الاثنين، 30 يونيو 2008

وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا .. المصارف الإسلامية

وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ..

المصارف الإسلامية

د. كمال علاونه
أستاذ العلوم السياسية
فلسطين العربية المسلمة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي جعل الإسلام هاديا للبشرية جمعاء في كافة الشؤون العامة والخاصة ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبعد ،
أيها الإخوة والأخوات الكرام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أهلا وسهلا ومرحبا بكم في هذه الحلقة من المجلة الإسلامية ( آفاق إيمانية ) .
في هذا الطرح الإسلامي : ابتعدوا عن الربا واتجهوا إلى المصارف الإسلامية إن لزم الأمر .. وإلجأوا للقرض الحسن افضل بكثير لكم ولأموالكم ولإسلامكم العظيم .. وابتعدوا عن البنوك الربوية مهما كانت الظروف .. لنتعرف على أبرز معالم البنوك الإسلامية الواقع والأسس والمنطلقات .
في الوقت الحاضر ، كثرت الحاجة الماسة للمال لتسيير شؤون الناس الاقتصادية والاجتماعية من الزواج أو متابعة التعليم العالي ، أو إنشاء المشاريع الاقتصادية الاستثمارية أو بناء المساكن والشقق أو شراء الآلات أو السيارات الفارهة وما إلى ذلك . وفي حالات كثيرة يلجأ الإنسان إلى الاقتراض أو الاستدانة من البنوك التقليدية الربوية أو الشركات المنتشرة هنا وهناك في مختلف المواقع ، وتطلب هذه البنوك أو الشركات الربا أي الزيادة في المال المدفوع مقابل استخدام الشخص للمال لفترة زمنية محددة سنة أو سنتين أو ثلاث سنوات أو أكثر ، وغالبا ما يتم اقتطاع نسبة الربا أو ما تسمى بالفائدة بصورة مسبقة من إجمالي المبلغ المطلوب كقرض ربوي أو ما يطلق عليه قرض إنتاجي أو استثماري .
والإسلام العظيم عالج هذه المسالة ، مسألة الربا ، وحرمها من جذورها ، فقال الله العزيز الحكيم سبحانه وتعالى من القرآن الكريم : { الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275) يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (276) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (277) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ (279) وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (280) وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (281) } ( القرآن المجيد ، البقرة ) . ويقول الله الحي القيوم سبحانه وتعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130) وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (131) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (132) وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) }( القرآن الحكيم ، آل عمران ) .
وجاء في صحيح البخاري - (ج 9 / ص 315) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُنَّ قَالَ الشِّرْكُ بِاللَّهِ وَالسِّحْرُ وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَكْلُ الرِّبَا وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلَاتِ ) . وجاء بمسند أحمد - (ج 8 / ص 74) وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَعَنَ اللَّهُ آكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ وَشَاهِدَهُ وَكَاتِبَهُ ) . كما ورد بمسند أحمد - (ج 8 / ص 153) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَعَنَ اللَّهُ آكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ وَشَاهِدَيْهِ وَكَاتِبَهُ قَالَ وَقَالَ مَا ظَهَرَ فِي قَوْمٍ الرِّبَا وَالزِّنَا إِلَّا أَحَلُّوا بِأَنْفُسِهِمْ عِقَابَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ) .
وورد بصحيح البخاري - (ج 7 / ص 215) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يُبَالِي الْمَرْءُ مَا أَخَذَ مِنْهُ أَمِنَ الْحَلَالِ أَمْ مِنْ الْحَرَامِ ) .
فلنكن أخي المسلم الكريم ، أختي المسلمة الكريمة ، ممن يعملون على اكتساب الرزق والمال من الأبواب الحلال وهي كثيرة لأن فيها بركة ، أما أموال الربا وأموال السحت والاحتكار والخطيئة والسرقات المباشرة وغير المباشرة من الآخرين ، فيمحقها الله محقا ولا يربيها . ولا بد من الإشارة إلى أن الإنسان قد يظن أن الربا يعمل على تسهيل بعض أمور الإنسان للوهلة الأولى ألا انه سرعان ما يكتشف أن الربا مهلك لجهده وماله ويعمل على زيادة التوتر الإنساني والنفسي للفرد وللجماعة وللمجتمع بعامة على حد سواء . فتبدو العلاقات وكأنها قائمة على الاستغلال البشع لحاجة الإنسان الآخر ، ولنعمل على إتباع مبدأ القرض الحسن لأن أجره عند الله عظيم .
وجاء بصحيح البخاري - (ج 1 / ص 72) أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يَقُولُ : ( إِذَا أَسْلَمَ الْعَبْدُ فَحَسُنَ إِسْلَامُهُ يُكَفِّرُ اللَّهُ عَنْهُ كُلَّ سَيِّئَةٍ كَانَ زَلَفَهَا وَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ الْقِصَاصُ الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ وَالسَّيِّئَةُ بِمِثْلِهَا إِلَّا أَنْ يَتَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهَا ) . كما جاء بسنن ابن ماجه - (ج 7 / ص 276) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ مَكْتُوبًا الصَّدَقَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا وَالْقَرْضُ بِثَمَانِيَةَ عَشَرَ فَقُلْتُ يَا جِبْرِيلُ مَا بَالُ الْقَرْضِ أَفْضَلُ مِنْ الصَّدَقَةِ قَالَ لِأَنَّ السَّائِلَ يَسْأَلُ وَعِنْدَهُ وَالْمُسْتَقْرِضُ لَا يَسْتَقْرِضُ إِلَّا مِنْ حَاجَةٍ ) . فطوبى للذين يقرضون الناس من ذوي الحاجة دون تبعات مالية زائدة وإنما يبتغون وجه الله وتفريج الكرب على المسلمين . فقد جاء بصحيح مسلم - (ج 13 / ص 212) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ ) . وأما الذين يرغبون في الاستثمار فنقول لهم اتبعوا النظام الاقتصادي الإسلامي أفضل لكم ولأسركم ولمجتمعكم ، والله يرزق من يشاء بغير حساب .
أيها الأخوة والأخوات الكرام ..
أحل الله العزيز الحكيم البيع وحرم الله الربا تحريما قطعيا ودعانا للالتزام بذلك ، ولكن البيع أيضا له معايير ومحددات وحثنا الله جل جلاله على ترك البيع وقت الصلاة ، يقول الله الحميد المجيد : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10) وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11)}( القرآن الحكيم ، الجمعة ) . وجاء بصحيح البخاري - (ج 7 / ص 252) عن البيع ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا أَوْ قَالَ حَتَّى يَتَفَرَّقَا فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا وَإِنْ كَتَمَا وَكَذَبَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا ) .

المصارف الإسلامية
أيها الإخوة والأخوات الكرام ..
في أتون الأنظمة المصرفية في العالم ، برز النظام المصرفي الإسلامي العصري الحديث المستند إلى الكتاب الرباني ( القرآن الكريم ) والسنة النبوية الشريفة وأصول القواعد الشرعية المنبثقة عن الاجتهاد والقياس .
وفكرة العمل المصرفي الحديث وإنشاء المصارف أو البنوك الإسلامية على أرض الواقع ظهرت بصورة واضحة لا لبس ولا غموض فيها في أعقاب بيان صادر عن المؤتمر الثاني لوزراء مالية الدول الإسلامية في مدينة جدة السعودية بين 22 – 25 رجب 1394 هجرية الموافق ما بين 13 - 16 آب 1974 ميلادية حيث تمت الموافقة في هذا المؤتمر على إنشاء ( البنك الإسلامي للتنمية ) وانشأ هذا البنك بشكل حقيقي في تشرين الأول عام 1975 وبدأ عمله على تنفيذ العمليات المالية برأسمال معلن قدره ألفا مليون دينار إسلامي .
والبنك الإسلامي ، أي بنك إسلامي له أهداف وغايات جليلة ، فحسب ما جاء في أهداف وغايات البنك الإسلامي للتنمية يهدف البنك إلى : دعم التنمية الاقتصادية والتقدم لشعوب الدول الأعضاء والمجتمعات الإسلامية مجتمعة ومنفردة وفقا لمبادئ الشريعة .
على أي حال ، إن الوظائف والأعمال الأساسية المصرفية تتمثل في المالية والتجارية والاستثمارية والسياحية والأثرية الإسلامية وإنشاء المشاريع والتصنيع وإنشاء المدارس والجامعات الخاصة والتنمية الاقتصادية والتنمية الاجتماعية وسواها بصورة عامة شاملة . وتعمل المصارف الإسلامية على توزيع الزكاة على المصارف الشرعية الثمانية عند نهاية العام وبهذا فان المصرف الإسلامي ينفرد بهذه الخاصية وهو إخراج نصيب الزكاة للفقراء والمحتاجين وابن السبيل وباقي مصارف الزكاة الإسلامية الشرعية .
وللمصارف الإسلامية فلسفة مصرفية مميزة عن بقية المصارف التقليدية الرأسمالية أو الاشتراكية الأخرى المنتشرة هنا وهناك ، ومن أبرز مبادئ النظام المصرفي الإسلامي :
أولا : الرغبة في الالتزام بالأحكام الشريعة الإسلامية والعمل بمبدأ الربح الشرعي ونبذ الربا المحرم شرعا ، فالربح ينجم عن البيع والأعمال المصرفية بعكس الربا الذي حرمه الله عز وجل وقال في القرآن المجيد : { الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275) يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (276)} ( القرآن المجيد ، البقرة ) . وهذا كلام إلهي واضح ، بتحليل البيع والربح وتحريم الربا قطعيا لمشكلاته وتبعاته الظالمة القاهرة لطرف محتاج للمال من الطرفين .
ثانيا : إتباع عدة طرق مصرفية للتمويل المصرفي الإسلامي ومن أهمها : المرابحة والمضاربة والمشاركة .
1. المرابحة
هي إن يشتري المصرف الإسلامي بضاعة محددة أولا وبعد ذلك يقوم ببيعها نقدا أو بالتقسيط لشخص طبيعي أو شركة أو غيرها بسعر أعلى . وهذه الطريقة اعني المرابحة هي أكثر الطرق الإسلامية للكسب الحلال دون اللجوء إلى التعامل الربوي المحرم ، وهناك عدة شروط ومعايير يشترط توفرها لتنفيذ طريقة المرابحة التي تمر بمرحلتين .
2. المضاربة
تعني المضاربة تعاون وتشارك طرفين في العملية المالية المصرفية ، الطرف الأول يساهم بالخبرة والمؤهل العلمي أو كليهما ويساهم الطرف الثاني بالتمويل المالي بالاتفاق على نسبة ربح معروفة محددة ، كأن تكون النصف أو الثلث أو الربع أو غير ذلك من النسب المئوية .
3. المشاركة
تعني تشارك الطرفين في المال والخبرة أو كليهما وفق مبدأ تشاركي تعاوني يأخذ كل واحد من الطرفين نصيبه من الربح العام ويتحمل نسبة من الخسارة حسب نسبته المتفق عليها في الربح .
ثالثا : المصرف الإسلامي يكون ذا شخصية اعتبارية مستقلة : أي لا يكون فرعا لأي مصرف ربوي رأسمالي مهما كان اسمه أو مكان التأسيس والإنشاء .
رابعا : رغبة المصرف الإسلامي في تنفيذ الأحكام المالية الشرعية للمسلمين للتسهيل عليهم في شؤون حياتهم اليومية العامة ، وهذا نابع من أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان .
وتجدر الإشارة هنا إلى أن بعض المصارف العالمية قامت بإنشاء فروع لهذه المصارف على أسس إسلامية نظرية أو عملية ، لزيادة أرباحها في العالم ، ونقول بهذا الصدد إن الإسلام دين الفطرة ، وهو دين حضاري وعصري في الوقت ذاته إلا انه يرفض أن تكون أنظمته المصرفية فرعا أو هامشا لأي نظام اقتصادي أو مصرفي فالنظام الاقتصادي الإسلامي بعامة والمصرفي بخاصة هو نظام مستقل وله الأحكام والقواعد الشرعية ولن يكون جزءاً من أي نظام اقتصادي أو مالي بئيس .
وأخيرا ، إن بعض علماء المسلمين أو المسلمين العاديين يتوجسون خيفة من التعامل بالنظام المصرفي الإسلامي إلا أن جمهور العلماء المسلمين الأفاضل أفتوا بجواز العمل المصرفي الحقيقي بصورة فعلية وليس اسمية ، ومن ضمنها الفتوى الشرعية التي أصدرها مجلس الفتوى الأعلى في فلسطين الذي يبيح التعامل بالنظام المصرفي أو البنكي الإسلامي المستند للقرآن المجيد والسنة النبوية الشريفة .
وبهذا فان المعاملات المالية وفق النظام المصرفي الإسلامي المحدد والمبرمج هو شرعي ولا إثم من التعامل به ، ويجب على كل واحد فينا نحن أبناء الإسلام أن نكون حذرين من التعامل بالربا الذي يوتر العلاقات المالية بين الناس ويساعد على ظهور التباين المالي بين الأغنياء والفقراء ويستغل فيه الإنسان لأخيه الإنسان أبشع استغلال . ويجب أن نلتزم بكتاب الله في هذا المجال الذي يحرم التعامل بالربا بصورة قطعية باتة بتاتا مطلقا .
وغني عن القول ، إن الأنظمة الإسلامية المصرفية هي أنظمة تسعى إلى تحقيق العدل والاستقرار النفسي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي وإدخال الطمأنينة إلى الفرد والجماعة والمجتمع المسلم بعامة ، فلنكن حذرين من التعامل مع الأنظمة الربوية سواء في الإيداع أو التوفير أو الاقتراض ، ولنعمل على إحقاق النظام الإسلامي الشامل غير الربوي في كافة شؤون حياتنا العامة والخاصة لننال رضى الله في الدارين : الدنيا والآخرة ونساهم في بناء لبنات المجتمع الإسلامي .

وهكذا أيها الإخوة الكرام والأخوات الكريمات في كل مكان نأتي إلى نهاية هذا الموضوع الإسلامي القويم . بارك الله فيكم على المطالعة والمتابعة . مع أطيب تحياتي من الإعداد والتقديم . إلى الملتقى في موضوع إسلامي جديد لاحقا إن شاء الله ، وحتى ذلك الحين نترككم في أمان الله ورعايته . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى

إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ
وَزِدْنَاهُمْ هُدًى


د. كمال علاونه
أستاذ العلوم السياسية
فلسطين العربية المسلمة
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آَيَاتِنَا عَجَبًا (9) إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آَتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10) فَضَرَبْنَا عَلَى آَذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11) ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا (12) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13) وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14) هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (15) وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا (16) }( القرآن المجيد ، الكهف ) .
ويقول الله الحميد المجيد : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5)}( القرآن الحكيم ، الحج ) . ويقول الله السميع العليم : { هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (67) هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (68)}( القرآن العظيم ، غافر ) .
وورد بصحيح البخاري - (ج 15 / ص 498) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ ) . وفي سنن النسائي - (ج 7 / ص 426) خرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى فِتْيَةٍ فَقَالَ : ( مَنْ كَانَ مِنْكُمْ ذَا طَوْلٍ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَا فَالصَّوْمُ لَهُ وِجَاءٌ ) . وجاء في سنن الترمذي - (ج 7 / ص 195) عن الفتية ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِخْوَانُكُمْ جَعَلَهُمْ اللَّهُ فِتْيَةً تَحْتَ أَيْدِيكُمْ فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مِنْ طَعَامِهِ وَلْيُلْبِسْهُ مِنْ لِبَاسِهِ وَلَا يُكَلِّفْهُ مَا يَغْلِبُهُ فَإِنْ كَلَّفَهُ مَا يَغْلِبُهُ فَلْيُعِنْهُ ) . وجاء بمسند أحمد - (ج 41 / ص 116) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( اقْتُلُوا شُيُوخَ الْمُشْرِكِينَ وَاسْتَحْيُوا شَرْخَهُمْ ) . قَالَ عَبْد اللَّهِ سَأَلْتُ أَبِي عَنْ تَفْسِيرِ هَذَا الْحَدِيثِ اقْتُلُوا شُيُوخَ الْمُشْرِكِينَ قَالَ يَقُولُ الشَّيْخُ لَا يَكَادُ أَنْ يُسْلِمَ وَالشَّابُّ أَيْ يُسْلِمُ كَأَنَّهُ أَقْرَبُ إِلَى الْإِسْلَامِ مِنْ الشَّيْخِ قَالَ الشَّرْخُ الشَّبَابُ .
بادئ ذي بدء ، يبلغ تعداد أبناء الأمة العربية ، في الوطن العربي نحو 350 مليون نسمة ، يتشكلون من جميع الفئات الاجتماعية ، ذكورا وإناثا ، من الأطفال والفتية والشباب والكهول والكبار في السن . والأمة العربية هي أمة فتية يتألف نحو 47 % من عدد أفرادها من سن يوم واحد حتى 15 سنة ، ونسبة 47 % تقريبا أيضا من الفئة العمرية التي يتراوح سنها ما بين 15 – 60 سنة ، ونسبة 6 % تقريبا من 60 سنة فما فوق . وبهذا نستطيع القول ، إن الأمة العربية لها مستقبل سكاني بشري هائل بينما نرى بقية الأمم لها اختلاف في التوزيع السكاني العمري فهي أمم هرمية كالأمم الأوروبية . ونسبة الإنجاب في الوطن العربي تتراوح ما بين 3 % - 4 % سنويا ، فهي أمة خلاقة تعتمد على فئة الفتية والشباب الذين هم عماد المجتمع .
وفي ظل هذه الإحصاءات السكانية العربية فإننا بحاجة إلى اهتمام كبير بفئة الفتية والشباب الذين هم بناة الوطن العربي الكبير ، من عدة جوانب لعل من أهمها الآتي :
أولا : التنشئة الاجتماعية : لتكون قائمة على الإسلام العظيم الذي يجعل من الفتية والشباب قوة هائلة وطاقة بشرية ترفد جميع الفئات الأخرى بالحيوية والعمل المنتج المثمر البعيد عن المنغصات والمهالك التي تهلك الفرد والأسرة والجماعة في المجتمع .
ثانيا : طرق التربية والتعليم السوية التي تمجد العرب والمسلمين وتقدس الإسلام والقرآن المجيد واللغة العربية الخالدة ، وتهتم بالتراث والأصول والمنابت الإسلامية الحقيقية .
ثالثا : التعليم العالي : وذلك بتوفير الجامعات العامة والحكومية والخاصة بأصول عربية وإسلامية حقيقية ، لاستيعاب هذه الفئة الاجتماعية من المجتمع العربي الكبير ، والحيلولة دون تسربها للغرب وبالتالي تشربها العادات والتقاليد الغربية الدخيلة على الثقافة العربية الإسلامية الأصيلة .
رابعا : الاهتمام بوسائل الإعلام العامة والحكومية : من وسائل مطبوعة ومسموعة ومرئية والانتر نت التي تجعل من الفرد العربي المسلم فردا صالحا يتمتع بالمواطنة الصالحة بعيدا عن الإنحراف الاجتماعي والسلوكي والثقافي . ولا بد من إعادة برمجة وسائل الإعلام التي تهدر وقت الشباب وتبث بين ظهرانيهم الهروب من الحياة الفضلى وتلقي بهم في مهاوي الميوعة وقلة الحياء والرذيلة وعدم احترام القيم والمثل العربية الإسلامية الأصيلة العريقة .
خامسا : لا بد من توفير وسائل ترفيه وتسلية للشباب تعبئ وقتهم بما هو مفيد وخاصة في الإجازة الصيفية من المدارس والجامعات والوظائف والأعمال الحرة وسواها وذلك بتنظيم الملتقيات والمعسكرات الترويحية الإستجمامية الترفيهية الملتزمة التي تنمي قدرات الشاب والفتاة . فالتسلية والإمتاع الممتازة المبرمجة المدروسة جيدا تعمق روح الانتماء للأمة والإسلام الحنيف ولا تجعل الإنسان يحس بالظلم والقهر واليأس والقنوط . وهذه المعسكرات يجب أن لا تكون مختلطة بأي حال من الأحوال بل لكل جنس على حدة بعيدة عن بعضها البعض .
سادسا : ضرورة الاهتمام بالحاجات الطبيعية للشباب ذكورا وإناثا ، ومن أهم هذه الحاجات : الغذاء والكساء والمأوى واللباس المناسب ، لتوفير الاستقرار والطمأنينة والسكينة ، وتفريغ الغرائز الفطرية لديهم بكل ما هو حلال ، وفي هذا المجال لا بد من تمكين الشباب من الزواج في سن مناسبة لتحاشي تفريغ كبتهم وحاجتهم في أمور محرمة إسلاميا ، ولهذا لا بد من اللجوء للحل الوقائي وليس العلاجي فالحل الوقائي أكثر فائدة للإنسان العربي والأسرة العربية والأمة الإسلامية .
ويمكننا القول ، إن الأمة التي تهتم بأبنائها وتوفر لهم الضروري من المتطلبات والاحتياجات العامة والخاصة هي أمة ناجحة ولها مستقل واعد وزاهر ، والعكس بالعكس ، فإن الأمة التي تهمل وتتجاهل هذه الفئة من المجتمع تبقى تعاني من ويلات المشكلات الاجتماعية اليومية المتجددة من إنحرفات وقتل وسرقات واعتداءات ومشاحنات ومخدرات ومسكرات ، وتسرب من التعليم العام والجامعي ، وبالتالي تكون الأمة مبتورة أو مقصوصة الجناحين ، لا تستطيع التحليق في سماء الحضارة العالمية وتبقى متلقية بعيدة عن النهوض ، وهذا للأسف هو حال الأمة العربية في هذا الأوان ، حيث تجتر ويلات الهزائم النفسية والعسكرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية سواء بسواء . وكل ذلك بسبب غياب أو حتى إنعدام التربية الخلاقة والمتابعة الحثيثة وفقدان المؤسسات الشبابية المتابعة لشؤون هذه الفئة الكبرى في الوطن العربي .
ومن نافلة القول ، إن غياب الإلزام والالتزام الإسلامي وكذلك غياب التجنيد الإجباري الانضباطي الحقيقي عند الكثير من الدول العربية يجعل الشباب يتجهون صوب الأمور الأخرى في تفكيرهم لقضاء أو قتل أوقاتهم ، فنراهم يقلدون الشباب الغربي والموضات الغربية البعيدة عن إسلامنا وتراثنا وعروبتنا الأصيلة . فترى في البيوت والمدارس والجامعات والمؤسسات والشوارع شباب يئن تحت وطأة الإنحراف الاجتماعي إذ وقعت نسبة كبيرة من الفتية والشباب في مرحلة المراهقة الجسدية والعقلية تحت تأثير الفضائيات الماجنة الراقصة وكأنها بيوت دعارة أو كباريهات على الهواء الطلق مباشرة ، التي تبث المنكرات وتركز على الجانب البهيمي الجسدي وتبتعد عن الفضائل الصالحة الجليلة والقيم والمثل العليا ويجنحون باتجاه تقليد الغرب في المأكل والملبس والمأوى وسواه من الشؤون الحياتية ، وهذا انتقاص من الشخصية والهوية العربية الإسلامية الأصيلة ذات التراث والأمجاد التليدة .
لقد تحولت فئة كبيرة من الشباب العربي والمسلم في الوطن العربي والوطن الإسلامي وبقية قارات العالم إلى مخنثين يقلدون في قصات شعرهم ولباسهم ما يسمى بقوات مشاة البحرية الأمريكية ، فأصبحوا يقلدون الأعداء ، أعداء الأمتين العربية والإسلامية ، وهذا ما يسمى بالغزو الثقافي الذي غزا بلادنا دون وجه حق ودون رقيب أو عتيد لهم يحرك الأمور باتجاه إيجابي .
وتحضرني في هذا المجال تجربتين عربية وإسلامية في بناء جيل الشباب وإبعادهم عن المنكرات والكبائر والموبقات . التجربة الأولى التي لمستها عن قرب عندما كنت في السودان لمتابعة رسالتي في الدكتوراه بالعلوم السياسية في جامعة النيلين بوسط العاصمة الخرطوم ، ما بين عامي 2001 – 2002 ، فقد شاهدت بأم عيني كيف تتحكم الحكومة السودانية بنشر الفضائيات العالمية وتصدر ترخيصا لذلك مما يقلل من الانحراف الاجتماعي . وكذلك التجربة الإسلامية الإيرانية التي تحظر الفضائيات والأطباق الهوائية الفضائية الطائرة التي تجل المنكرات والتفاهات الغربية ، الأوروبية والأمريكية والآسيوية وغيرها . ولكن هاتان التجربتان أيضا غير مكتملتا النمو والضبط والربط ففئة الشباب تلجأ للانتر نت وما يصاحبها من فلتان أخلاقي وجنسي وتدهور وفوضى في جميع المجالات والميادين النفسية والسلوكية الفردية والجماعية والشعبية العامة أصبحت عامة وطامة وهذه علامة صغرى من علامات الطامة الكبرى .
على العموم ، إن فئة الفتية والشباب هي الفئة التي يعتمد عليها في التغيير والإصلاح وبناء الوطن والاقتصاد العربي والإسلامي ، ولا بد من الأخذ بيدها نحو العلى والأعالي والابتعاد فيها عن سفاسف ومهازل وسفاهات الأمور الحياتية ، فينبغي توفير التربية الصالحة والبيئة المناسبة والثقافة الأصيلة التي تسمو بالإنسان وتبعده عن الهلاك والمهالك العامة والخاصة .
والاهتمام والتنشئة الاجتماعية القويمة للفتية والشباب يجب أن تعتمد بشكل مدروس ومخطط له عبر مؤسسات التنشئة الاجتماعية والثقافية والصحية الملائمة من الأسرة ورياض الأطفال والمدارس والنوادي والجامعات والأصدقاء والزملاء في العمل والتعليم ووسائل الإعلام المتعددة المطبوعة والمسموعة والمرئية والمشتركة في وسائل الاتصال الجماعية السابقة وغيرها . والحكومات باعتبارها المسيطرة على زمام الحكم في البلاد يفترض فيها أن تكون إيجابية وتلعب دورا مهما في سن القوانين وتطبيق التشريعات الصحيحة ذات الأسس والمنابت الإسلامية لا الغربية القاحلة في الأخلاق والسلوكيات . فالحل الوقائي للشباب أفضل من الحل العلاجي ، وكثيرا ما نرى ونشاهد مؤسسات غربية وأجنبية تتدخل بشؤون الأمتين العربية والإسلامية الداخلية في مجالات التربية والتعليم والتنشئة الاجتماعية بشكل عام وللمرأة بصورة خاصة ، فهم يريدون ترويض المجتمع العربي الإسلامي وبث أفكارهم الخبيثة اللئيمة فيبثون وينفثون سموهم القاتلة في المجتمع العربي والإسلامي لإحداث فجوة واغتراب اجتماعي ، فيشجعون العري والتعري في الشوارع ، والانحراف الاجتماعي بدعاوى الحرية الشخصية والديموقراطية وعدم الحجر الصحي على المرأة ، فأصبحت الكثير من نساء العرب والمسلمين كاسيات عاريات دون خجل أو وجل أو خوف من المجتمع وعدم الانصياع لتعاليم الإسلام العظيم في هذا المجال . فهل يا ترى أصبح تقليد الأجانب أفضل من أتباع التعاليم الإلهية القويمة التي أوجدها وأنزلها الله العزيز الحكيم على الأمة الإسلامية لسعادتها وإسعادها ؟؟ هذا السؤال محير ، يحيرني ، ويحير الكثير من المسلمين القابضين على الجمر في عز الظهر ، الذين ينادون بنشر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بين أجيال المجتمع عامة وجيل الفتية والشباب خاصة .
لقد أوصانا الله جل جلاله ، ورسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بجيل الفتية والشباب بشكل مباشر وغير مباشر ، ومنحهم الأولوية الأولى اللائقة بهم ، فرديا وجماعيا وشعبيا وأمميا ، وهذه الوصايا العظيمة في حال تنفيذها على أرض الواقع تجعل من الشباب فئة منتجة مثمرة بعيدة عن الضلال والتضليل والتهميش والتشويش . فيا بني وطني وقومي وإسلامي ، استوصوا بالفتية والشباب خيرا لجني وحصد ثمار البناء والزرع القويم أولا بأول وإلا سنبقى نعاني وتعاني مجتمعاتنا من الذل والإذلال والهوان والتبعية للأمم الاستعمارية الأوروبية والأمريكية والغربية والشرقية عامة . وإذا أردنا العزة والكرامة الشخصية والجماعية فعلينا أن نعتز بالإسلام العظيم لأننا بغيره سنبقى أذلاء مقموعين مغلوبين لاهثين خلف سراب الحضارة الغربية اللا أخلاقية ونتلقى شتى صنوف الملاحقة والإرهاب الغربي العام والأمريكي الخاص . فاستفيقوا أيها العرب والمسلمون وذودوا عن حمى الإسلام وحمى الوطن لتنالوا الفلاح والنجاح في الدارين : الحياة الدنيا الفانية والحياة الأخرى الباقية . والحياة فيها غالب ومغلوب فاختاروا يا أبناء الأمة العربية الإسلامية أي الحالتين تريدون لأنه لا ثالث لهما بتاتا . فإذا اخترتم العزة والكرامة العربية والإسلامية الحقيقية والشجاعة والجرأة وعدم الاستكانة للأعداء ، والتخلص من الاستعمار الأجنبي القامع الشامل الجامع وفي مقدمته الاستعمار الثقافي ، فاهتموا بأجيال الشباب على النحو التالي :
1. اجعلوهم يعظمون الله والإسلام والرسول الكريم وأولي الأمر من المسلمين ولا يبقوا يهتفون لهذا الشخص أو ذاك . فالله الخالق الأحد الصمد هو الأولى بالعبادة والتقديس والتكريم وليس غيره من البشر .
2. سلحوهم بالقرآن العظيم الدستور الإسلامي الإلهي الخالد ، فهو الكتاب الإسلامي المقدس .
3. علموهم واجعلوهم ينخرطون بمؤسسات وجمعيات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأبعدوهم عن السفاهة والتفاهة .
4. سلحوهم وعلموهم التفاني والجهاد في سبيل الله بجناحيه : الجهاد الأصغر والجهاد الأكبر وانشروا وبثوا بينهم رسالة الإسلام الحقيقية ، فالأمة الإسلامية هي الأمة الوسطى بين الأمم ، لأنها خير أمة أخرجت للناس .
5. ابنوا لهم الأماكن والصالات الرياضية التي تقوي الأجسام وتبتعد عن مهاوى الردى .
6. أغلقوا المقاهي والملاهي والبارات النهارية والليلية . فلا ارتياد للمقامر والمخامر والكبائر ، ولا تلقوا بهم إلى التهلكة .
7. افصلوا بين الجنسين ، الذكر والأنثى ، ومكنوا كل صنف أن يأخذ الراحة النفسية والاجتماعية السليمة . وعلموهم التمييز في اللباس بين الشباب والشابات ، وأبعدهم عن التشبه ببعضهم البعض ، فاللعن للمترجلات من النساء والمخنثين من الرجال .
8. أوضحوا الأدوار المناطة بالذكر والأنثى ، والوظائف والمهام والأدوار العملية ، فليؤدي كل جنس منهم واجبه ويأخذ حقه .
9. أقضوا على البطالة عن العمل بين فئات الشباب وأوجدوا لهم فرص العمل المناسبة ليطوروا أنفسهم ويبتعدوا عن موالاة الأعداء .
10. أسسوا منظمات ومؤسسات خاصة بالفتية والشباب ، لتكون مؤسسات فاعلة وفعالة لا شكلية أو هامشية تدار من الكبار ، وعلموهم الاعتماد على النفس ، وليس تلقي الأوامر من فوق فقط ، فيجب أن يتعلموا ويتعودوا على الإلزام والالتزام في الآن ذاته .
11. علموهم الود والمحبة والإباء والتعاون الجماعي والاعتصام بحبل الله المتين ، والتزود بالتقوى ، والتعددية الفكرية وعدم العصبية والقبلية النتنة المقيتة ، وعرفوهم على بعضهم البعض في مختلف الأقاليم والمناطق الجغرافية العربية والإسلامية ، ليتعلموا الترابط والتعاون والتماسك القريب والبعيد على السواء .
12. علموهم فنون العلوم المتعددة والقيادة والإدارة والريادة والتقنية الحديثة الملتزمة البعيدة عن الهوى والأهواء والإغواء . وكافئوا العباقرة والأفذاذ والمتفوقين منهم وأغدقوا عليهم المكافآت والجوائز التشجيعية المعنوية والمادية على السواء .
13. علموهم سبل العزة والكرامة والعصامية العربية الإسلامية على أسس الهدى والتقى والعفاف والغنى . وأن كرامة الفرد من كرامة أهله وقومه وأمته .
14. شجعوهم على حب أوطانهم وعدم الهجرة منها لغيرها واللهث خلف الجوازات الأجنبية والبطاقات الخضراء وسواها .
15. أعقدوا لهم دورات ثقافية وتقنية وترفيهية بين الحين والآخر ، لتعزيز وتنمية قدراتهم الجسدية والعقلية وتفريغ وتنفيس ملكاتهم فلا يبقوا يعانون من الكبت والهم والغم .
16. دربوهم وعلموهم الرماية العسكرية والتدريب العسكري الشامل على جميع أنواع الأسلحة للدفاع عن حياض الوطن . وعلموهم التضحية والفداء وعدم الاستسلام للأعداء مهما كلف الثمن .
17. علموهم الشورى والعطف على الصغار واحترام الوالدين والكبار في السن ومساعدة الآخرين ، والإيثار وعدم الأنانية والصدق وتلازم القول مع الفعل .
18. علموهم عدم موالاة الغرب والابتعاد عن التقليد الأعمى والانحراف باتجاه العادات والتقاليد الغربية المهينة لبني الإنسان ، وأن أمتهم ينبغي أن تكون في صدارة الأمم .
19. علموهم أن كل بداية لها نهاية ، وأنه يجب أن يحاسبوا أنفسهم قبل أن يحاسبهم غيرهم ، لتعزيز وترسيخ مبدأ المصداقية والنزاهة والشفافية ، وأن يوم الحساب العظيم آت لا ريب فيه ، للوقوف أمام رب العالمين يوم الدين . وجنبوهم سياسة الاتكالية على الآخرين .
ومسيرة شبابية موفقة ، ناجحة وفالحة إن شاء الله العلي العظيم ، في ظل الأصالة المستقيمة ، ونحو غد مشرق لأبناء الأمتين العربية والإسلامية على مدى الآماد المقبلة بعيدة عن العفوية والأمية والجهل والتخلف عن الركب العلمي القويم .
وأخيرا ، نقول هذا الكلام للمؤمنين الذين يعملون الصالحات ويتواصون بالحق ويتواصون بالصبر ، في بناء البناء الاجتماعي المجتمعي الإسلامي القويم ، استجابة لقول الله العلي العظيم : { وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)}( القرآن المجيد ، العصر ) .
نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه .
والله ولي التوفيق .

