كَذَا مِنْ سَنَةِ كَذَا فَصَارَ جَمِيعُ ذَلِكَ فِي يَدِي لَكَ لَا مِلْكَ لِي فِي شَيْءٍ مِنْهُ وَلَا دَعْوَى وَلَا طَلِبَةَ إِلَّا هَذِهِ الْمُزَارَعَةَ الْمَوْصُوفَةَ فِي هَذَا الْكِتَابِ فِي هَذِهِ السَّنَةِ الْمُسَمَّاةِ فِيهِ فَإِذَا انْقَضَتْ فَذَلِكَ كُلُّهُ مَرْدُودٌ إِلَيْكَ وَإِلَى يَدِكَ وَلَكَ أَنْ تُخْرِجَنِي بَعْدَ انْقِضَائِهَا مِنْهَا وَتُخْرِجَهَا مِنْ يَدِي وَيَدِ كُلِّ مَنْ صَارَتْ لَهُ فِيهَا يَدٌ بِسَبَبِي أَقَرَّ فُلَانٌ وَفُلَانٌ وَكُتِبَ هَذَا الْكِتَابُ نُسْخَتَيْنِ " .

ليست هناك تعليقات: