الخميس، 20 مارس 2008

الزواج في الإسلام

الزواج في الاسلام
د. كمال علاونه
أستاذ العلوم السياسية - فلسطين
الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه ، والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبعد ،
ايها الاخوة المؤمنون .. ايتها الاخوات المؤمنات .. اهلا ومرحبا بكم جميعا في حلقة جديدة من مجلة ( آفاق ايمانية ) . على درب التقى والتقوى نتواصل واياكم . في هذه الحلقة :
قال الله تعالى في القرآن المجيد :{ وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ (20) وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) } سورة الروم ، الآيات 20 - 21 .
وقال تعالى : { وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم ، إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله ، والله واسع عليم ، وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله } سورة النور : 32 - 33 .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا معشر الشباب من إستطاع منكم الباءة فليزوج ، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء " ، رواه البخاري ومسلم واللفظ لهما ورواه ابو داود والترمذي والنسائي .
ما معنى الزواج ؟؟
الزواج لغة هو: الاقتران 0 واجتماعيا هو اتحاد جنسي بين الذكر والانثى او بين الرجل والمرأة اتحادا شرعيا يعترف به ويقره المجتمع من خلال إقامة شعائر وحفلات خاصة ، ويترتب على الزواج حقوقا وواجبات لكلا طرفي العلاقة 0 والزواج او النكاح في دين الله ( الاسلام ) هو عقد متين وميثاق غليظ ، يقوم على نية المعاشرة الدائمة بين الطرفين ما داما أحياء لقطف ثماره النفسية والسكينة والمودة والرحمة وعمارة الأرض والتكاثر 0
اهداف الزواج
للزواج عدة اهداف انسانية واجتماعية ودينية نبيلة من ابرزها :
1. اشباع الرغبات الجنسية بالنكاح الحلال لدى الرجل والمرأة على حد سواء 0 قال الله تعالى : { فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ، فإن خفتم الا تعدلوا فواحدة او ما ملكت ايمانكم ، ذلك أدنى ألا تعولوا } سورة النساء : 3 0 وقال تعالى يحرم العلاقات الجنسية غير المستقيمة او غير الشرعية { ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا } سورة الإسراء : 32 0
2. التكاثر وانجاب الاطفال 0 قال تعالى : { والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا ، وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة } سورة النحل : 72 0
3. تحقيق التعاون والتفاهم والتكافل والتعارف بين افراد المجتمع 0 قال تعالى : { يا ايها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم } سورة : 0





المحرمات للزواج
قبل ان يبدأ الرجل المسلم التفكير في الزواج من احدى النساء العفيفات المحصنات عليه ان يراعي عدم الاقتراب من عدة فئات نسوية حرمها الله عز وجل عليه للزواج وهي كما يلي :
اولا : المحارم :
1. الأم والجدة وان علت من قبل الأب او الأم 0
2. وزوجة الأب ( سواء طلقها او مات عنها ) 0
3. البنت : وتشمل بنت الأبن اوابنة الابن وان امتدت الفروع 0
4. الأخت : شقيقة او من اب او ام 0
5. العمة والخالة 0
6. بنات الأخ وبنات الأخت 0
ثانيا : المحرمات بالرضاعة : وهن المرأة التي ارضعت الشاب ، والأخوات من الرضاعة ، وما يتبع ذلك من قرابات من الخالات والعمات واسئر المرحمات بالنسب 0
ثالثا : المحرمات بالمصاهرة : أم الزوجة ( وتحرم بمجرد عقد النكاح على ابنتها سواء دخل بها ام لا ) ، والربيبة ( وهي بنت الزوجة التي دخل بها الزوج ) ، وحليلة الأبن ( الأبن من صلب الرجل لا الأبن المتبنى ) 0
رابعا : الجمع بين الأختين 0 وكذلك اضاف رسول الله صلى الله عليه وسلم عدم الجمع بين المرأة وعمتها او خالتها ، قال صلى الله عليه وسلم : " لا يجمع بين المرأة وعمتها ولا بين المرأة وخالتها " ، متفق عليه 0
خامسا : المتزوجات : فالمرأة المتزوجة اذا كانت في عصمة زوجها لا يجوز ان يتزوجها شخص آخر ما لم تكون ارملة او مطلقة وتستوفي العدة الشرعية ( وهي اربعة اشهر وعشر ليال ) 0
خامسا : المشركات : قال تعالى : { ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ، ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو اعجبتكم ، ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو اعجبكم ، اولئك يدعون الى النار والله يدعو الى الجنة والمغفرة بإذنه } سورة البقرة :221 0
سادسا : تحريم نكاح الزانية : قال الله تعالى : { الزاني لا ينكح الا زانية او مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان او مشرك ، وحرم ذلك على المؤمنين } سورة النور : 3 0
تحريم المحرمات من النساء في القرآن
قال الله تعالى : { ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء الا ما قد سلف ، إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا 0 حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم واخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت ، وامهاتكم اللاتي ارضعنكم واخواتكم من الرضاعة ، وأمهات نسائكم ، وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن ، فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم ، وحلائل أبناءكم الذين من اصلابكم ، وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف ، إن الله كان غفورا رحيما ، والمحصنات من النساء } سورة النساء : 22 – 24 0
والمحرمات بالطرق الآخرى فقد جاء ذكرهن في القرآن الكريم كما يلي :
{ والمطلقات يتربصن بانفسهن ثلاثة قروء ، ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في ارحامهن إن كن يؤمن بالله واليوم الآخر } سورة البقرة : 228 0
{ واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة اشهر، واللائي لم يحضن واولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن } سورة الطلاق : 4 0
{ والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بانفسهن أربعة اشهر وعشرا } سورة البقرة : 234 0
الزواج من الكتابيات
أباح الاسلام الحنيف للمسلم ان يتزوج من الكتابيات باعتبارهم اهل دين رباني سماوي 0 قال الله تعالى : { وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم ، وطعامكم حل لهم ، والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن اجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخذان } سورة المائدة : 5 0
وقد تزوج النبي الكريم ( ص ) بعض الكتابيات مثل مارية القبطية المسيحية التي اسملت ، وبنت حيي ابن اخطب اليهودية التي اعتقها وتزوجها ، وكان صداقها عتقها 0
الا انه من الافضل ان يتزوج المسلم الانسانة المسلمة المستقيمة لتشابه الدين والملة والعقيدة فيكون ذلك اسهل وافضل للتفاهم بين الزوجين ( الذكر والانثى ) والزواج بين المسلمين ذكورا وإناثا يساهم في تقوية عرى الاسلام الحنيف ، ويقلل من الفرقة والاختلاف في الحياة الأسرية المشتركة وينشأ الاطفال في كنف ابوين مسلمين بالفطرة اولا وبالتنشئة الاسلامية الحقيقة ثانيا وبذلك تقوى لبنات المجتمع الاسلامي وتتوطد العلاقة 0
عدم جواز زواج المسلمة من غير المسلم
حرم الاسلام على المرأة المسلمة ان تتزوج من انسان غير مسلم ويستوي في ذلك الشخص الكتابي او الوثني 0 قال الله تعالى : { ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا } سورة البقرة : 221 0
وبناء عليه ، فإنه يجوز للمسلم ان يتزوج كتابية ( نصرانية من اهل الانجيل او يهودية من اهل التوراة ) حتى وإن بقيت على دينها ، ولا يجوز للمسلم ان يتزوج مشركة او وثنية ، هذا في حين انه لا يجوز باي حال من الاحوال العكس أي زواج المسلمة من غير المسلمين سواء في ذلك كانوا من النصارى او اليهود او الوثنيين 0 وفي فلسطين ، ارض الإسراء والمعراج وفي ظل الاحتلال الصهيوني – الاسرائيلي لفلسطين منذ عام 1948 م فان الكثير من علماء الاسلام حرموا زواج المسلم من اليهودية 0
ايها الاخوة الشباب 00 يا معشر الرجال 00 بادروا الى اتباع سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم بالزواج او النكاح الحلال ، لأنه بالزواج يغض البصر عن المنكرات والكبائر تتحصن الفروج لكلا الجنسين ، وتستقيم الحياة الأسرية وتنتشر الاخلاق الحميدة من المودة والمحبة في المجتمع وبذلك يسود التعاون والتكافل الاجتماعي والتفاهم وتمتد العلاقات 00 وإن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يقول : " لتغضن ابصاركم ولتحفظن فروجكم او ليكسفن الله وجوهكم " ، رواه الطبراني 0
الخطبة ( اختيار الزوجة )
اخي الشاب الذي يعتزم الزواج بالعفة والطهارة التي ارتضاها الله العزيز الوهاب لعبادة الاخيار ، عندما تريد ان تخطب فتاة للزواج ، هي فارسة الاحلام وتكمل نصف دينك 00 فما عليك إلا ان تتبع قواعد الاسلام الحنيف من القرآن المجيد وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، لتكون ممن ينال رضى الله في الدارين : الدنيا والآخرة بالدرجة الأولى ، وممن يسعد في حياته الزوجية والأسرية العامة والخاصة ، ويقطف قطوفا دانية من الحب والمحبة السامية والعشرة الحسنة الطيبة والمودة والرحمة والاستقرار النفسي والمعنوي وهناك عدة صفات ينبغي ان تبحث عنها في الفتاة التي ستكون شريكة حياتك ما دمت حيا ، ومن ابرز هذه الصفات والمزايا :
اولا : المرأة ذات الدين القويم :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك " ، رواه البخاري ومسلم وابو داود والنسائي وابن ماجه ( وتربت يداك : اظفر بالفتاة المسلمة ذات الدين سلمت يداك ولا تلتفت الى المال وغيره من الامور الزائلة 0
وقد جعل الله للشاب الذي يختار الفتاة للزواج على اساس المال الوفي ذلا ما بعده ذل ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من تزوج امرأة لعزها لم يزده الله الا ذلا ، ومن تزوجها لمالها لم يزده الله الا فقرا ، ومن تزوجها لحسبها لم يزده الله الا دناءة ، ومن تزوج امراة لم يرد بها الا ان يغض بصره ويحصن فرجه او يصل رحمه بارك الله له فيها وبارك لها فيه " ، رواه الطبراني في الاوسط 0
وفي حديث نبوي شريف آخر ، قال صلى الله عليه وسلم : " لا تزوجوا النساء لحسنهن فعسى حسنهن ان يرديهن ولا تزوجهن لاموالهن فعسى اموالهن ان يطغيهن ولكن تزوجوهن على الدين ولأمة خرماء سوداء ذات دين افضل " ، رواه ابن ماجه .
فالظفر بذات الدين من الامور المستحبة في الاسلام الحنيف ، وعن ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أيما رجل تزوج امرأة على ما قل من المهر او كثر ليس في نفسه أن يؤدي اليها حقها خدعها فمات ولم يؤد اليها حقها لقى الله يوم القيامة زان " ، رواه
ثانيا : تزوجوا الودود الولود :
فأحد اهداف وغايات الاسلام السامية النبيلة هو التكاثر وانجاب الاطفال لأنهم زينة الحياة الدنيا ، ويعملون على حفظ الجنس البشري ، وبالزواج الاسلامي تكثر اعداد الامة الاسلامية ، قال صلى الله عليه وسلم : " تزوجوا الودود الولود ، فإني مكاثر بكم الامم " ، رواه ابو داود والنسائي والحاكم 0
ثالثا : تزوج الفتاة الحرة الصالحة :
قال الله جل جلاله : { الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من أموالهم ، فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله } سورة النساء : 34 0 وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من اراد أن يلقى الله طاهرا مطهرا فليتزوج الحرائر " ، رواه ابن ماجه 0 والحرة هي الفتاة ذات الصفات النجيبة : من الطهارة والعفة والأخلاق الحميدة ذات التقى والتقوى التي تقدر الله حق قدره ، وتعمل على اسعاد زوجها وتكون عفيفة النفس قانعة مقتنعة بما قسمه الله العزيز الحميد لها 0 ومن نافلة القول ان المرأة الصالحة ذات المنبت والأصل الثابت تحفظ زوجها في نفسها وماله اثناء وجودة وغيابه على حد سواء ، اما المرأة غير الصالحة فانها قد تضيع وتبذر اموال زوجها واموالها دونما رقيب او حسيب لمجارة الآخرين ، وقد تميل بعض الميل الى الآخرين من ذوي النفوس المريضة 0
رابعا : السعي للاقتران بفتاة من اتراب الرجل ( أي من ذات الفئة العمرية ما أمكن ) وذلك لأن الفارق الكبير في السن يجعل من الحياة الزوجية في كثير من الاحيان بين الزوجين ( الذكر والانثى ) صعبة التفاهم فلكل جيل مفاهيمه وقيمه الفرعية اما الاصول والجذور الاسلامية فتبقى كما هي 0
خامسا : اختيار المرأة الطيبة :
طلب الاسلام من الرجل الذي يود الزواج ان يتحرى المرأة الطيبة الخلق والدين لأنها سببا للمودة والرحمة والتراحم والاشتراك في هذه الحياة ، كما اسلفنا ، وان يبتعد عن الخبيثات المائلات المميلات ، الكاسيات العاريات ، لانه من الصعب ترويض هؤلاء النساء على الخلق القويم واللباس المحتشم الا بشق الانفس ، هذا ان استجبن لأمر الله 0 قال الله تعالى :
{ الخبيثات للخبيثين ، والخبيثون للخبيثات ، والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات } سورة النور : 26 0
سادسا : السعي لرؤية الفتاة التي يود خطبتها :
اباح الاسلام للمسلم الذي يود خطبة فتاة من الفتيات للزواج ان ينظر اليها ، وان يحادثها بحضور ولي امرها او احد محارمها ، ليكون على بينة من أمره ، لينظر الى وجهها وكفيها بتمعن الى حد ما وقد اباح بعض الائمة والعلماء المسلمين للرجل الخاطب ان ينظر الى شعر الفتاة او ما تبرزه لمحارمها شرط وجود المحارم او ولي الأمر وان يتأكد من أنها غير مريضة باحد الأمراض العضوية او العقلية المزمنة 0 فقد نصح النبي صلى الله عليه وسلم المغيرة ابن شعبة ان ينظر للفتاة التي يريد خطبتها فقال له : " انظر اليها ، فإنه أحرى أن يؤدم بينكما " ، رواه احمد والترمذي وابن حبان والدارمي 0 ومعنى يؤدم بينكما : أي ان تحصل الموافقة والقبول بين الاثنين 0
سابعا : تحريم خطبة المسلم على خطب أخيه دون إذنه :
حرم الاسلام على المسلم الراغب في الزواج ان يخطب على خطب اخيه حيث قال الرسول الكريم ( ص ) : " المؤمن اخو المؤمن ، فلا يحل للمؤمن أن يبيع على بيع أخيه ، ولا يخطب على خطب أخيه " ، رواه مسلم 0 وفي حديث نبوي آخر ، روى البخاري ان الرسول ( ص ) قال : " لا يخطب الرجل على خطبة الرجل حتى يترك الخاطب قبله أو يأذن له " 0 وفي حديث نبوي آخر ، قال رسول الله ( ص ) : " لا يخطب الرجل على خطبة أخيه ولا يسوم على سوم أخيه ، ولا تنكح المرأة على عمتها ، ولا على خالتها ، ولا تسال المرأة طلاق اختها لتكتفئ ولتنكح فإنما لها ما كتب الله لها " ، رواه مسلم 0
اما ما يحصل في أيامنا هذه من ان " ابن العم ينزل عن الفرس " ، كما هو دارج في المثل الشعبي فهو لا يمت للاسلام بصلة ، إذ أن من يخطب اولا هو صاحب الحق في الزواج من الفتاة ، وما دام هناك تراضي من قبل اهل العريس واهل العروس على خطبة العروسين ، فلا داعي لاقتحام طرف ثالث قريب للفتاة وتحريها وحرمان الشخص الذي تقدم لخطبتها بالقوة او بدعوى القرابة من جهة الدم 0
ثامنا : الحرص على موافقة الفتاة بنفسها على الزواج :
والفتاة هي صاحبة الحق الأول في اختيار شريك حياتها المستقبلية وليس الأب او الأم ولا ينبغي اجبار الفتاة على الاقتران بشخص ما ليكون شريكها في الحياة ، إذ ان الشراكة من باب اولى ان تكون بتراضي وقبول الطرفين : الرجل والمرأة 0 قال صلى الله عليه وسلم : " الثيب أحق بنفسها من وليها ، والبكر تستأذن في نفسها ، وإذنها صمتها " ، رواه البخاري ومسلم
، وقال صلى الله عليه وسلم : " لا تنكحوهن إلا باذنهن " ، رواه البزار اسناد جيد ، وابن حبان 0 وف حديث نبوي آخر ، قال ( ص ) : " لا تنكح الأيم حتى تستأمر ، ولا تنكح البكر حتى تستأذن " ، قالوا : يا رسول الله : وكيف إذنها ؟ قال : أن تسكت " ، رواه مسلم 0
ولا بد من القول الى ان الفتاة المكرهة على الزواج من الشاب فان الحياة الزوجية او الاسرية قد لا تكون على ما يرام في المستقبل ، في الايام المقبلة 0

المهور في الاسلام
قال الله العزيز الحكيم في سورة النساء : { وآتوا النساء صدقاتهن نحلة ، فإن طبن لكم عن شيء فكلوه هنيئا مريئا } سورة النساء ، آية 4 0
مهور ازواج النبي ( ص )
سأل ابو سلمة بن عبد الرحمن عائشة ام المؤمنين ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، كم كان صداق رسول الله ( ص ) ، قالت : كان صداقه لأزواجه تنتي عشرة اوقية ونشاً ، قالت : أتدري ما النش قال : قلت : لا ، قالت : نصف اوقية ، فتلك خمسمائة درهم ن فهذا صداق رسول الله ( ص ) لأزواجه " ، رواه مسلم 0
صداق ازواج بعض الصحابة
رأى النبي ( ص ) على عبد الرحمن آثار عرس ، ( أثر صفرة ، فقال : ما هذا ؟ قال : يا رسول الله إني قد تزوجت امرأة على وزن نواة من ذهب ، قال : فبارك الله لك ، أولم ولو بشاة " ، رواه مسلم 0
زواج فاطمة الزهراء ( بنت النبي ص )
نحن معشر المسلمين لنا قدوة حسنة في رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد قال النبي لابنته الصغرى فاطمة الزهراء ، سيدة نساء الجنة ذات الفضائل التي لا تحصى ولا تحصر ، عندما زوجها لعلي ابن ابي طالب كرم الله وجهه : " أي بُنية ، إن ابن عمك عليا قد خطبك ، فماذا تقولين ؟ فسالت الدموع على وجنتيها الطاهرتين وقالت : " كأنك يا أبت إنما ادخرتني لفقير قريش " ، فقال لها النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم : " مالك تبكين يا فاطمة ؟ فوالله لقد انكجتك اكثرهم علما ، وافضلهم حلما ، وأولهم سلما " 0 فوافقت على الزواج من ابن عمها عليا وكان علي من ائمة الزاهدين وليس لديه مال وفير 0 فباع درعه الحطمية " باربعمئة درهم " ، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم ان يجعل " ثلثها في الطيب ، وثلثها في المتاع ففعل 0 ثم دعا النبي ( ص ) انس بن مالك وقال له : " انطلق وادع لي ابا بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وبعدتهم من الانصار " ، فجاؤا فقال النبي ( ص ) : " يا علي اخطب لنفسك " ، فقام علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وقال : " الحمد لله شكرا لانعمه واياديه ، واشهد ان لا إله إلا الله شهادة تبلغه وترضيه ، وهذا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجني ابنته فاطمة على صداق مبلغه اربعمئة درهم ، فاسمعوا ما يقول واشهدوا " 0
وبعد ذلك الطلب خطب النبي صلى الله عليه وسلم خطبة الزواج فقال : " الحمد لله المحمود بنعمته ، المعبود بقدرته ، المطاع بسلطانه ، المهروب إليه من عذابه ، النافذ في ارضه وسمائه ، الذي خلق الخلق بقدرته ، ونيرهم بأحكامه ، وأعزهم بدينه ، وأكرمهم بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم 0
إن الله عز وجل جعل المصاهرة نسبا لاحقا ، وأمرا مفترضا ، وحكما عادلا ، وخيرا جامعا ، أوشج بها الارحام ، وألزمها الأنام ، فقال الله عز وجل : { وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا } سورة الفرقان : 54 0 وأمر الله يجري إلى قضائه ، وقضائه يجري الى قدره ، ولك أجل كتاب ، يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ، ثم إن الله أمرني أن أزوج فاطمة من علي ، وأشهدكم أني زوجت فاطمة من علي على اربعمئة مثقال فضة ، إن رضي علي بذلك على السنة القائمة ، والفريضة الواجبة ، فجمع الله شملهما ، وبارك لهما ، وأطاب نسلهما ، وجعل نسلهما مفاتيح الرحمة ، ومعادن الحكمة ، وأمنَ الأمة ، أقول هذا ، وأستغفر الله لي ولكم " 0
وقد نهى المصطفى رسول الله ( ص ) عن تبادل البنات للزواج او زواج الشغار ، عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نهى عن الشغار ، والشغار أن يزوج الرجل ابنته على أن يزوجه ابنته وليس بينهما صداق " ، رواه مسلم 0 وقال ( ص ) : " لا شغار في الاسلام " ، رواه مسلم 0
مهر او صداق من نوع قرآني
عن سهل بن سعد الساعدي قال : جاءت امرأة الى رسول الله ( ص ) فقالت : يا رسول الله : جئت أهب لك نفسي ، فنظر اليها رسول الله ( ص ) فصعد النظر فيها وصوبه ثم طأطأ رسول الله راسه ، فلما رأت المرأة انه لم يقض فيها شيئا جلست ، فقام رجل من اصحابه ، فقال : يا رسول الله إن لم يكن لك بها حاجة فزوجنيها ؟ فقال : فهل عندك من شيء ؟ فقال : لا والله يا رسول الله ، فقال : إذهب الى أهلك فانظر هل تجد شيئا ، فذهب ثم رجع فقال : لا والله ما وجدت شيئا ، فقال : انظر ولو خاتما من حديد ؟ فذهب ثم رجع فقال : لا والله يا رسول الله ولا خاتما من حديد ولكن هذا إزاري ن قال سهل ما له رداء فلها نصفه ن فقال رسول الله ( ص ) : ما تصنع بإزارك ؟ إن لبسته لم يكن عليها منه شيء ، وإن لبسته لم يكن عليك منه شيء ، فجلس الرجل حتى إذا طال مجلسه قام 0 فرأه رسول الله ( ص ) موليا ، فأمر به ، فدعي ، فلما جاء قال : ما معك من القرآن ؟ قال : معي سورة كذا وسورة كذا ، فقال : تقرؤهن عن ظهر قلبك ؟ قال : نعم ، قال : إذهب فقد ملكتها بما معك من القرآن " رواه مسلم ، وفي رواية قال : " إنطلق فقد زوجتكها ، فعلمها من القرآن " ، رواه مسلم 0
الهجرة الى الله ورسوله 00 والهجرة لزواج امرأة
الهجرة نوعان كما بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال : " إنما الأعمال بالنية وإنما لكل إمرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته الى الله ورسوله ، فهجرته الى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها او امرأة يتزوجها ، فهجرته الى ما هاجر اليه " ، رواه مسلم 0
وليمة العرس
قال ( ص ) : " إذا دعي أحدكم الى وليمة عرس فليجب " رواه مسلم 0 وقال ( ص ) : " من دعي الى عرس او نحوه فليجب " ، رواه مسلم 0 وفي حديث آخر ، قال ( ص ) : " إذا دعي احدكم الى طعام او نحوه فليجب فإن شاء طعم وإن شاء ترك " ، رواه مسلم 0 وفي احاديث نبوية اخرى ، قال ( ص ) : " أولم ولو بشاة " ، رواه مسلم 0 فالوليمة ضرورية لاعلان النكاح على الملأ ، وهي نوه من انواع الفرح واطعام الطعام للناس ، ولتوثيق عرى الأخوة والتعاون بين افراد المجتمع الاسلامي الواحد 0
ايها الاخوة والاخوات 00 ما نراه في أيامنا هذه من غلاء المهور وتعدد طلبات العروس وأهلها ليس من الاسلام في شيء ، وأنما هو ارهاق للشاب الذي يعتزم الزواج ، فنرى الطلبات المتلاحقة ، من المهر المعجل والمؤجل ، من الاموال النقدية والعينية والذهب ، وما ادراك ما الذهب ؟ هذا المعدن ذو اللون الأصفر ، الذ يقهر مئات الشباب ويحول بينهم وبين الزواج في كثير من الاحيان ، فقد يطلب اهل العروس ان يشتري العريس 1كغم ذهب او اكثر ، عدا عن توابع العرس اوملحقات الزواج الأخرى من شبكة الخطبة الى الأثاث والمسكن واالحفلات في الصالات والفنادق الفخمة والكسوة وما اليها 0
وقد حث الاسلام على عدم المبالغة في تحديد قيمة المهر 0 وكان النبي المصطفى يزوج الرجل بما معه من القرآن كمهر للمرأة ، وقال صلى الله عليه وسلم : " إن أعظم النكاح بركة ، أيسره مؤنة " ، وقال في حديث آخر : " يمن المرأة خفة مهرها ، ويسر نكاحها ، وحسن خلقها ، وشؤمها غلاء مهرها ، وعسر نكاحها ، وسوء خلقها " 0
من جهة ثانية ، فان الله يأخذ بيد الرجل الذي يريد العفاف وغض البصر وتحصين الفرج ، فيهيأ الله سبحانه وتعالى سبل توفير المال من حيث لم يحتسب لما للزواج ما أهمية في حياة الفرد والأسرة والمجتمع ، وكما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : " ثلاثة حق على الله عونهم : المجاهد في سبيل الله ، والمكاتب الذي يريد الأداء ، والناكح الذي يريد العفاف " ، رواه الترمذي 0
استوصوا بالنساء خيرا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " استوصوا بالنساء فان المرأة خلقت من ضلع ، وان اعوج ما في الضلع أعلاه ، فإن ذهبت تقيمه كسرته وان تركته لم يزل اعوج فاستوصوا بالنساء " ، رواه البخاري 0 وفي حديث آخر قال النبي عليه الصلاة والسلام : " ان المرأة خلقت من ضلع لن تستقيم لك على طريقة فان استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج ، وان ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلاقها " ، رواه مسلم 0
وكان الرسول صلوات الله وسلامه عليه بارا باهله حيث قال : " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي " ، رواه ابن ماجه والحاكم 0
حقوق الزوجة على الزوج