سلام قولا من رب رحيم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

السبت، 28 يونيو 2008

الهُدْهُدُ والنَّسْرُ في فلسطين






















الهُدْهُدُ والنَّسْرُ

في فلسطين

د. كمال علاونه
أستاذ العلوم السياسية
فلسطين العربية المسلمة

يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16) وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19) وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26) قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (27) اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهِ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28) قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31) قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ (32) قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ (33) قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (34) وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (35) فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آَتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آَتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ (36) ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ (37) قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38) قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39) قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآَهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40) قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ (41) فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (42) وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ (43) قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (44) }( القرآن المجيد ، النمل ) .
الهدهد
ويقول الله العلي العظيم : { قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24) مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا (25) وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28) }( القرآن المجيد ، نوح ) . وجاء في المعجم الأوسط للطبراني - (ج 4 / ص 368) عن النبي صلى الله عليه وسلم : « إن موسى قال : يا رب ، أخبرني بأكرم خلقك عليك ، فقال : الذي يسرع إلى هواي إسراع النسر إلى هواه ، والذي يكلف بعبادي الصالحين كما يكلف الصبي بالناس ، والذي يغضب إذا انتهكت محارمي غضب النمر لنفسه ، فإن النمر إذا غضب لم يبال ، أقل الناس أم كثروا » . وورد في المعجم الأوسط للطبراني - (ج 7 / ص 229) عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : قلت : يا رسول الله ، أخبرني عن قول الله عز وجل : ( حور عين قال : « حور بيض ، عين ضخام ، شفر الحوراء بمنزلة جناح النسر » .
وعادة ما تلجأ الدول لاختيار طير أو حيوان يرمز لعزتها وكرامتها وعنفوانها ، فمثلا اتخذت اليابان طائر ( الفرنوق ) رمزا جويا لها ، واتخذت الولايات المتحدة طائر ( الباز ) رمزا جويا لها ، وغيرها اتخذ طيورا أو حيوانات رموزا أخرى كالدب الروسي والتنين الصيني والأسد الفرنسي وغيرها .

على أي حال ، لقد اختار الكيان العبري في فلسطين طائر الهدهد ليكون الطائر الرمزي الأول ليهود فلسطين المحتلة ( الطائر الوطني لإسرائيل ) لعام 2008 بمناسبة الذكرى الستين لاحتلال فلسطين وإقامة الكيان الصهيوني عليها . وكما هو معلوم ، فإن الهدهد طائر نادر الوجود الآن نتن الرائحة ، جميل المظهر الخارجي ، يحب التحليق في الجو بجناحيه الصغيرين ويحب الاستحمام بالرمل ويعيش بين أغصان الأشجار وفي المباني القديمة والصخور . وهذا الطائر حسن المظهر وله شكل جميل ، وله منقار طويل ، وعلى رأسه تاج على شكل مروحة طوله 30 سم تقريبا . ولونه بني مرقط بالأبيض والسواد . ويتغذى على الحبوب والحشرات والدود والديدان واليرقات والسحالي في الأرض . وطيران الهدهد مميز عن غيره في الجو ، وهو طائر لا يؤكل لحمه . وطائر الهدهد له قوة إبصار قوية ويقال إن له قدره على النظر إلى الماء وهو في باطن الأرض واكتشافه ينابيع المياه . وكذلك للهدهد قوة إبصار وتحسس وتجسس ظاهرة للعيان ، ويقال بالمثل الشعبي ( أبصر من هدهد ) . وتجلس أنثى الهدهد فترة حضانة للبيض تتراوح ما بين 12 – 15 يوما ، بواقع بيضتين سنويا ، وذكر الهدهد يطعم الأنثى أثناء فترة حضانة البيض ويطعم صغاره عند فقس البيض أيضا ، وتغادر الفراخ العش بعد شهر تقريبا من التفقيس . وللهدهد وسائل دفاع عن نفسه وأهله بشكل غريب عجيب ، تتمثل في نشره رذاذ اسود زيتي كريه الرائحة من إحدى غدده لإبعاد الأعداء عن عشه وصغاره . والهدهد ذكي ومراوغ يتحمل ظروف البيئة الصعبة ، لكنه نتن الرائحة ويلجأ للتمويه على أعدائه عبر دفن نفسه في الرمال ، وهو طائر أعظم من الحمام الزاجل في نقل الرسائل عبر التاريخ . ويقال هَدْهَدَةُ الهُدْهُدِ : صوتُه .

ودينيا من وجهة النظر الإسلامية طائر الهدهد هو أحد جنود نبي الله سليمان بن داود عليهما السلام . وهو الذي ذكر بالقرآن المجيد بسورة النمل في قصته مع نبي الله سليمان وإسلام بلقيس ملكة سبأ وقومها في اليمن مع سليمان . وقد نهى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم عن قتل أربعة أصناف من الكائنات الحية كالحشرات والطيور وهي : النملة والنحلة والصُرد والهدهد . ومن المعروف أن الله الحي القيوم سبحانه وتعالى ذكر العديد من أصناف الطيور والحيوانات في القرآن المجيد ، منها الغراب كغراب نوح عليه السلام ، وحمار عزير وهدهد وخيل سليمان عليه السلام ، وأفعى موسى ( العصا ) وبقرة بني إسرائيل الصفراء وطيور إبراهيم عليه السلام والذباب والبعوض وغيرها من الحيوانات كالكلب والحوت والبغال والخيل والسلوى وغيرها ، وهذا لا يعني أنها مقدسة وتصلح أن تكون رموزا وطنية لهذه الدولة أو تلك ، بل هي كائنات حية من مخلوقات الله الخالق البارئ جل وعلا . من جهة أخرى ، فإن الهدهد قليل الوجود في فلسطين في هذه الأيام رغم وجود قوافل الطيور المهاجرة ذهابا وإيابا على فلسطين سنويا .

وفي سياق آخر ، إن النسر يعتبر من أكبر الطيور الجارحة في فلسطين والعالم ، له جناحان طويلان واسعان يصلحان لطيرانه الإنسيابي ويفتح جناحيه بالاتجاهين نحو 280 سم ، ويطير النسر لمسافات طويلة . ويتغذى النسر على الحيوانات ، وله منقار كبير وضخم وقوي كاسر يفترس به فرائسه اللحمية . ورقبته خالية من الريش ومخالبه حادة ، ويمكن ن يأكل النسر مرة واحدة لعدة أيام ، وهو طائر اجتماعي يطير طيرانا إنسيابيا ويحتاج لهواء دافئ للطيران ، فيطير صباحا للبحث عن طعامه ورزقه ، ويرجع مساء للنوم ، ويتجنب الطيران في رابعة النهار ذات الحر الشديد . والنسر طائر مقاتل من الطراز الأول وله حاسة إبصار قوية حيث يشاهد فريسته على بعد عدة كيلومترات . وتضع أنثى النسر بيضة واحدة فقط سنويا ، يحتضنها الذكر والأنثى ، ويفقس الفرخ بعد 55 يوما من الحضن السنوي . ويعيش النسر في فلسطين بكثرة في الجليل والكرمل والنقب والضفة الغربية حيث يتخذ من أعالي الأشجار والقمم الجبلية والصخور العالية بيتا وعشا له ولصغاره وأهله . ومن قوة النسر أنه يستطيع صيد الثعالب والأبقار البرية والأفاعي الجارحة . ويعمر النسر ما بين 20 – 30 سنة .
النسر
وهناك قصة عربية طريفة عن النسر ، فقد جاء في قاموس المزهر - (ج 1 / ص 53) : قال ابن دُرَيد : أجاز لي عمّي عن أبيه عن ابن الكَلْبي ، عن أبيه ، قال : حدَّثني عبادة بن حصين الهمداني قال : كانت مُرَاد تعبدُ نَسْراً، يأتيها في كل عام ، فيضربون له خِباءً ويُقْرِعون بين فَتياتهم، فأيتُهنّ أصابَتْها القرعةُ أخرجوها إلى النّسر فأدخلوها الخِباء معه؛ فيمزِّقُها ويأكلُها ، ويُؤْتَى بخمر فَيَشْرَبه ، ثم يخبرهم بما يصنعون في عامهم ويطير ، ثم يأتيهم في عام قاَبل ، فيصنعون به مثلَ ذلك ، وإن النّسر أتاهم لعادته فأقْرعوا بين فَتياتهم ، فأصابت القُرعْة فتاة من مُراد ، وكانت فيهم امرأةٌ من همدان قد وَلَدت لرجل منهم جاريةً جميلة ، ومات المُرَاديّ ، وتيتَّمت الجارية . فقال بعض المُرَاديّين لبعض : لو فَدَيتُم هذا الفتاة بابنةِ الهمدانية ، فأجْمَع رأيُهم على ذلك ، وعَلِمت الفتاةُ ما يُرَاد بها ، ووافَقَ ذلك قدومُ خالها عمرو بن خالد بن الحصين ؛ فلما قدم على أخته رأى انكسارَ ابنتها ، فسألها عن ذلك فَكَتَمتْه ، ودخلت الفتاة بعضَ بيوت أهلِها ، فجعلتْ تبكي على نفسها بهذه الأبيات لكي يسمَع خالُها :
أتثني مراد عامها عن فتاتها ... وتُهْدي إلى نَسْرٍ كريمة حَاشِد
تُزَفُّ إليه كالعَرُوس وخالها ... فتى حيّ همدان عمير بن خالد
فإن تنم الخَوْدُ التي فُدِيت بنا ... فما ليلُ مَنْ تُهْدَى لَنسْر بَرَاقِد
مع أني قد أرجو من اللّه قَتْله ... بكفِّ فَتًى حامِي الحقيقة حارد
ففطن الهمذاني ، فقال لأُخته : ما بالُ ابنتك ؟ فقصَّت عليه القصَّة . فلما أمسى الهمداني أخذ قَوْسَه ، وهيَّأ أسْهُمَه ؛ فلما اسوَدَّ الليلُ دخل الخِباء فكَمن في ناحِية ، وقال لأخته : إذا جاؤوك فادْفَعي ابنتَك إليهم ، فأقبلتْ مُراد إلى الهمدانية ، فدفعت ابنَتها إليهم . فأقبلوا بالفتاة حتى أدخلوها الخِباء ، ثم انصرفوا . فحجَل النَّسْر نحوها ، فرماه الهمذانيّ ، فانتظَم قلبه ؛ ثم أخذ ابنةَ أخته ، وترك النَّسْر قتيلاً ، وأخذ أختَه وارْتَحل في ليلته ، وذلك بوادي حُراض ، ثم سرَى ليلته حتى قطَع بلادَ مُراد ، وأشرف على بلاد همذان . فأغذَّت مراد السير ، فلم تُدركْه ، فعظُمت المصيبة عليها بقَتْل النّسر ، فكان هذا أولَ ما هاج الحرب بين همذان ومُراد ، حتى حَجر الإسلامُ بينهم ؛ فقال الهمذاني :
وما كان من نَسْرٍ هِجَفّ قتلته ... بوادي حُراض ما تغذ مراد
أرَحْتُهم منه وأطفأت سُنَّة ... فإنْ باعَدُونا فالقلوب بعاد
له كلّ عام من نِساء مخاير ... فتاة أناس كالبنية زادُ
تُزَفّ إليه كالعروس ومالَهُ ... إليها سوى أكل الفتاة معاد
فلما شكته حُرَّة حاشِديَّة أبوها أبي والأم بَعْدَ سُهاد
سددت له قَوْسِي وفي الكفّ أسهم ... مَرَاعِيس حرّات النِّصال حِداد
فأرميه متن تحت الدُّجَى فاختللته ... ودوني عن وَجْه الصَّباح سَوَاد
وأنشأت الفتاة تقول :
جزء اللّه خالي خير الجزا ... بمتركه النَّسر زهفاً صَرِيعا
زُفِفْتُ إليه زفاف العروس ... وكان بمثلي قديماً بلوعا
فيرميه خالي عن رقبة ... بسهم فأنفذ منه الدَّسِيعا
وأضْحت مراد لها مأتم ... على النَّسْرِ تَذْرى عليه الدُّمُوعا
وكما جاء بقاموس العين - (ج 1 / ص 147) يقال القَشْعَمُ : النَّسْرُ المُسِنُّ والرَّخَم والشَّيخُ الكبيرُ فإذا شدَّدت الميم كَسَرتَ القافَ . إذ زعمت ربيعةُ القِشْعَمُّ وتُكنى الحَرْبُ أم قَشْعَم. والضَّبع يُكنى به أيضاً . وجاء في القاموس المحيط - (ج 2 / ص 13) : النَّسْرُ طائرٌ لأنهُ يَنْسُِرُ الشيءَ ، ويَقْتَنِصُهُ جمع أنْسُرٌ ونُسُورٌ ، وصَنَمٌ كان لِذِي الكَلاعِ بأرضِ حِمْيَرَ ، وكَوْكَبانِ الواقِعُ والطائرُ ، ولَحْمَةٌ في باطِنِ الحافِرِ ، أو ما ارْتَفَعَ في باطِنِ حافِرِ الفرسِ من أعْلاَهُ ج نُسُورٌ ، والكَشْطُ ، ونَقْضُ الجُرْحِ ، ونَتْفُ الطائِر اللَّحْمَ ، يَنْسِرُهُ ويَنْسُرُهُ . والمَنْسِرُ ، كمَجْلِسٍ وَمِنْبَرٍ مِنْقارُهُ ، من الخَيْلِ ما بينَ الثلاثينَ إلى الأربَعينَ ، أو من الأربَعينَ إلى الخمسينَ أو إلى الستينَ ، أو من المِئَةِ إلى المِئَتَيْنِ، وقِطْعَةٌ من الجَيْش تَمُرُّ قُدَّامَ الجَيْشِ الكثيرِ . وتَنَسَّرَ الحَبْلُ انْتَقَضَ، الجُرْحُ انْتَشَرتْ مِدَّتُهُ لاِنْتِقاضِهِ ، الثَّوْبُ والقِرْطاسُ ذَهَبا شيئاً بعدَ شيءٍ . وقد كانت بعض قبائل العرب القدامى تعبد وتقدس النسر كإله إلى أن جاء الإسلام وأبطل هذه العادة ، المتمثلة بعادة التطير بالطيور . ودعا الإسلام العظيم لوحدانية الله الخالق سبحانه وتعالى لا إله غيره .
وعود على بدء ، لقد أختار صهاينة فلسطين طائر الهدهد ليكون رمزا لهم في معاملاتهم الرسمية وإصدار الطوابع البريدية والهاتفية والسياحية وغيرها ، وهم بذلك انتقوا رمزا دينيا من القرآن المجيد ليزوروا التاريخ تشبها وتشبيها بنبي الله سليمان الفلسطيني عليه السلام . فقد بعدت خطواتهم وساءت سلوكياتهم فلا هم مؤمنين ولا هم أخذوا من التاريخ إلا القشور ، فطائر الهدهد كان من جند سليمان عليه السلام كان طائرا ذكيا نظيفا يأتمر بأمر سليمان ، ويذكر الله ويسبحه ويحمده مع نبي الله سليمان عليه السلام بصورة دائمة . وأما طائرهم الجديد الذي اختاروه زورا وبهتانا وتزييفا للتاريخ القديم والحديث فلن يجدي نفعا معهم .
ترى لماذا أختار يهود وصهاينة فلسطين طائر الهدهد ليكون رمزا جديدا ؟؟
برأينا هناك العديد من العوامل والأسباب التي جعلتهم ينحون هذا المنحى وهي :
1. الرمزية الدينية السليمانية ( طائر شلومو ) وهم بعيدين عنها قلبا وقالبا ، ومحاولة ربط الحاضر بالماضي ، ربط الوضع اليهود الصهيوني في فلسطين بعد 60 عاما على احتلال فلسطين فيما يسمونها باستقلالهم ، مكرا وخداعا لأنفسهم وغيرهم ، مع الماضي السحيق في زمن حقبة نبي الله سليمان عليه السلام فيما بين 975 قبل الميلاد حتى 935 قبل الميلاد ، عندما كان يتحكم سليمان لمدة أربعين عاما في جنده من الإنس والجن والطيور ويعرف لغة الحيوانات والحشرات والطيور كالهدهد والنمل وغيرها ، إقرأوا إن شتئم سورة النمل في القرآن الحكيم . وهذا التزوير والربط الديني التاريخي الهمجي الاستعلائي مثبت تاريخيا وجغرافيا وقانونيا ببطلان علاقة هؤلاء اليهود الصهاينة ببني سليمان وداود عليهما السلام ، فداود وسليمان نبيان مسلمان فلسطينيان موحدان لله الحميد المجيد عاشا وترعرعا في ارض فلسطين المقدسة ، بعكس هؤلاء اليهود الصهاينة الأنجاس الأرجاس الذين لا يمتون للتوحيد الإلهي بأي صلة من الصلات .
2. إن طائر الهدهد صغير الحجم جميل من الطيور الأنيقة الشكل والمنظر عن بعد . وبالتالي يمكن استخدامه سياحيا ودينيا في الآن ذاته لجلب الأنظار والأبصار للتاريخ اليهودي القومي المزعوم .
3. رمزيه أمنية سياسية : توحي ليهود البلاد أن أيدي اليهود طويلة تصل لخارج فلسطين المحتلة وتعرف عبر الجاسوسية والوشاية الكثير من الأمور .
4. رمزية حربية : تتمثل في قوة سلاح الجو الصهيوني في فلسطين ، فطائر الهدهد سريع الحركة والطيران ، ويستطيع التخفي والتمويه العسكري الجذاب الناجح ويقاوم الأعداء . ويهود فلسطين يفتخرون دوما بتفوق سلاحهم الجوي على العرب .
5. رمزية سكانية : لزيادة التكاثر الطبيعي اليهودي في البلاد . فالطائر ينجب فرخين سنويا ، بينما يهود فلسطين ينجبون شخصيين يهوديين طوال عمر الزوجين بصورة طبيعية . فأرادوا تشجيع ظاهرة التكاثر والإنجاب وعدم الاعتماد على جلب اليهود القادمين الجدد من خارج البلاد باستيرادهم على شكل زرافات وجماعات بجسور جوية وبرية وبحرية متواصلة . ويعرف اليهود أن من صلب الصراع العربي – اليهودي في فلسطين هو الصراع السكاني ( الديموغرافي ) ويطلقون سياسة القنبلة السكانية الموقوتة للفلسطينيين في إشارة للتكاثر الطبيعي الكبير لدى أهل البلاد الأصليين التي تبلغ نسبة 4 % سنويا بينما يبلغ تكاثرهم الطبيعي ما بين 7 ر 1 – 9 ر 1 % فرد سنويا .
6. رمزية إعلامية : تصوير اليهودي الصهيوني في فلسطين بالمسالم ، فرمزهم وشعارهم الهدهد البرئ الجميل المسالم الذي لا يؤذي الناس أو الحيوانات وتصوير النسر الفلسطيني بالطير الجارح الحاد الذي يأكل الحيوانات والبشر . وهذه دعائية إعلامية مستغلة في العالم الأجنبي ، وتصوير الفلسطيني ب ( الإرهابي ) ، وهو في حقيقة الأمر يدافع شرعيا عن نفسه ممن ظلموه من يهود فلسطين الصهاينة واستولوا على أرض وارض آبائه وأجداده .
الهدهد
على العموم ، إن هذا الاختيار اليهودي الصهيوني العصري الجديد محاولة لإقناع يهود فلسطين بروابطهم القومية والتاريخية بأرض فلسطين المباركة ( أرض الميعاد – كما يسمونها زورا وتلفيقا وبهتانا ) ، وإن كان هذا الأمر بسيطا لدى البعض فهو يحمل في مضامينه الكثير من الرموز والمعاني الدينية مستقبلا لدى الطوائف اليهودية في ارض فلسطين المحتلة من بحرها لنهرها .
وأما النسر ، فهو شعار فلسطين ، حيث اتخذته الثورة الفلسطينية سابقا ، والسلطة الوطنية الفلسطينية لاحقا كشعار لها ، حيث يتخذ شعارات للمعاملات والأوراق الرسمية الفلسطينية المدنية والعسكرية ويلبسه العسكر الفلسطيني ويضعوه على نواصيهم في مقدمة القبعة العسكرية التي يرتدونها . ولا ننسى أن النسر شعار تتخذه بعض الدول العربية كمصر في المعاملات والأوراق الرسمية وفي الجيش المصري . وكان شعار النسر أحد شعارات الدولة الأيوبية زمن القائد صلاح الدين الأيوبي في معركة حطين في شمال فلسطين عام 1187 حيث هزم فيها الفرنجة الصليبيين شر هزيمة وقوض أوصال المملكة اللاتينية الصليبية وعاصمتها أورشليم .
فهل يا ترى من الذي سينتصر في فلسطين : الهدهد الصهيوني الجديد المجدد أم النسر الفلسطيني القديم ؟ . من المعروف أن النسر هو أقوى الطيور طيرانا وشكيمة وقوة وحركة ، وبالتالي فهو أقوى الجوارح ، ولكن الأمر الواقع في فلسطين ، يختلف عن حال الهدهد الحقيقي وحال النسر الحقيقي . فالنسر الفلسطيني رغم رمزيته القوية كملك للطيور ، فهو ضعيف جدا حيال قوة وجبروت وطغيان الاحتلال اليهودي – الصهيوني الواقعي لفلسطين إلى أن يغير الله أمرا كان مفعولا في المستقبل . هذا ما تثبته الأيام والسنون القادمة ، وكلها حرب في حرب ، حرب عسكرية وحرب سياسية رمزية وحرب دينية وأيديولوجية ، واقتصادية واجتماعية وثقافية شاملة . والنصر في نهاية المطاف لأهل الأصل والفصل وأهل التقوى والعاقبة للمتقين وليس لمن يزوروا التاريخ المعاصر كما زوروا سابقا الكثير من الأشياء ولكنها لا تعني شيئا لا لهم ولا لغيرهم ، وفي هذه المرة سيفشلون أيضا إن شاء الله . وخبث ومكر هدهدهم الجديد الإفتراضي سيزول بإرادة الله العزيز الحكيم شاء من شاء وأبى من أبى منهم ومن غيرهم . ولو أن الهدهد يتكلم في هذه الأيام كزمن سليمان السابق الخالي ، لرفض أن يتخذه يهود فلسطين الأشقياء غير الأسوياء العلمانيين والملحدين رمزا دنيويا لهم ، فمن عمل جنديا لنبي الله المسلم سليمان بن داود عليهما السلام يرفض أن يستغل بهذه الصورة القبيحة الفجة .
وأخيرا نقول ، إن النسر والهدهد هي طيور ترمز للإسلام العظيم ودين التوحيد وليس لفئة أو طائفة أو جماعة لا دينية مارقة عن الإسلام ، كاليهود الصهاينة الجدد الذين يحتلون أرضا عربية إسلامية هي فلسطين الكبرى ، والدليل التاريخي أكبر دليل وشاهد على ذلك . وسلام على نبي الله سليمان في العالمين ، ولن تفلح أساطير يهود وصهاينة فلسطين في تغيير موقف الإسلام العظيم من هذا النبي الكريم . فلماذا لم يختاروا الغراب أو البوم للذكرى ؟؟! إنهم يخفون ويسرون ما لا يعلنون والله المستعان على ما يصفون . إنه نعم المولى ونعم النصير .
والله ولي التوفيق .
نترككم في أمان الله ورعايته . طبتم وطابت أوقاتكم .
سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة لله وبركاته .
النسر

التيه العربي المبين .. فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ






















التيه العربي المبين
فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ
يَدُ اللَّهِ مَعَ الْجَمَاعَةِ

د. كمال علاونه
أستاذ العلوم السياسية
فلسطين العربية المسلمة
يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) وَيَقُولُ الَّذِينَ آَمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ (53) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (57) }( القرآن المجيد ، المائدة ) . وورد في صحيح البخاري - (ج 19 / ص 8) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ وَلَا تَحَسَّسُوا وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا ) . وجاء بسنن الترمذي - (ج 8 / ص 70) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَدُ اللَّهِ مَعَ الْجَمَاعَةِ ) .

الوطن العربي من أقصاه إلى أقصاه ، وطن واسع وكبير ، جغرافيا وطبيعيا وحضاريا وتاريخيا وتراثيا ، يقيم فيه نحو 350 مليون نسمة يتوزعون على 5 ر13 مليون كم2 ، ويحوي الثروات الطبيعية العملاقة من الماء والغذاء والنفط والمواد الخام ، عدا عن الموقع الاستراتيجي الوسطي بين قارات العالم . وهذا الوطن متنوع المناخ ويصلح للتعدد الزراعي والتكامل الاقتصادي ، وفي الوطن العربي رسالة حضارية عالمية بزغ فجرها من الديار المقدسة بمكة المكرمة والمدينة المنورة في القرن السابع الميلادي ، وانتشر الإسلام العظيم عبر الطرق السلمية والجهادية لمختلف أنحاء المعمورة سواء زمن رسول الله الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم أو ما بعده من الخلافة الراشدة وما تبعها من امتداد إسلامي جغرافي وحضاري واسع . وكان الوطن العربي النواة الأولى في العالم للحضارة والعلم والعلماء ، وحطم أسطورة الإمبراطوريتين الفارسية والرومانية ، وشيد بناء عالميا متماسكا ، يحسب له الأعداء والأصدقاء ألف حساب وحساب . كان وطنا عزيزا كبيرا بأهله وإسلامه وقرآنه المجيد والاعتصام بحبل الله المتين ، ثم أخذ يذوي ويذوي ويذوي ، حتى أصبح الوطن العربي مقسما بين شرق وغرب وشمال وجنوب من أقصاه إلى أقصاه ؟
لقد غاب الشعاع الحضاري كسراج وهاج ثم تراجع ليصبح قمرا منيرا ثم مرة أخرى ليصبح كوكبا يعكس الضوء الخافت من غيره ، ثم تراجع القهقرى ؟؟!! وحسب التوهج القمري والإنارة الليلية تطور الوطن العربي في ظل الإسلام العظيم من حالة النواة المتمثلة في حالة الهلال الإسلامي الذي يهل على الجميع بخيره وبركاته وطيبته وعدالته ، وتطور إلى حالة البدر بأيامه البيض الذي يشع نوره ليلا على الكرة الأرضية جمعاء في دورة جدلية متماسكة متواصلة مترابطة كترابط كلام الله الأزلي في الكون الواسع الفسيح ، ثم تراجع لحالة المحاق التي يعيشها الآن في القرن الحادي والعشرين الميلادي الموافق للقرن الخامس عشر الميلادي .. إنها حالة التيه العربي الذي يعيشه المواطن العربي المسلم في نفسه وفي بيته وفي وطنه وفي أمته العظمى الوسطى .
يقول الله الحي القيوم جل جلاله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105) يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (106) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107) تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ (108) }( القرآن الحكيم ، آل عمران ) .
على أي حال ، يترقب أبناء الأمتين العربية والإسلامية عودة الوضع الطبيعي للإسلام بقيادة العرب الأقحاح ذوي الشهامة والمروءة والكرامة ، العربية الإسلامية والنخوة والشجاعة والعزة والكرامة الإسلامية التي تليق بخير أمة أخرجها الله العزيز الحكيم للناس أجمعين ، أمة التفضيل والتبجيل صاحبة الرسالة الإسلامية الخالدة ، والقرآن المجيد الذي غزا ويغزو الآفاق الرحبة لنشر الحق والحقيقة والعدالة والوحدة العربية الإسلامية .. إنه انتظار وترقب عربي وإسلامي لعودة الحياة الطبيعية القيادية ووجود الراس للأمة المجيدة وتدفق الدم الأحمر النقي الصافي لشرايين دم الجسد العربي الإسلامي المتماسك والمتمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها .. لقد غاب المارد الإسلامي عن الساحة العالمية واصبح متلقيا بدلا من أن يلقي الكلام للتنفيذ والتطبيق ، لقد اصبح مرآة مقعرة ومحدبة يعكس سلبيات وانحرافات العالم في جميع بقاعه ، فأصبح العرب المسلمون مستوردون لا مصدرون .. مستوردون ليس للسلع والبضائع فحسب بل أيضا للأفكار والأيديولوجيات التائهة المتوهة للناس ، فاصبح الناس في حيص بيص وفي حالة يرثى لها سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد .
أيها المارد العربي الإسلامي إنهض وخذ مكانك الطبيعي بين الأمم ولا تبقى نائما هكذا في كهفك ؟؟ يضربك هذا ويصفعك هذا وأنت تائه بعيدا عن بوصلتك الإسلامية الجهادية الخلاقة التي وجهت بها دفة وزمام الحكم في العالم في فترة عالمية ليست بالبسيطة ، إنهض وأطرد الرويبضة والفاسدين والمفسدين ، وأنهض وخذ قرآنك بيد ، وسيفك باليد الأخرى دفاعا شرعيا عن الذات والنفس ، وأحمى الحمى ، ولا تخف في الله لومة لائم ، وأردم الحدود الصناعية والطبيعية فقد ذابت الحدود بين الأعداء في أوروبا وأصبح لها اتحادا أوروبيا يضم 25 دولة يبلغ تعدادها 450 مليون نسمة ، وأنظر إلى أمة الشياطين والأشرار الأمريكان الذين يتحكمون في مقدرات العالم ، رغم اختلاف اللغات والسمات والآهات ؟ فلماذا لا تذوبها أنت في عقر دارك ، وتخرج من قمقمك الذي وضعت به نفسك ، عفوا وضعك به ابناءك غير البررة قبل أعداءك ، فأصبحوا يستنجدون ويستجدون بالأجنبي ويسمونه ضيفا كما هو حال العراق .. من مهازل التيه العربي أن يوصف المحتل الأجنبي من بني قنطوراء في أرض الرافدين الكرام بأنهم ضيوف على أهل العراق الغلبان ؟؟ نعم هم ضيوف لكن بأيدهيم سيوف الباطل لقتل الأبرار والأبرياء في العراق الشقيق ؟؟
وهناك من في المغرب العربي الإسلامي من يقول لا تسبوا ابناء عمومتهم من اليهود ، والدعوة للسلام واجبة بين ابناء العمومة ؟؟ أية عمومة هذه التي تنادون بها يا أيها التائهون في المغرب الشقيق ، وعن اي سلام تتحدثون بالله عليكم ؟ ولماذا في أثينا اليونانية بمؤتمر الماسونية النتنة القذرة تشاركون ؟؟ اصمتوا خير لكم ، ولا تطبعوا مع الأعداء ، ولسنا بحاجة لترهاتكم الضالة المضللة فلا تبقوا تائهين تنادون وتزعقون بالسلام بل الإستسلام مع يهود فلسطين ؟؟. ونداء إلى التائهين في تونس الخضراء ، الإسلام عظيم ، فلا تلقوه من أيديكم ، وتتبعوا خطوات شياطين فرنسا ، لماذا ما زلتم تمنعون الحجاب الإسلامي في البلاد ، تونس عربية مسلمة كانت وما زالت وستكون ، شاء من شاء وأبى من أبى ، عودوا عن غيكم وضلالكم وأباطليكم ، فهذا إعتداء على حرية الإنسان والعقيدة ويزيد من التيه والتوهان ؟؟ وإلى أثرياء السعودية في أرض الحرمين المقدسة ، ‘عودوا بأموالكم من خارج البلاد وأنمو وطوروا داخل الوطن العربي الكبير فلا تصدروها للخارج ، أبقوها في أرض العرب للعرب وليس للأجانب ؟؟ وأنتم يا أثرياء العرب في المغرب والخليج العربي والإمارات وقطر وغيرها لا تنسوا الفقراء من أموالكم ونفطكم فالمسلمون شركاء في ثلاث : في الماء والكلأ والنار ؟؟
وانتم يا أبناء قطر ساهموا في وحدة أهل فلسطين كما ساهمتم في توحيد اللبنانيين ، وحافظوا على الإعلام القطري الرزين لخدمة العرب والمسلمين والمصلحة الإسلامية العليا ؟
ويا أبناء مصر الكنانة ، دعوا الحرية والدين الإسلامي يأخذان مكانهما وأطلقوا سراح الأسرى والمعتقلين السياسيين ، ولا تبخلوا على أبناء فلسطين الميامين في قطاع غزة هاشم ولا تبقوا متفرجين عليهم وهم محزونون ؟؟ لماذا تبقون تتفرجون ؟؟ وأنتم يا أبناء فلسطين توحدوا وأتركوا الفرقة والخصام وعودوا للوحدة الجامعة الشاملة والوئام ؟ فالجميع ينظر إليكم وكونوا عباد الله إخوانا متآلفين ولا تخافوا من يهود فلسطين الإرهابيين ؟
وأنتم يا أهل العراق النشامى لا تهادنوا الأجنبي المحتل وعليكم بالجهاد المقدس في سبيل الله والوحدة على أرض المعركة ، ولا تصفوا الاحتلال العدواني بالضيوف كما يصفه من حملة الجوازات الأمريكية من حكام العراق الحاليين المرتزقة وأجلهم قريب من رب العالمين ؟؟
أيها العرب افتحوا الحدود الوهمية السياسية المصطنعة بين أبناءكم ، ولا تخذلوا الوحدة والبنيان المرصوص للعرب والمسلمين ؟؟ واعتمدوا على أنفسكم ولا تتولوا مدبرين ؟؟
ويا أهل الصومال اتحدوا ولا تجعلوا الاحتلال الإثيوبي في دياركم ، فهؤلاء شر الأشرار في البلاد الذين يعيثون في الأرض الإفساد والفساد ، فكونوا عصاميين واتبعوا القرآن المجيد .
ويا أهل الجزائر الشقيق ، اتركوا العادات والتقاليد الفرنسية وكونوا عربا وإسلاميين ، ولا تتناحروا فيما بينكم ، وأحفظوا غازكم ونفطكم ولتبرعكم لفلسطين مشكورين ؟؟
ويا أهل اليمن السعيد ، كونوا سعداء بالإسلام ولا تنابزوا بالألقاب والغمز واللمز ، وكونوا وحدة واحدة وطوروا نفطكم وبلادكم واقتصادكم ؟؟
ويا أهل سوريا ، عليكم الأمل في حالات الفتن والمحن ، فكونوا ناصرين ومناصرين لأهل الإسلام العظيم ؟
ويا أهل لبنان الأبي أنتم من هزمتم بني صهيون في صيف سابق فلا تختلفوا وتتناحروا وتفسدوا الود بينكم مجددا وكونوا ربانيين ؟؟ والعتب عليكم لماذا شاركتم رسميا في مؤتمر الماسونية الأخير بأثينا اليونانية ؟؟
ويا أهل الأردن الصامدين المرابطين عليكم بالاعتصام بحبل الله المتين من جميع الأصول والمنابت الاجتماعية فأنتم أهل الملتقى والفصل كملتقى اليرموك وحطين ؟؟
ويا أهل السودان المفدى توحدوا ولا تجعلوا الأعداء يتدخلون بشؤونكم الداخلية فتهزموا شر هزيمة ، فلا تسمحوا لهم بتقسيم البلاد والعباد وكونوا عباد الله إخوانا متألقين ؟؟
ويا أهل ليبيا الثورة كونوا للحق مناصرين ولبث الإسلام في أفريقيا سائرين وللتنمية والإصلاح منادين نحو الحرية والاستقلال للعرب أجمعين ؟؟
أيها العرب المسلمين عضوا على إسلامكم بالنواجذ ، ولا تبقوا متفرقين ، وأسعوا للإصلاح والتنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية فيما بينكم وتوحدوا واعتصموا بحبل الله المتين ، ولا تختلفوا ولا تختصموا ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم كما هو الأمر الآن ؟؟
ألهذه الدرجة بلغت حالة التيه العربي ، للعرب والمسلمين ؟؟ ما لكم كيف تحكمون ؟ وكيف تضيفون ؟ وكيف ترسمون ؟ هل الضيافة العربية الأصيلة في العراق الأبي تستدعي قتل أكثر من 2 ر 1 مليون عراقي خلال خمس سنوات من الاحتلال العجاف .. الضيافة العربية تستوجب تكريم وإقراء الضيف ثلاثة ايام فقط ، وليس خمس سنوات يا أهل التيه العراقي في سدة الحكم المنصوبة كخنزيرة البناء المائلة في ارض الرافدين المعطاءة ؟؟؟
التيه العربي أن تبقى القواعد الأمريكية والأجنبية : العسكرية والاقتصادية والسياسية والثقافية ، في أرض العرب ، أرض خير أمة أخرجت للناس في المشرق العربي والمغرب العربي ، ومناورات النجم الساطع وغير اللامع وما والاها من مناورات حربية وعسكرية واقتصادية ؟؟ وأن يبقى سفراء إمبراطورية الشر الأمريكية يوجهون أنظمة الحكم في الوطنين : العربي والإسلامي عن قرب وعن بعد في العواصم العربية والإسلامية ؟؟ !!
التيه العربي ، يتمثل كذلك في استيراد الثقافات الدخيلة على الإسلام العظيم ، والثقافة العربية الأصيلة ، وتسمية الأمور بغير أسمائها .. نكبة ونكسة وفقسة ونقشة ..؟؟
ما هكذا تورد الأمور يا عرب ؟ ما لكم نائمون ؟ استفيقوا من نومكم وسباتكم العميق !! لا تبقوا من المشردين والمطرودين ، ولا تعجبكم كثرتكم ، ولا تبقوا تلهثوا خلف الأمور التافهة والملذات والشهوات الفانية ، ابحثوا عن الرصيد الحضاري العظيم بين الأمم لقيادة هذه الأمم وليس للإستيراد منها أخرجوا من قمقمكم ومغاراتكم وكهوفكم واصبحتم تنحنون من الجبال بيوتا فارهين ، وألهاكم التكاثر ، غير مبالين بما يجري حولكم ، وشدوا الأحزمة وأبدأوا بصولات وجولات إسلامية سامية عالية الشأن بين الناس . ولا تنسوا أنكم الأمة الوسطى بين الأمم .. لا الأمة الخلفية أو الهزلية .. أتركوا التيه ، والزموا القرآن المجيد ، وجربوه كما جربه الآباء والأجداد لتصبحوا في صدارة الأمم لا حثالتها ؟؟
أيها العرب والمسلمون .. يا ابناء الأمة الماجدة المجيدة .. دعوكم من العصبية والحزبية والفئوية والقطرية فإنها منتنة ، فإنها منتنة ، فإنها منتنة ، عودوا إلى جادة الحق والصواب ، وثوروا على الظلم والطغيان وأهجروا الاستغلال والقهر الداخلي والخارجي ، ولا تلقوا بالا للأعداء الأجانب وخاصة الأمريكان .. وحدوا صفوفكم ، ومجالسكم ، ولا تغرنكم الحياة الدنيا الفانية الزائلة فالأخرة خير وابقى ، نعم الآخرة خير وأبقى ..
أخرجوا من تيهكم الكبير ، والقوا بأصفادكم جانبا ، فلن تخسروا سوى هذه الأصفاد التي صفدكم وقيدكم بها الغرب الأجنبي ، ليجعلكم تعيشون في زنازين وطنكم الصغيرة ، لأنكم رضيتم بالحياة الدنيا واستكنتم لها ، وتركتم ذروة سنام الإسلام وهو الجهاد في سبيل الله ، الجهاد الأكبر والجهاد الأصغر على السواء ، وأبدلتم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، إلى الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف ، فقلبتم الآية رأسا على عقب دون وجه حق ، في تراجع أيديولوجي مخزي ورهيب فكان السقوط في الهاوية ، هاوية الحياة الدنيا والتيه العظيم الذي خسر به العرب الخسران المبين ، واستبدلوه بدل الفوز والفتح العظيم ..
يا أبناء الأمة العربية المجيدة ، لقد زرع الآباء والأجداد ، كل ما هو خير واستبدلتم الخير بالشر ، زرعوا الإسلام والقرآن والإيمان العظيم ، واستبدلتموه ( بالهاي والباي والماي ) والطاعة لغير الله ولغير رسوله ولغير أولي الأمر من المسلمين ، فأصبحتم تعانون من ويلات وهموم الأمم الغثة كلها ، أسالوا كلا من أهل : فلسطين وأفغانستان والشيشان والسودان ، والصومال والعراق ، ولبنان ، والمغرب والجزائر وتونس .. وغيرها الكثير الكثير .
حرروا أنفسكم من مهالك الحياة الهالكة واستبدلوها بما هو خير وأبقى ، تذكروا أيام الفتح والنصر الأولى ، فتح مكة والأمصار وهزيمة الفرس والرومان والصليبيين والتتار المغوليين ، وأعلموا أن أمامكم التيه الأكبر الآن في وطنكم الكبير ، استثمروا أموالكم في بلادكم ، وأخرجوا المشركين من جزيرة العرب والمغرب العربي الكبير والهلال الخصيب ووادي النيل ولا تعيثوا فسادا وإفسادا في أرض الله ضد عباد الله ، بيضوا السجون من الأسرى السياسيين والإسلاميين وعودوا لجهادكم العظيم المبين المحرر للنفوس والوطن والأمة .
ولا تتحالفوا وتتعاونوا مع الشياطين ومنهم المغضوب عليهم من رب العالمين ولا تطبعوا معهم سياسيا واقتصاديا وإعلاميا وثقافيا وحضاريا ، ولا تتعاونوا مع الضالين السفهاء المضلين والصليبيين المضللين ، فالمصلحة العربية والإسلامية العليا هي الأعلى والأولى ، وجاهدوا في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم وأنفروا خفافا وثقالا واتقوا الله لعلكم تفلحون عند رب العالمين ولا تكنزوا أموالكم عند بلاد العم سام والأوروبيين . وأخرجوا أنفسكم وأهليكم وشعبكم وأمتكم من براثن الهزائم وأصعدوا بها إلى معالم الفوز والنصر والفتح العظيم في الدنيا والآخرة .
أيها العرب المسلمون ، كونوا كما وصفكم الخالق سبحانه وتعالى : {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (143) قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144) وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آَيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ (145)}( القرآن العظيم ، البقرة ) .
أيها العرب العرب العرب ، من أبناء الإسلام العظيم ، لا تفروا من أنفسكم ومن أهليكم ، ولا تهجروا قرآنكم فتبقوا في الأذلين والأرذلين ، وأنهضوا وواصلوا العمل والعلم لتكونوا كما أرادكم الله جل جلاله خير أمة أخرجت للناس كافة ، في كل زمان ومكان في العالمين . نريد دولة العرب المسلمين ، دولة واحدة من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي لتقود العالمين أجمعين ، نريد إله واحد هو الله الذي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ، ونبي عربي إسلامي واحد خاتم الأنبياء والمرسلين جميعا ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ) ودين إسلامي واحد فالدين عند الله الإسلام ، ودستور قرآني إسلامي واحد وهوية عربية إسلامية واحدة ، وجواز سفر واحد ، وتاريخ عربي واحد ومصير عربي واحد ومستقبل عربي واحد ، واقتصاد واحد ، وجيش عربي واحد ، ورسالة إسلامية واحدة . فطوبى للموحدين لرب العباد الحي القيوم من أتباع وأصفياء المصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأولين والآخرين .



الوطن العربي الكبير
بلا حدود وهمية مصطنعة

وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم ، يقول الله العلي العظيم جل شانه : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آَبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (23) قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24) لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (25) ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (26) }( القرآن الحكيم ، التوبة ) .
والله ولي التوفيق
سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الجمعة، 27 يونيو 2008

عالم التدوين العربي الإلكتروني .. أسرار السرية الجديدة

عالم التدوين العربي الإلكتروني
أسرار السرية الجديدة

د. كمال علاونه
أستاذ العلوم السياسية
فلسطين العربية المسلمة


يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19) لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ (20) لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21)}( القرآن المجيد ، الحشر ) . وجاء بصحيح البخاري - (ج 17 / ص 214) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ . فَحَامِلُ الْمِسْكِ : إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً . وَنَافِخُ الْكِيرِ : إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً )) .
عالم التدوين الإلكتروني عالم رحب واسع ، فبعد أن تكتب أو تضع مقالا أو إدراجا جديدا على مدونتك أو على موقع الكتروني حتى يتحول بصورة فنية سريعة مذهلة كسرعة البرق على شبكة المعلومات العنكبوتية العالمية ليطلع عليه المئات إن لم يكن الآلاف من القراء المهتمين والباحثين عن الحق والحقيقة . هذا ما المسه عند كتابتي مقالات وموضوعات ساخنة ذات حرارة عالية أعلى من حرارة الجو في سماء قارة أفريقيا السمراء .
وينبغي أن يكون عالم التدوين العربي الالكتروني عالم تدوين مميز يبتعد عن السطحية ويغوص في أعماق أعماق المواضيع بتأن ودراسة وتمحيص وطرق الموضوع بجدية ليلقي المدون ظلالا طيبة على الموضوع وتوضيح ما له وما عليه ، ويبتعد عن التجريح الشخصي أو الحزبي أو الفئوي لينال رضى الجميع أو على الأقل أكبر فئة معينة من هواة ومفكري عالم التدوين العربي والإسلامي الالكتروني . ويفترض في المدون ، ذكرا أو أنثى ، أن يكون واقعيا ، وأن يكون صادقا مع ربه أولا ثم مع نفسه ثانيا ، ثم مع الآخرين ثالثا ، في مثلث هرمي يستوعب الجميع ويخدم الجميع وأن يبتعد عن اللف والدوران وأن يطرق الموضوع مباشرة . فمضمون التدوين مهم جدا لسبر أغوار الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمساهمة الفعالة في خدمة فلسطين والأمتين العربية والإسلامية ، ونشر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والبغي ونشر العدل والعدالة والشفافية والحرية الفكرية والحرية الدينية . والعلم والعمل الالكتروني أصبح في متناول فئة كبيرة من مطالعي الشبكة العنكبوتية العالمية ، ولا يمكن إخفاء أو مراقبة أو رقابة مواضيع معينة وشمس الحقيقة لا تغيب أو تحجب بغربال بأي حال من الأحوال . وليكن المدون من حامل المسك الذي يعطر من حوله ولا يكون من حامل النار والكير الذي يؤذي غيره من حوله الآخرين الذين يريدون فكرا وعلما ومعرفة لينهلوا منها ينابيع العلم النافع لا العلم الضار الذي لا يفيد المدون أو الآخرين . ومن أولى أخلاقيات مهنة التدوين الالكتروني هي عدم التجريح والتعرض للأخرين والابتعاد عن العنصرية والفئوية والحزبية والقبلية والدعوة للاعتصام بحبل الله المتين ، والاستمساك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والتمسك بتعاليم رسالة الإسلام العظيم وفي مقدمتها القرآن المجيد الحكيم ، وسنة رسول الله المصطفى صلى الله عليه وسلم ، والابتعاد عن سبل الشيطان الرجيم وأتباعه .
ما يطرح في عالم التدوين الإلكتروني به كثير من المعلومات المفيدة والمعلومات التافهة التي لا تستحق من المرء قراءتها أو تضييع جزءا من وقت عمره لمطالعتها فهي لا تسوى شيئا ، وهناك الكثير من المعلومات في عالم التدوين الإلكتروني تمتاز بالدقة والحقيقة فيجب أن يكون الإنسان منتبها وحذرا خاصة وإن الانتر نت أصبح يستخدمه البعض للعربدة ، والبعض الآخر لصيد الفرائس من هنا وهناك ، والبعض للمراقبة والمتابعة المخابراتية عن قرب وبعد ، وهناك فتيات ينتحلن صفة الذكورية وذكور ينتحلون صفة الإنوثة فيا للعجب العاجاب الغريب والمستغرب أيضا ؟ والله المستعان على ما تصفون . خلال الأربعة شهور الماضية على إنشاء مدونتي جاءني نحو 30 رسالة حب من هناك وهناك ولم أرد على واحدة منهن بعضها باللغة العربية وغيرها بالفرنسية وغيرها بالإنجليزية ، فهل البعض متفرغ وفارغ لمثل هذه التفاهات التافهة ؟ وعلى الجانب الآخر ، سعدت بمراسلات كريمة وتعارفات جليلة مع أحباء مدونين ومدونات مسلمين من مختلف أنحاء الوطن العربي الكبير ، من داخله أو خارجه ، يطيب للإنسان ان يبني معهم علاقات إخوة وصداقة وإباء وثناء وتواصل إسلامي متنامي سواء عبر الماسينجر أو البريد الالكتروني أو تعليقات المدونات . على العموم ، إن عالم التدوين الإلكتروني العربي به مراهقات ومناكفات ومنافسات ومزايدات ، فكرية وعاطفية ، شريفة أو غير شريفة ، والبعض يضع نفسه في قالب مثالي متعالي غير قالبه الحقيقي الواقعي ولكن الاستمرارية في النهج هي من يكشف العورات السابقة والحالية واللاحقة !! . واستغرب أن يضيع الكثير من الشباب والشابات أوقاتهم في تعليقات تافهة لا لون لها ولا طعم ولا رائحة ، وكما يقول المثل الشعبي كل إناء بما فيه ينضح . وإياكم ومرافقة نافخي الكير بل تابعوا حاملي المسك فقط . من جهة ثانية ، لقد أتاح لي شخصيا عالم التدوين العربي الإلكتروني نشر افكاري ومعتقداتي العلمية والسياسية والإسلامية العامة والخاصة ، بسرعة حيث أنني أنشر ما أكتبه بمدونتي أولا ثم بمواقع الكترونية فلسطينية وعربية ثانيا وثالثا . وكم أسعد عندما أبحث في الانتر نت وأجد من أقتبس الكثير الكثير من موضوعاتي الفلسطينية والعربية والإسلامية بعلمي أو دون علمي لا فرق ، والنتيجة واحدة وهي علم ينتفع به ترصد في بنك حسناتي ليوم القيامة إن شاء الله تبارك وتعالى . وكذلك اتاح لي التدوين التعرف على شخصيات وأدباء وشعراء ومفكرين مما كنت افتقد له سابقا لمستوى خارج بلادي فلسطين ، الأرض المباركة المقدسة . وأقول حقا إن التدوين سلاح ذو حدين سجال فعال وباطل بطال ، والله نسال أن يجعلنا من أهل الصنف الإسلامي الفعال الذي يسجل ويبث الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . فالتدوين الشيطاني الباطل البطال سيبطله ويزهقه الله العزيز الحكيم ولو بعد حين ، والتدوين الإسلامي الفعال السجال سيكرمه الله تبارك وتعالى وسيجعله فوق الباطل ، فلنعمل من أجل جعل كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى في الأرض ، أرض الله بين عباد الله .
وتجربتي الخاصة في التدوين هي أنني رغبت في بث أفكاري ومعتقداتي عبر مدونة خاصة بي ، وكنت قبل ذلك أعد العدة لموقع الكتروني مستقل يحمل اسم ( شبكة الإسراء والمعراج - إسراج ) وهي فكرة ما زالت تراودني حتى الآن ولكن المشكلة في وقتي الضيق الذي أسحبه سحبا من عملي الجامعي أو التزاماتي البيتية والأسرية والفلسطينية والإسلامية العامة . وقد أردت أن أنشر مقالات دون رقابة رسمية أو شعبية اللهم إلا من رقابة إلهية تتمثل بمراقبة الله جل جلاله لي أولا ، ورقابتي الذاتية الشخصية التي التزم بها لربي ثم لنفسي ثم للناس ثالثا . وقد صدمت بعد نشري بعض مقالاتي وموضوعاتي الإسلامية الساخنة كموضوع فلسطين والعراق بحجب مدونتي فنيا وسياسيا لعدة أيام متواصلة عدة مرات بالشهر الواحد ، فكنت أخفف الموجه وأكتب مقالات بعيدة عن الأولى لإراحة الرقيب الداخلي وعدم إحراجه وأن أجعل له متنفسا يلتقط فيها أنفاسه ، ولكنها ليست تراجعا عن معتقداتي وقيمي بأي حال من الأحوال فالثبات على المواقف من سماتي وصفاتي . ولكن الظروف أحيانا تكون سيدة الموقف والسير عكس التيار كثيرا يجرف الصالح والطالح ، فيجب أن يحافظ الإنسان على الصالح ويتجاهل الوضع الآخر لبرهة من الوقت لاستعادة الأنفاس والترياق الوقائي والعلاجي في الحياة العامة .
وهناك الكثير من المواضيع التي أنشرها على المواقع الالكترونية الفلسطينية والعربية والإسلامية تنشر في عديد المواقع ولكن بعض تلك المواقع تستنكف عن نشرها لأسباب لا أعرفها فيمكن أن تكون سياسية أو فكرية أو فئوية أو شخصية أو حزبية أو خلافها . وعلى العكس من ذلك ، هناك مواقع إلكترونية تراسلني وتطلب مني الكتابة عبرها متبرعة بذلك ، فأكن لها كل الاحترام والبعض منها أعتذر له لرغبته في أن تكون بعض كتاباتي حصرية فقط من خلالها ؟؟ وهذا ما يغضبني ولا يرضيني ، فأنا أكتب طواعية وعن سبق الإصرار الإيماني الإسلامي مجانيا لوجه الله الكريم لزيادة ميزان حسناتي وأخذ الأجر عليها من الله رب العالمين ، ولا أرغب بأجر دنيوي بخس دراهم أو دنانير معدودة فانية عليها ؟؟
وأتذكر يوما عندما كنت خريجا جديدا من قسم العلوم السياسية والصحافة في جامعة النجاح الوطنية في نابلس عام 1986 وخروجي من الأسر الصهيوني بعد اعتقال إداري دام بالمرة الأولى ستة شهور ثم عملت كاتبا صحفيا بصحيفة الفجر المقدسية التي تصدر في القدس الشريف ، وكنت أكتب على القطعة الصحفية ، وكنت أتقاضى راتبا شهريا ماليا بأكثر من راتب رئيس تحرير الصحيفة لكتاباتي الغزيرة الموجهة العامة في جميع المجالات ، وهنا حين أكتب بغزارة ولكن مجانيا لوجه الله تبارك وتعالى ، وأذكر كذلك مقص الرقيب اليهودي اللئيم الذي كان يحذف كليا المقالات السياسية لي ، ويبقي على المقالات الاجتماعية وبعض الاقتصادية والدينية الإسلامية العادية .
والآن ، ونحن في عام 2008 ، وأصبح لدينا شبكة المعلومات الدولية العنكبوتية ، اصبحت الحرية الإعلامية مكفولة إلى حد ما ولكنها لا تخلو من منغصات وهموم وغموم ومكدرات وأحجار عثرة تقف في الطريق أحيانا . فقد تعرضت لملاحقة جزئية فلسطينية في مرة من المرات لكتاباتي عبر الانتر نت من بينها ( غزوة رفح .. وانتفاضة فلسطين الثالثة ) ، وفلسطين الأسيرة ، والموت حق على الجميع مثلما أنكم تنطقون ، وسيهزم الجمع ويولون الدبر بارض الرافدين ، وغيرها فقد كنت أكتب هذه المقالات عبر مدونتي ( فلسطين العربية المسلمة ) وأجدها على المواقع الالكترونية الفلسطينية مثل وكالة قدس نت للأنباء ووكالة معا الإخبارية ولا أجدها على مدونتي وقد أخفيت بشكل غريب عجيب ؟؟ ويتصل بي بعض معارفي وأصدقائي وطلابي الجامعيين أين مقالاتك على مدونتك يا دكتور كمال ؟؟ بعضها يظهر العنوان منه ، فأراجع مدونتي وأجدها أمامي ولكنها مخفية عن الانترنت بقرصنة الكترونية يبدو أنها قد تكون من شركة الاتصالات الفلسطينية التي تتحكم بها فنيا بسرية تامة شركات الاتصالات الصهيونية أو من اصحاب مدونات مكتوب لا أعرف من الذي يخفيها ولكنها في النتيجة مخفية ؟؟؟
وفي سياق آخر ، لقد توطدت العلاقات التدوينية بين أصحاب الكثير من المدونات الموجهة الهادفة فلسطينيا وعربيا وإسلاميا ، فقد لمست هذا عن قرب ، فالكثير من مواضيعي كانت تنشر في الآن ذاته عبر مدونات أو مواقع الكترونية فلسطينية أو سعودية أو عراقية أو جزائرية أو مصرية أو مغربية أو أوروبية مسلمة وسواها . وهذا الأمر يسجل في ميزات ومزايا التدوين العربي الإسلامي الالكتروني الهادي لسواء السبيل .
وأما بالنسبة لطبيعة مهنية وتخصص التدوين فإن المدونات والمواقع الالكترونية ساهمت في إيجاد نوع من التخصص التدويني أو الشمولية في بعض الأحيان من مختلف أنواع وأشكال المدونات الفلسطينية والعربية والإسلامية . فنجد المدونات الإسلامية الدينية الجامعة الشاملة ، والمدونات الاقتصادية ، والمدونات السياسية ، والمدونات الأدبية والثقافية ، والمدونات الفكرية أو العلمية أو الطبية أو الرياضية أو الفنية وخلافها . وشخصيا أخترت نمط التدوين العام الشامل الذي يجمع كل ميادين الحياة العامة والخاصة ، فمدونة فلسطين العربية المسلمة ، يستطيع المرء أن يحدد توجهاتها واتجاهاتها الجامعة الشاملة لجميع شؤون الحياة ، وهذا النوع من التدوين يروق للكثيرين من المدونين والمدونات ولا يبقيهم ضمن دائرة قطرية محددة الجوانب والحدود المغلقة فالحدود الطبيعية المفتوحة فكريا وجغرافيا وسياسيا وإسلاميا مطلب عام للجميع . فالمدونات الشعرية مثلا لا تلقى رواجا كثيرا ، والمدونات الترفيهية أو الفنية لا يلقي لها السواد الأعظم من الناس بالا . ولكن المدونات الجامعة هي من يحظى بمطالعة وقراءة متواصلة وعداد زوار المدونة يسجل ارتفاعا متصاعدا يوميا للمدونات الشاملة ذات المواضيع الحساسة وتكتسب مصداقة وقبول عام لدى فئة كبيرة من المدونين ومطالعي الانتر نت .
على العموم ، إن التدوين الالكتروني أبعد المدون عن رقابة مقص الرقابة الرسمية التي كانت تقض مضاجع المؤلفين والكتاب ، فقد خبرت هذه الرقابة عندما كنت أكتب في دوريات من صحف ومجلات فلسطينية فتطالها ايدي مقص الرقيب الصهيوني وتلقي بالكثير من المقالات في حاوية الحاويات . ولكني عندما بدات أكتب في التدوين الالكتروني سواء في مدونتي الخاصة ضمن مدونات مكتوب ( فلسطين العربية المسلمة ) أو مدونة ( الإسراء والمعراج - إسراج ) على جوجل ، فإن الرقابة غابت بنسبة 95 % تقريبا . ولكن الرقابة الذاتية بقيت موجودة ولها أثر إلى حد ما ، ولا يمكن أن أحكم على الرقابة الطباعية على الانتر نت المستقبلية على الانترنت حتى أخرج خارج فلسطين على الحدود العربية لأعرف ردة الفعل والرقابة الأمنية الآتية عن بعد ، هل هي فعلية أم نظرية ؟؟ وهذا ما ستثبته السفرات والخروج للزيارات العلمية والدينية لخارج وطني الصغير فلسطين إلى وطني الكبير ، الوطن العربي الرحب الواسع لاحقا .
على أي حال ، يمكننا القيام بتلخيص موجز مختصر عبر التطرق لهموم وغموم وشجون عالم التدوين العربي الإسلامي الالكتروني التي تتمثل بالآتي :
أولا : الوقت اللازم للتدوين وتوزيع هذا الوقت على مدار اليوم او الأسبوع أو الشهر .
ثانيا : التخصص العلمي لطرق المواضيع .
ثالثا : الجهد المبذول لإخراج الموضوع إلى حيز الوجود ليرى النور في عالم التدوين .
رابعا : طبيعة الموضوع المحدد لمعالجته ، وهل هو آني أو حادث عرضي . فالموضوع الأكثر إثارة وله مناسبة معينة يكون أكثر تاثيرا وقراءة من المطالعين والقراء من المدونين ومن خارج عالم التدوين .
خامسا : الإخراج الفني والتقني : المتمثل بتوفر الكهرباء المتواصل ، والحاسوب الصالح بعيدا عن غزو الفيروسات على مدار الساعة ، وسهولة أو صعوبة الدخول للمدونة أو الموقع الالكتروني المعين .
سادسا : التدوين الذاتي الطوعي المجاني دون مقابل مالي ، فليس الجميع لديه الوقت للكتابة التدوينية المجانية ، ومن يكتب في عالم التدوين والمدونات هم من ذوي الأعمال والمهن الحرة أو الحكومية أو التجار ممن لهم دخلا ثابتا أو شبه ثابت للإنفاق على النفس والأهل .
سابعا : الرقابة على التدوين : هذه المسألة حساسة لدى جميع المدونين فكلما غابت الرقابة القريبة أو البعيدة عن التدوين كلما زادت المواضيع المطروقة . وقد تكون الرقابة مباشرة أو غير مباشرة بتهديد الموظف الحكومي برزقه ورزق عياله .
ثامنا : النفسية العامة : فكلما كان الإنسان راضيا مطمئنا مستقرا نفسيا واجتماعيا واقتصاديا كلما كانت نفسيته راغبة في التدوين أكثر وأكثر . وهناك من المدونين ممن يكتب للتفريغ الفكري والديني والتنفيس عن النفس .
وهناك بعض الوصايا للمدونين والمدونات من أهمها :
1. الكتابة الفعالة المريحة المتأنية وعدم الانفعال عند كتابة المواضيع والمقالات والإدارجات ، بل الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن ، وأخذ العفو والأمر بالعرف والإعراض عن الجاهلين ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
2. اتباع أخلاقيات الإسلام المجيدة من الأخلاق الحميدة والقيم والمثل العليا . وحبذا لو أن كل مدون ، ذكرا أو أنثى ، يستخدم الآيات القرآنية المجيدة والأحاديث النبوية الشريفة والأمثال الشعبية الممتازة وأبيات الشعر الملتزمة إسلاميا .
3. عدم تجريح الآخرين وشن الهجوم عليهم ، واللجوء للتلميح وليس التصريح لئلا تتحول المدونات لبروج حربية ضد بعضنا بعضا .
4. التخصص في طرح المواضيع وعدم النقل الكثير من هنا وهناك بل ينبغي الحفاظ على شخصية المدون ومدونته .
5. العمل الجماعي المنتج عبر إتحاد المدونين العرب ، وتشكيلاته الفرعية من اللجان المتخصصة لخدمة الصالح العربي والإسلامي العام .
6. عدم تضييع الوقت في أمور لا تستحق فعمر الإنسان هو أعز ما يملك .
7. اختيار الوقت المناسب للتدوين بعيدا عن الانفعال والعصبية والغضب .
8. بناء علاقات طيبة ممتازة مع مدونين ومدونات عرب ومسلمين لخدمة الإسلام .
9. عدم التنابز بالألقاب والغمز واللمز ضد الآخرين .
10. الاحترام والاحترام المتبادل بين الجميع ، والابتعاد عن التجريح والتشهير الفاضح .
11. الكتابة بالاسم الحقيقي والابتعاد عن الاسماء المستعارة فالاسم الحقيقي يعطي صدق وثقة ومصداقية كبيرة ويجعل المدونة رائدة .
12. في حالة التدوين السياسي الخائف يفضل اللجوء للرمزية السياسية التي تحمي صاحبها من الملاحقات الأمنية في وطنه الصغير أو الكبير .
13 . عدم الاهتمام كثيرا بعداد زوار المدونة فهناك من يزور هذه المدونة او تلك ويطبع المقال كاملا خلال فترة بسيطة . وهناك طلبة ومؤسسات بحثية تطبع المقال أو الموضوع دون الاستمرار في فتح أبواب المدونة ، وهناك من ينقل الموضوع بدقيقة إلى حاسوبه للمطالعة بعمق راسخ .
14 . فتح باب التعليقات الحرة وعدم إغلاقها وجعلها تحت رقابة مراقبة صاحب المدونة ، فتحديد التعليق يقلل من التعليقات ولكن فتحه أيضا خطير في الوقت ذاته خاصة ممن ليس لديهم أخلاق عالية في هذا المجال ويعلقون بسخرية وتهكم على بعض مدونات النساء والفتيات .
15. المنافسة الشريفة في طرح المواضيع ، والحصول على التعليقات ، وعدم الاستجداء من الآخرين للتعليق على المدونات .
16 . الإخراج الفني المناسب والخط الواضح والتلوين واستعمال الصور للتعبير عن الآراء .
17 . إعطاء الموضوع حقه والابتعاد عن الرمزية المفرطة فلا إفراط ولا تفريط بمادة الموضوع .
18 . التعريف المناسب بشخصية الكاتب صاحب المدونة ، ووضع سيرة ذاتية موجزة مختصرة للمدون .
19 . التركيز على المواضيع الساخنة المتداولة على الساحة ، فلا يظهر المدون في واد والعالم في واد آخر .
وكما يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { يا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) }( القرآن الحكيم ، الأحزاب ) .
آملا وراجيا عالما تدوينيا عربيا إلكترونيا موفقا للجميع ، والله ولي التوفيق .
سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أخوكم
د. كمال إبراهيم علاونه
فلسطين العربية المسلمة

الخميس، 26 يونيو 2008

الماسونيون النورانيون أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ

الماسونيون النورانيون
أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ
مؤتمر أثينا الماسوني العالمي الفاجر
( عبر بناء أوروبا نبني العالم )
الماسونية سرطان الأمم
20 - 23 حزيران 2008

د. كمال علاونه
أستاذ العلوم السياسية
فلسطين العربية المسلمة



يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19) فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20)}( القرآن الحكيم ، آل عمران ) . ويقول الله الحي القيوم سبحانه وتعالى : { قُلْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84) وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85)}( القرآن المجيد ، آل عمران ) .
تحت شعار ( عبر بناء أوروبا نبني العالم ) أنهى المؤتمر الماسوني العالمي للكفرة الفجرة ، وهو الاجتماع الكبير الواسع الموسع فعاليات أعماله ومداولاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العاصمة اليونانية أثينا ، يوم الاثنين الماضي 23 حزيران 2008 .
وحسب قناة الجزيرة الفضائية في قطر ، كان شارك في هذا المؤتمر من الكفرة الفجرة من مختلف قارات العالم وخاصة أوروبا وآسيا وأفريقيا وأمريكيا الجنوبية وغيرها . ومن ابرز الوفود الأوروبية الوفد الفرنسي والوفد الإيطالي ، ومن أبرز الوفود المشاركة في هذا المؤتمر الكافر الفاجر من بلدان الوطن الإسلامي تركيا ومن بلدان الوطن العربي الوفد المغربي والوفد اللبناني . وحسب المؤتمرون الكفرة الفجرة فإن السرية لم تعد تجدي فطالبوا بعلنية بعض المداولات وسرية السواد الأعظم منها وهي المداولات الخفية التي تحاول الماسونية العالمية الفاجرة إخفائها على الناس ، وتسعى جاهدة لطمس معالم نشاطاتها السرية القذرة .
يشار إلى أن المنظمة الماسونية العالمية هي منظمة انبثقت عن اليهودية في فلسطين عام 43 م كما تذكر بعض المصادر التاريخية وذلك للرد على تعاليم المسيح بن مريم عليه السلام التي نادى بها وجاءت فكرتها للقضاء على النصرانية في مهدها ، ثم تطورت فعالياتها لتشمل الصدام مع الإسلام وكل من له حس وطني وتظليل حكومات وجماعات وعصابات ومافيات عالمية لصد انتشار الإسلام العظيم الذي بزغ نوره يهل على الكرة الأرضية منذ بعثة رسول الله المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم .
ويقال أيضا ، إن أول محفل ماسوني بريطاني علني نشأ قبل ما يزيد عن 300 سنة وقد استطلعت قناة الجزيرة الفضائية في قطر آراء بعض المشاركين في هذا المحفل الماسوني العالمي ، عبر لقاءات قليلة ومحدودة الفعالية والفكرية .
وكان على جدول أعمال مؤتمر المحفل الماسوني الأكبر العلني في أثينا اليونانية خلال الثلث الثالث من شهر حزيران 2008 ، جملة من القضايا يقع في صلبها الآتي : معضلة المناخ ، الهجرة ، مقاومة الفقر والعلمانية ( علاقة الدين بالدولة ) في العالم .
وأكد المؤتمرون الكفرة الفجرة على ضرورة فصل الدين عن الدولة وترسيخ العلمانية في المناهج التعليمية للطلبة في جميع المستويات وذلك بدعاوى محاربة العنصرية والتمييز الديني والقضاء عليهما وهذه الأفكار ليست بالأفكار الغريبة أو الجديدة ، بل هي تأكيد لما كانت المحافل الماسونية اتخذته لمقاومة الإسلام أولا وآخرا .
وغني عن القول ، إن هناك أمورا جدلية هابطة لا تطرحها الماسونية في الجلسات العلنية للمحافل الماسونية العالمية أو الإقليمية والعمل على إبقاءها سرية للحيلولة دون مقاومتها وتسهيل عملية تنسيب أنصار ومريدين جدد لتعاليم الماسونية التي تحاول السيطرة على العالم بكل ما لديها من أساليب ملتوية وخبيثة تستخدم فيها المال والذهب ووسائل الإعلام والأدب والجامعات والمدارس والنوادي والجمعيات والروتاري وأوحال الشهوانية والمشي عراة أو شبه عراة في الشوارع والطرقات والجنس الأبيض بالإشراف على دور العاهرات والمومسات والمخدرات والكبائر والموبقات والربا واستعمال أساليب التضليل والتحايل والإرهاب للهيمنة على الآخرين وخاصة في بلدان الوطن الإسلامي وأبناء الأمتين العربية والإسلامية .
وبهذا يمكننا القول ، إن المنظمة الماسونية هي منظمة يهودية عالمية أوجدت الصهيونية وربيبتها الكيان الصهيوني في ارض فلسطين ، وهي منظمة إلحادية إباحية تدعو وتمارس الفساد والإفساد في العالم وتستغل حاجة الناس للأموال فتشتري الذمم من الأفاكين والنصابين وتحشرهم في زمرتها العفنة .
===================
الأخوة والأخوات الكرام ، لمزيد من التفاصيل عن مؤتمر المحفل الماسوني العالمي الذي عقد في مدينة اثينا وهي العاصمة اليونانية في مطلع صيف 2008 ، فإننا نقتبس بعض ما ورد ورشح عن هذا المؤتمر للفجرة الكفرة عن الجزيرة نت :
===============
لم الخوف والسرية؟
لكن الذي يثير الريبة ويدعو إلى الشك لدى البعض هو منع الصحفيين من الجلسات المغلقة واقتصارها على من يتمتعون بدرجات ورتب ماسونية محددة ، وهو ما حدث في مؤتمر عبر بناء أوروبا نبني العالم . وهو أيضا ما أثار أكثر من علامة استفهام ، أهمها : إذا كان المجال مجال فكر وتبادل آراء فلم الخوف من الإعلام الحر؟ ولم السرية ؟ رئيس الوفد المغربي وزير الزراعة والصيد البحري عزيز أخنوش الذي ألقى محاضرة عن مشروع المغرب الأخضر في المؤتمر ، رفض الإجابة حينما حاولت الجزيرة نت الالتقاء به دون إبداء الأسباب .
عزف على وتر الدعاية
لكن الوفد اللبناني وعلى لسان الأستاذ الأعظم بالمحفل الأكبر اللبناني المركزي آرام نازاريان انتهز الفرصة للترويج للأفكار الماسونية، فقال إن هذا المؤتمر سبقه مؤتمر عقد في نفس المكان عام 2006 ، وهو يهدف إلى طرح المشكلات العالمية مثل العلمنة والتنمية ومساعدة العالم الفقير على أزماته . وعلى وتر الدعاية نفسها عزف المعلم الأكبر لمحفل دلفي اليوناني والمنظم للمؤتمر فاسيليس باكتاس، فقال للجزيرة نت إن الأمور التي تنتشر عن الماسونية في بعض الكتب المنشورة فيها مبالغات ومغالطات كثيرة خاصة تلك التي يكتبها كتاب من خارج الماسونية . وحاول باكتاس التخفيف من قرارات المؤتمرات قائلا إنها غير ملزمة للأعضاء. لكنه في الوقت نفسه كشف عن أن محفل دلفي ساعد مؤخرا جهات كنسية خارج اليونان منها على سبيل المثال الكنيسة الأرثوذوكسية في السودان مؤكدا أن الهدف من تلك المساعدة تدعيم المشروعات الاجتماعية.
أفكار معلنة
في المؤتمر لم يخف البناؤون الأحرار بعض مراميهم ولم يوغلوا في التعمية على بعض أفكارهم، من هؤلاء الأكاديمي بجامعة أوكسفورد بروكس البريطانية إيدي كاوكيلبيرغس الذي دافع عما سماه القيم العالمية المشتركة وضرورة تعليمها للشعوب وصولا إلى العيش المشترك. أما الأكاديمية الفرنسية مارلين ميمون صفار فقد تحدثت عن تعليم القيم الديمقراطية لتكوين مجتمع مدني بغير حدود . وعلى الدرب نفسه سار الدبلوماسي الفرنسي باتريك دوستيه فأثنى على العلمنة في المجتمع خاصة مناهج التعليم، معتبرا أن مستقبل العلمنة يتمثل في القدرة على محاربة التفرقة بين عناصر المجتمع . أخيرا وفي نهاية المؤتمر حيا رئيس الاتحاد الأوروبي جوزيه مانويل باروسو المؤتمرين باسم الاتحاد، شاكرا لهم حضورهم واصفا إياهم بـ العاملين لخدمة القيم الأوروبية . ويبدو أن باروسو نسي أن الماسونية كما يقول دعاتها دعوة عالمية وليست أوروبية، لكن عبارة المسؤول الأوروبي مرت دون أن يلتفت إليها أحد أو يعلق عليها
================
صور وشعارات من محفل المؤتمر الماسوني الأخير في اثينا حزيران 2008

فرسان الهيكل أيام الحروب الصليبية
جذور الماسونية ؟؟
ورد في كتاب فلسطين العربية المسلمة لمؤلفه د. كمال علاونه - صاحب هذه المدونة - ص 62 الآتي : الحركة الماسونية ( البناؤون الأحرار ) سبقت الصهيونية . وتعتبر المحافل الماسونية إحدى إفرازات اليهود المتطرفين ، الذي يريدون السيطرة على العالم ، وفي سبيل ذلك وضعوا الخطط الاستراتيجية والتكتيكية للسيطرة على الأرض المقدسة ( أرض الميعاد ) لجعلها بؤرة انطلاق يهودية عالمية . وللماسونية طقوس وقواعد حول لعبة الأمم . وكلمة الاجتماع تعني المحفل أو المعبد أو الهيكل هي كلمات تلمودية يهودية ترمز لهيكل شلومو اليهودي . وتركز الماسونية بافكارها الشيطانية الإجرامية ، وهي ربيبة اليهودية العالمية على الشخصيات المتنفذة في المجتمع وتدعمهم وتستطيع الزج بهم بقوة دافعية وإندفاعية ذاتية وخارجية في مقدمة الصفوف لقيادة الآخرين والتخطيط لهم وسوقهم كما يحلو للماسونية أن تلعب بهم وتسيرهم حسب هواها المشبع بالأنانية والفجور والعهر والكراهية للأمة العربية والأمة الإسلامية وتدمير مقدرات العرب والمسلمين والهيمنة على العالم ، وذلك على الرغم من أن عدد يهود العالم لا يتجاوز 15 مليون نسمة بما فيها الجاليات اليهودية المهيمنة على فلسطين . فهناك رؤساء وزراء ووزراء وشخصيات حزبية وسياسية واقتصادية تنتشر هنا وهناك في مختلف قارات العالم ممن أعماها المال والجنس وامتلاك العقارات لأن الماسونية تسهل لهم عملية التمليك للهيمنة الاقتصادية والمالية على الآخرين وشراء الذمم . ويقال ان جورج واشنطن الرئيس المؤسس للولايات المتحدة الأمريكية كان من قادة المنظمة الماسونية العالمية ، وكذلك كان قادة الثورة الفرنسية من قيادة المنظمة الماسونية العالمية ، ومؤسس تركيا العلمانية مصطفى كمال أتاتورك كان ماسونيا كبيرا . وكذلك من شخصيات الماسونية : جان جاك رسو ، فولتير ( وهما فرنسيان ) ، وجرجي زيدان وكارل ماركس وأنجلز . ومن الملوك البريطانيين الماسونيين : الملك جورج السادس ، و الملك إدوارد السابع ، و الملك إدوارد الثامن ، ورئيس وزراء بريطانيا : ونستون تشرشل . ومن رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية : ثيدور روزفلت ، وليام هاوارد تافت ، وهاري ترومان ، و جورج واشنطن ، و جيمس بوكانان ، وجورج بوش الأب وجورج بوش الابن ، و جيمس غارفيلد ، وورين هاردينغ ، أندرو جاكسون ، وليام اكينلي ، جيمس مونرو ، جيمس بولك ، فرانكلين روزفلت ، جيرالد فورد .
والماسونية ، تعد أكبر جمعية سرية في العالم . ولها تواجد ضخم في مختلف الدول الغربية خاصة الولايات المتحدة وبريطانيا وايطاليا وألمانيا وفرنسا وهولندا وغيرها . ويرى البعض أن الماسونية تأسست في هيكل سليمان وتنبع من التقاليد الإسرائيلية التوراتية والقبالة وجماعة البنائين الأحرار . للماسونية عدة شعارات منها : الإخاء والمساواة والإحسان وطاعة القانون والحرية . وتقوم على محافل سرية مطلقة وطقوس غريبة والتدرج فيها لثلاث وثلاثين ( 33 ) درجة . وللماسونية ألغاز ورموز وطلاسم وخناجر يهودية تتهيأ للهجوم على الأعداء ، وبهذا فالماسونية ذات أصول ومنابت يهودية ماكرة وخادعة . على أي حال ، هناك عدة شعارات للماسونية العالمية وهي : المثلثات والفرجار والمنقلة ، والعين السحرية وغيرها . وهي أدوات هندسية وتتخذ من يدين اثنتين شعارا لها يحملان مثلثا كبيرا في أعلاه مثلث صغير به عين تنظر عن بعد للجميع ، ويتم استعمال ثلاثة ألوان اساسية وهي : اللون الأبيض واللون الأزرق واللون الذهبي في ترابط غريب عجيب لهذه الشعارات الماسونية التي تطلق على نفسها ( البناؤون الأحرار ) وهم المدمرون للعالم في حقيقة الأمر من اليهود والأغيار . وقد تطرقت للماسونية نشرات وكتب ودوائر معارف حيادية ويهودية فجاء في بعضها ، إذ أوضحت النشرة اليهودية الصادرة عام 1861 : ( إن روح الماسونية الأوروبية هي روح اليهودية في معتقداتها الأساسية ، لها نفس المثل واللغة ، وفي الأغلب نفس التنظيم والآمال التي تنير طريق الماسونية ، وتدعمها هي الآمال التي تنير طريق ( إسرائيل ) وتدعمه ومكان تتويجها هو بيت العبادة البديع ، حيث تكون القدس رمزا وقلبا منتصر ) . وافاد الحاخام اليهودي laaacwice ( الماسونية مؤسسة يهودية في تاريخها ودرجاتها وتعاليمها ، وكلمات السر فيها ، وفي إيضاحاتها ، يهودية في البداية حتى النهاية ) . وأشارت دائرة المعارف اليهودية في فيلادليفيا الأمريكية عام 1906 : ( يجب أن يكون كل محفل رمزا لهيكل اليهود ، وهو بالفعل كذلك ، وأن يكون كل أستاذ على كرسيه ممثلا لملك اليهود ، وكل ماسوني تجسيدا للعامل اليهودي ) ( عن كتاب أحجار على رقعة شطرنج لمؤلفه : وليام كار ) . وتعتمد بروتوكولات حكماء صهيون السرية على القوة الخفية ، المتمثلة في جمعيات سرية كالماسونية ، فقد ورد في البرتوكول الرابع : ( والمحفل الماسوني المنتشر في كل أنحاء العالم سيعمل في غفلة كقناع لأغراضنا . ولكن الفائدة التي نحن دائبون على تحقيقها من هذه القوة في خطة عملنا وفي مركز قيادتنا ما تزال على الدوام غير معروفة للعالم كثيرا ) .
على أي حال ، نشأت الماسونية في بدايتها في 10 آب 43 م ، بتسعة أعضاء مؤسسين ، وترأسها الملك الروماني هيرودس ، الذي قتل أطفال بيت لحم في فلسطين خوفا من ظهور المسيح الذي سيقضى على ملكه في فلسطين . وبالتالي كان الهدف من إنشاء هذه المنظمة الماسونية السرية الخفية هو القضاء على النصرانية التي جاء يبشر بها المسيح بن مريم عليه السلام ولكنها فشلت في ذلك ، لأن إرادة الله نافذة فوق الجميع شاء من شاء وأبى من أبى . وهناك صيغة قسم للماسونية هي : ( أنا فلان بن فلان اقسم بالله ( يهوه ) وبالتوراة وبشرفي بأنني حيث قد صرت عضوا من التسعة الأعضاء المؤسسين جمعية ( القوة الخفية ) أتعهد أن لا أخون إخواني أعضاءها بشيء بشخصيتهم ولا بكل ما يعود لمقررات الجمعية . أتعهد أن اتبع مبادئها وأتمم كل ما نقرره باتفاقنا نحن التسعة المؤسسين بكل دقة وطاعة وضبط وبكل غيرة وأمانة . أتعهد أن اجتهد بتوفير عدد أعضائها . أتعهد بمناهضة كل من يتبع تعاليم ( الدجال ) يسوع ومحاربة رجاله حتى الموت . أتعهد أن لا أبوح بأي سر من الأسرار المحفوظة بيننا نحن التسعة لأي من الخارجين ، أو من أعضائها ، وإذا خنت بيميني هذه وثبتت خيانتي بأني بحت بأي سر أو بأي مادة من مواد قانونها الداخلي المحفوظ لنا نحن ولخلفائنا فقط فيحق لهذه العمد الثمانية رفقائي أن تميتني بأي طريقة كانت ) . وكان هذا صلب محفل أورشليم اليهودي الماسوني الأول . وتتالف قيادة الماسونية العالمية من المناصب الآتية ( كما كانت في نشأتها مع تغيير طفيف ) وهي : رئيس ، نائب رئيس ، كاتم سر أول ، كاتم سر ثاني ، مراقب ، معاون أو منبه أول ، منبه ثاني ، ، كافل ، حاجب . وقد تراس أو محفل ماسوني الملك هيرودس اكريبا الذي توفي عام 44 م فتبعه على رئاسة الماسونية نائبة حيرام أبيود ، وهو شيطان الجمعية الحقيقي .
وهناك عمودان للماسونية وهما عمودا هيكل سليمان ويطلق على العمود الأول ( بوعز ) ، والعمود الثاني ( جاكين ) . وكذلك هناك أدوات هندسية ترمز بتضليل كبير للأدوات الهندسية التي أستخدمها حيرام آبي المهندس الذي خطط لبناء هيكل سليمان ( شلومو ) وهي تشتمل على : ( الزاوية والبيكار ، والملعقة ، والميزان ، والشاقوف ) وهي خشبية التكوين ، ولكن جرى تطويرها لاحقا لمواد معدنية عند بعض المحافل الماسونية . وقد أضيف لاحقا في عهد حيرام أبيود شعار ( كوكب الشرق الأعظم ) إلى ( هيكل أورشليم ) حيث رسم كوكب في صدر الهيكل خلف رأس الرئيس بالجانب الأعلى . وقد أكلت الذئاب جسد حيرام أبيود الذي لاحق رسل المسيح بن مريم عليه السلام وتعرف عليه اتباعه بخاتمه الفضي بأصبعه محفورا عليه رسم مطرقة ثم جاء خلفا لحيرام مؤاب لافي حتى عام 55 م . فإذا رأيت أيها القارئ شعارات هندسية من هذا القبيل على باب محل او مؤسسة أو جمعية أو ناد فأعرف السبب ولا تتعجب فهذا محفل ماسوني خفي لا يعرفه إلا العالمين ببواطن الأمور وأعضاء هذا النادي الخفي السري فقط ، فاحذر وأحذروا الماسونية النتنة ولا تقتربوا منها بأي حال من الأحوال .وتتابعت مراحل اطور الماسونية العالمية عبر العقود الزمنية الخالية ، فجاءت المرحلة التطويرية في القرن الثامن عشر ، وتحديدا في 1770 م حين تولى ( آدم وايزهاويت ) أحد القساوسة المرتد عن النصرانية فاعتنق الالحاد فاستدعاه كبار الماسونيين الألمان وكلفوه بمراجعة ( بروتوكولات وأساطير حكماء صهيون القديمة ) لتنظيمها وتجديدها بصورة فعلية متطورة لتلائم العصر في تلك الحقبة من الزمن . فوضع ( وايزهاويت ) الماسوني مبادئ الماسونية الحديثة ما بين ( 1776 - 1830 م ) إيديولوجية الإلحاد البشرية عام 1776 م تتمثل بالآتي : تدمير كل الحكومات الشرعية ، وتقويض الأديان السماوية ، وتفتيت الجوييم ( غير اليهود ) لمعسكرات متخاصمة بمؤامرات وفتن متلاحقة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعنصرية . وتزويد هذه المعسكرات بالسلاح اللازم لتأجيج الصراع بينها ، ونشر سموم الخلافات والتنابذات في البلد الواحد ، وهدم العقائد الدينية والأخلاقية والفكرية ونشر الفوضى والإرهاب والإلحاد ( من كتاب الدنيا لعبة إسرائيل لمؤلفه الكومندور وليم كار ، كولوز فيوز - بيروت ) .
وكذلك وضع ( وايزهاويت ) خطط واساليب جهنمية شيطانية لجعل ( المحفل الماسوني الأكبر ) وهو المحفل الرئيسي في العالم ، ذو تاثير كبير على مجريات الشؤون العالمية ، من أهمها :
1. استخدام الرشوة المالية والجنسية والشذود الأخلاقي ( اللواط والسحاق ) عبر سياسة ( التوريط والتفريط ) : للهيمنة على أشخاص يتبوأون مناصب حساسة علميا واقتصاديا وسياسيا وعسكريا . فيتم صيد الفريسة المنشودة بالترغيب أو الترهيب او بكلتا الطريقتين وابتزازها وتهديدها ويتم تدبير الفضائح الكبرى أو الاختطاف أو الاغتصاب أو القتل مع الشخص المعني أو أحد اقربائه المقربين أو أصدقائه المحبين . ويتم قتل الضحية عندما لا تستفيد منها الماسونية بطرق مدبلجة ومخططة لتبدو وكأنها حادث طبيعي أو عادي أو بالصدفة وغير ذلك . ولا يضير إن كانت هذه الشخصية صغيرة أو كبيرة ذكرا أو أنثى ، عضو بالماسونية أو خارجها .
2. السيطرة على التعليم العام والتعليم العالي : عبر السيطرة على الجامعات والمناهج التعليمية المدرسية والجامعية ، وجلب الطلبة المتفوقين ونشر روح الالحاد والفساد والفسوق والرذيلة بين الطلبة ذكورا وإناثا .
3. الهيمنة على وسائل الإعلام والدعاية : المطبوعة والمسموعة والمرئية والانتر نت : أخبار ودسائس واباطيل واساطير ونفاق وابتذال وما إلى ذلك .
وفي عام 1834 م تم اختيار الزعيم الايطالي ( مازيني ) خلفا لآدم وايز هاويت فاثارت الماسونية مجددا الفوضى والفتن والخراب والدمار في مختلف بقاع العالم . وفي عام 1840 جند المحفل الماسوني الأكبر العالمي ( النوراني ) شخصية أمريكية عسكرية هو الجنرال ( البرت بايك ) بعد تسريحه من الجيش الأمريكي بعد ارتكابه فظائع وحشية كبيرة ، فأصبح المشرف الأول والمنفذ والمخطط لهرطقات الماسونية المقيتة النتنة . واستمر في وضع مخططات الماسونية العالمية الجديدة في الفترة ما بين ( 1859 - 1871 م ) فعمل على إعادة تنظيم الماسونية الجديدة ، فأنشأ ثلاث محافل ماسونية عليا ( ثلاث مجالس مركزية ) : الأول في بلدة شارلستون بولاية كارولينا الجنوبية الأمريكية ، والثاني في روما في إيطاليا . والثالث في برلين في ألمانيا . وتم تكليف ( مازلين ) بإنشاء 20 محفل ماسوني تحت إشراف المجالس الماسونية العليا ، التي تخضع كليا للمحفل الماسوني الأعلى الذي يدير شؤون منظمته العالمية الإرهابية في جميع بقاع العالم . وقد تبنت الماسونية النورانية وفق مخطط الجنرال الأمريكي ( البرت بايك ) ثلاث حركات ومنظمات ملحدة وعلمانية هي : الشيوعية الروسية والفاشية الإيطالية والصهيونية الأوروربية اليهودية . وقد افتعلت الحرب العالمية الأولى والثانية . ووضعت الخطط للقضاء على تعاليم الرسالة الإسلامية القويمة منذ فترة طويلة بمختلف الطرق والأساليب القذرة النتنة ، وما نشاهده ونراه من تضليل فكري وإعلامي ضد الإسلام والذات الإلهية والقرآن المجيد في مختلف أنحاء العالم ما هو إلا تطبيق أولي مبرمج لخطط الماسونية العالمية بالتعاون مع أصدقائها في دول العالم لنزع الوازع الإسلامي من صدور ابناء الأمتين العربية والإسلامية وإحلال الفساد والفسوق والعصيان مكان القرآن لتسهيل السيطرة على المسلمين ، وتفريغ شحنات الإسلام من عقولهم وصدورهم ليكونوا لقمة سائقة للعبث والفساد والإفساد الشامل وبالتالي بقاءهم تحت الهيمنة الماسونية اليهودية والغربية عامة .
وعن طبيعة الإله أو الالهة المتعددة لدى الماسونية الشيطانية ، تعالوا بنا نقرأ ما قاله الكاهن الأكبر للماسونية وهو الجنرال الأمريكي مجدد الماسونية العصرية وذلك في 14 تموز 1889 م : ( يجب أن نقول للجماهير إننا نعبد الله ، ولكن الإله الذي نؤمن به لا تفصلنا عنه الأوهام والمخاوف النفسية ، ويجب علينا نحن الذين بلغنا مراتب الاطلاع العليا أن نحافظ في الدين على نقاء الإيمان بألوهية الشيطان . أجل ، إن الشيطان هو الإله ، ولكن الله أيضا هو - لسوء الحظ إله ، إذ أن وجود إلهين متقابلين أمر محتوم ، لا إله إلا هما ولذلك ، فإننا نعتبر الشيطان وحده كفرا محضا ، والحقيقة الفلسفية الخالصة هي أن الله والشيطان إلهان متساويان ولكن الشيطان هو إله النور والخير ، وهو الذي ما زال يكافح منذ الأزل ضد الله إله الظلام والشر ) ( عن كتاب الماسونية لمؤلفه أحمد عبد الغفور عطار ، بيروت : المكتبة العصرية ، 1394 هـ ) . معاذ الله أن يكون هناك إلهين إذا لفسدتا ولذهب كل إله بما خلق سبحان الله عما يشركون . وقد استلهم الماسونيون افكارهم وتعاليمهم القذرة الهابطة من التلمود وشروحه في المشناة والجمارا اليهودية . يقول الله الحميد المجيد عز وجل : { يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ (35)}( القرآن الحكيم ، التوبة ) .
نعم هذا هو فكر الأبالسة من أتباع إبليس الرجيم ، شيطان الشياطين في العالم ( يهوه ) ، هؤلاء هم الماسونيون ممن اتبعوا الإلحاد وتعددت الإلهة لديهم أو غابت كليا ، وتركوا دياناتهم واتبعوا شياطين الإنس والجن وهم بذلك أفاكون آثمون وكذابون وكاذبون ، فالإله العظيم هو الله العزيز الحكيم الواحد الأحد الصمد الذي لا إله سواه . وقد خسئت وتخسأ وستخسأ كل محاولاتهم الدنيئة لإطفاء نور الله في الأرض وهو الإسلام العظيم ، وهذا سر من أسرار الصراع الإسلامي الماسوني على مدار الحقب الزمنية السابقة والحالية والمستقبلية ايضا . فانتبهوا ايها المسلمون ويا ابناء الأمتين العربية والإسلامية ، وانتبهوا يا أعضاء الحركات والأحزاب الإسلامية ؟؟؟ لا تكونوا من الغافلين ؟؟ !! لا تنجروا للفتن الداخلية والحروب الأهلية وواجهوا أعدائكم الحقيقيين الذين لا ينامون وهم يخططون لكيد الكيد لكم دائما ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم العزيز الحكيم .
مراتب الماسونية الثلاث
- مرتبة المبتدئ Entered Apprentice Degree ، ينبغي على الماسوني المبتدئ حسب المبادئ العامة للماسونية الحياة ، وويلبس أثناء أداءه قسم العضوية لباسا خاصا يزوده المقر واستنادا للماسونيين فإن الطقوس المرعبة البدائية هي رموز إستخدمها أوائل الماسونيين حيث كان الإنسان القديم يؤمن بإن روح الإنسان تهبط من أجواء كونية قبل إستقرارها في جسد الإنسان عند الولادة وحسب المعتقدات القديمة فإن ذلك الروح تتحلى بصفات ذلك الفضاء الكوني الخاص الذي مر به الروح أثناء رحلته إلى الجسد . واثناء القبول الأولي يردد الرئيس الأعظم مع العضو الجديد عند ركوعه على ركبتيه الآتي ( حسب قناة الجزيرة الفضائية ) : أيٌّها الإله القادر على كل شيء ، القاهر فوق عباده ، أنْعِم علينا بعنايتك ، وتجلَّ على هذه الحضرة، ووفق عبدك -هذا الطالب- الدخول في عشيرة البنائين الأحرار، إلى صرف حياته في طاعتك ، ليكون لنا أخاً مخلصاً حقيقيّاً .. آمين . يفسر الماسونيين وضع عصابة على عيون المبتدئ أثناء أداءه القسم كونه رمزا إلى الجهل أو الظلام الذي كان فيه الشخص قبل إكتشافه لحقيقة نفسه عن طريق الماسونية وإن هذه العصابة ستزال عندما يصبح المبتدئ الذي يؤدي القسم مستعدا لأستقبال الضياء . ويبدأ بعد ذلك عملية الطواف حول الهيكل بإتجاه عقرب الساعة والذي يعتبره الماسونيون رمزا لحركة الشمس وأثناء الطواف يدرك المبتدئ النظام الكوني وبعد الطواف حول الهيكل يقوم المبتدئ بالسجود للهيكل وهذا الهيكل حسب المفهوم الماسوني هو رمز لنقطة إلتقاء الشخص مع الخالق بغض النظر عن الدين السماوي الذي يتبعه المبتدئ ويقع هذا الهيكل في وسط المقر .
- مرتبة أهل الصنعة Fellowcraft Degree يمثل هذه المرحلة حسب الفكر الماسوني مرحلة البلوغ والمسؤولية في حياة الإنسان على الأرض ويجب على العضو في هذه المرحلة أن يبني صفاته الحسنة ويساهم في تحسين ظروف المجتمع الذي يعيش فيه .
- مرتبة الخبير Master Mason Degree وهي أعلى المراتب في الماسونية ، وهناك مقرات تقبل فقط عضوية الماسونيين الواصلين إلى مرحلة الخبير ، وفي هذه المرحلة وحسب المعتقد الماسوني يصل العضو إلى حالة توازن بين العوامل الداخلية التي تحرك الإنسان والجانب الروحي الذي يربطه بالخالق الأعظم . ومن الرموز المستخدمة في طقوس هذه المرتبة هي آلة البناء المسمى المُسطرين ( المالج ) والتي ترمز إلى ربط جميع مفاهيم الماسونية ونشر الحب الأخوي ، ومن وجهة نظر الماسونيين فإن طقوس هذه المرتبة فيه إشارة إلى الخبير في المعمار حيرام آبيف Hiram Abiff والذي كان احد البنائيين الرئيسيين في مشروع بناء معبد القدس في عهد سليمان . ومن الرموز الأخرى في مراسيم هذه المرحلة هو شعار الأسد الملكي الذي يرمز قبائل بني إسرائيل القديمة . من مسؤوليات الخبير هو الأقتراع على قبول أعضاء جدد و القيام بأعمال أو مشاريع خيرية والبحث و التحري عن خلفية طالبي العضوية ومسؤوليات مالية متفرقة .
الدستور الماسوني
في عام 1723 كتب جيمس أندرسون (1679 - 1739) دستور الماسونية وكان أندرسون ماسونيا بدأ حياته كناشط في كنيسة إسكتلندا وقام بنجامين فرانكلين بعد 11 سنوات باعادة طبع الدستور في عام 1734 بعد أنتخاب فرانكلين زعيما لمنظمة الماسونية في فرع بنسلفانيا .
وكان فرانكلين يمثل تيارا جديدا في الماسونية وهذا التيار اضاف عددا من الطقوس الجديدة لمراسيم الأنتماء للحركة واضاف مرتبة ثالثة وهي مرتبة الخبير Master Mason للمرتبتين القديمتين ، المبتدئ و أهل الصنعة.من الجدير بالذكر ان النسخة الأصلية للدستور الماسوني الذي كتبه أندرسون عام 1723 واعاد طبعه فرانكلين عام 1734 كانت عبارة عن 40 صفحة من تاريخ الماسونية من عهد آدم ، نوح ، إبراهيم ، موسى ، سليمان ، نبوخذ نصر ، يوليوس قيصر ، إلى الملك جيمس الأول من إنكلترا وكان في الدستوروصف تفصيلي لعجائب الدنيا السبع ويعتبرها إنجازات لعلم الهندسة وفي الدستور تعاليم وامور تنظيمية للحركة وايضا يحتوي على 5 أغاني يجب ان يغنيها الأعضاء عند عقد الإجتماعات .
المقرات الدولية للماسونية
أفتتاح أي مقر جديد يجب أن يكون بأشراف و بموافقة المقر الأعظم ويحق للماسوني الحاصل على مرتبة الخبير Master ان يزور أي مقر ويعترض الماسونيون على استعمال كلمة مقر ويفضلون تسمية معبد الفلسفة و الفن . إستنادا إلى معتقد الماسونيين فان تلك المقرات او أماكن التجمع تم بناءه من قبل الماسونيين الأوائل بالقرب من أمكنة عملهم في مشاريعهم البنائية وإستنادا إلى نفس المعتقد فان لاحقة الأحرار أضيفت إلى الماسون او البنائيين لأنهم كانوا بنائيين او مهندسين في حالة إستراحة او حرية من العمل وكانوا يتجمعون في تلك الأماكن للراحة و التشاور.
أفريقيا: بنن ، بوركينا فاسو ، غابون ، غينيا ، ساحل العاج ، ليبيريا ، مدغشقر ، سنغال ، جنوب أفريقيا.
آسيا: الصين ، الهند ، ( إسرائيل ) ، اليابان ، كوريا الجنوبية ، الفليبين ، تركيا لبنان.كما كان يوجد عدة محافل ماسونية في العراق مثل محفل بغداد ومحفل البصرة.
منطقة المحيطات: أستراليا ، نيوزيلندا ،
أمريكا اللاتينية: جزر البهاما ، كوبا ، جمهورية الدومنيك ، بورتو ريكو ، كوستاريكا ، السلفادور ، المكسيك ، بنما ، غواتيمالا
اوروبا: إنجلترا ، إيرلندا ، إسكتلندا ، النمسا ، التشيك ، ألمانيا ، المجر ، سلوفينيا ، سويسرا ، بلغاريا ، بولندا ، روسيا ، فنلندا ، آيسلندا ، لاتفيا ، لتوانيا ، هولندا ، النروج ، السويد ، كرواتيا ، بلجيكا ، فرنسا ، لوكسمبورغ ، البرتغال ، إسبانيا ، مالطا ، يوغوسلافيا ، اليونان ، إيطاليا ، الدانمارك
أمريكا الشمالية : كندا (في 10 مقاطعات كندية) ، جميع الولايات المتحدة الأمريكية
أمريكا الجنوبية: البرازيل ، كولومبيا ، الأرجنتين ، شيلي ، إكوادور ، باراغواي ، بيرو ، أوروغواي ، بوليفيا ، فنزويلا
جنوب إفريقيا - الهند -اليابان - مجموعة ياهو للماسونيين في كولورادو و كوريا الشمالية - الفلبين - تركيا - جمهورية التشيك - فرايماورير -ألمانيا - هنغاريا - سلوفينيا - سويسرا - فنلندا - دنمارك - بلغاريا - هولند . ومن أساليب الماسونية : تنتشر نوادي الروتاري والليونز والملاهي والبارات والمخامر وتلجا لاستخدام الجنس وتجارة الرقيق الأبيض ( الجنس والزنا والدعارة ) واللواط ، والسب على الأنبياء والمرسلين ، والبصق على قادة المجتمعات المحررين ، واستخدام الأموال والرشاوى والإرهاب الفكري والجسدي لقمع المعارضين والمخالفين لأفكارها السيئة الصيت . وهناك طقوس رسمية وشعبية للماسونية تقتضي ( إحراق الذات ) وهي تقاليد يهودية قديمة بالية تلجا لها جماعات ذات تقاليد تخريفية واساطير ومن هذه الجهات هناك جماعات يهودية متطرفة تحاول اقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك بزي يهودي أو سياحي أو حتى لباس إسلامي وتفجير عشرات الأشخاص فيه للتعجيل بعودة المسيخ الدجال الذي سينقذ يهود العالم وإقامة الهيكل اليهودي الثالث المزعوم . والعين الواحدة في المثلث الصغير بالمثلث الكبير الماسوني ترمز للمسيخ الأعور الدجال الذي سيكون بعين واحدة وهو الذي سيقتله عيسى بن مريم عليهما السلام في مدينة اللد في فلسطين .
يستخدم في مراسيم هذه المرتبة مواد للقياس كانت تستعمل من قبل البنائيين القدماء ويجب على العضو ان يصعد سلما ينتهي إلى وسط الهيكل كرمز للصعود والتطور في فهم العضو لمبادئ الماسونية .
وغني عن القول ، إن الماسونية تتركز في دولتين كبرييين هما : أولا : في الولايات المتحدة حيث يبلغ عدد أفرادها نحو 3 ملايين ماسوني . وثانيا : في بريطانيا إذ يبلغ عدد الماسونيين نحو مليون شخص . وهؤلاء الأشخاص معظمهم من ذوي النفوذ الكبير سواء في الولايات المتحدة أو بريطانيا ، وبهذا نستطيع تفسير موالاة الأمريكان لليهودية والصهيونية والماسونية المتعاونه مع الصليبية القديمة الجديدة المتجددة .


الوفود الماسونية العربية
تنتشر الماسونية في عديد البلدان العربية ويقوم عليها جماعات ضغط اقتصادية مدعومة من المنظمة الفاجرة الأم التي تنتشر في أوروبا وأمريكا وأمريكا الجنوبية وافريقيا وآسيا . وقد لاحظنا وفدين رسميين عربيين في هذا المؤتمر الماسوني العالمي بحزيران 2008 وهما وفد المغرب ووفد لبنان ، هذا عدا عن الوفود العربية الماسونية السرية ؟؟؟ فهل يا ترى اصبح العرب لهم ضلع كبير من أضلاع مثلث الماسونية العالمية ؟؟؟ هذا ما سيثبته التاريخ لاحقا . والله يمهل ولا يهمل !!
يقول الله العلي العظيم تبارك وتعالى : { وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (6) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9)}( القرآن المجيد ، الصف ) .
والله ولي التوفيق . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
مراجع مختارة
- ( أحمد عبد الغفور عطار ، الماسونية : ( بيروت : المكتبة العصرية ، 1394 هـ .
- د. عبد الرحمن عميره ، المذاهب المعاصرة وموقف الإسلام منها ( الماسونية - الشيوعية - الوجودية - البهائية - القاديانية ( الرياض : جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ) .
- وليام غار كار ، أحجار على رقعة شطرنج ، ترجمة : سعيد جزائرلي ( بيروت : دار النفائس ، 1972 ) .
- محمد علي الزعبي ، حقيقة الماسونية ( بيروت : مؤسسة معتوق إخوان ، 1974 ) .