هناك العديد من الحقوق التي يجب ان يؤديها الزوج تجاه زوجته من الناحية الاسلامية الشرعية ، واهم هذه الحقوق ما جمعها النبي المصطفى : صلى الله عليه وسلم في حديث جامع مانع حيث جاء في الحديث النبوي الشريف عندما سأله معاوية بن حيدرة رضي الله عنه ، قلت يا رسول الله ما حق زوجة احدنا عليه قال: " أن تطعمها اذا طعمت وتكسوها اذا اكتسيت ، ولا تضرب الوجه ولا تقبح ، ولا تهجر الا في البيت " ، رواه ابو داود وابن حبان 0 ولا تقبح ان لا تقول لها قبحك الله 0 وبهذا فان للزوجة عدة حقوق على الزوج واضحة المعالم ، من ابرزها :
1. الانفاق : قال صلى الله عليه وسلم : " دينار أنفقته في سبيل الله ، ودينار انفقته في رقبة ، ودينار تصدقت به على مسكين ودينار أنفقته على أهلك أعظمها أجرا الذي أنفقته على أهلك " ، رواه مسلم 0 وفي حديث ثان قال صلى الله عليه وسلم : " وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله الا أجرت عليها حتى ما تجعل لي في امرأتك " ، رواه البخاري ومسلم 0
وقد جعل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الزوجة بعد النفس في الانفاق ، فقد قال لاصحابة يوما : " تصدقوا ، فقال رجل يا رسول الله عندي دينار ، قال : أنفقه على نفسك ، قال : إن عندي آخر ، قال : أنفقه على زوجتك ، قال عندي آخر ، قال : أنفقه على ولدك ، قال عندي آخر ، قال : أنفقه على خادمك ، قال : عندي آخر ، قال : أنت أبصر به " ، رواه ابن حبان 0
2. المعاملة الحسنة : والصبر على النساء والرفق واللين والاحسان 0
3. المعاشرة بالمعروف : قال الله سبحانه وتعالى : { وعاشروهن بالمعروف فان كرهتموهن فعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا } سورة النساء ، آية
وقال الله عز من قائل في آية اخرى : { فامسكوهن بمعروف او سرحوهن بمعروف ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ، ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه } سورة البقرة ، آية
4. الاعتزال في المحيض : قال الله تعالى : { ويسالونك عن المحيض ، قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ، ولا تقربوهن حتى يتطهرن ، فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله ، إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين } سورة البقرة : 222 0
واجبات الزوجة تجاه زوجها
قال تعالى : { ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ، وللرجال عليهن درجة ، والله عزيز حكيم } سورة البقرة ، آية 0
اولا : الطاعة فيما يرضي الله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي من أي باب الجنة شئت " ، رواه احمد والطبراني 0
ثانيا : عدم افشاء سر الزوجية ( الجماع )
قال تعالى : { هن لباس لكم وأنتم لباس لهن } سورة البقرة : 187 0 وقال الله تعالى :
{ نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم انى شئتم ، وقدموا لأنفسكم ، واتقوا الله ، واعلموا أنكم ملاقوه ، وبشر المؤمنين } سورة البقرة : 233 0
وعن حفظ سر الزوجية ، قال المصطفى صلى الله عليه وسلم : " إن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة : الرجل يفضي الى امرأته وتفضي اليه ثم ينشر أحدهما سر صاحبه " ، رواه مسلم 0 وعن اسماء بنت يزيد رضى الله عنها انها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم والرجال والنساء قعود عنده ، فقال : لعل رجلا يقول ما فعل بأهله ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها ، فأرم القوم ، فقلت أي والله يا رسول الله إنهم ليفعلون وانهن ليفعلن قال : فلا تفعلوا فانما مثل ذلك مثل شيطان لقي شيطانه فغشيها والناس ينظرون " ، رواه احمد 0
ثالثا : الزوجة جنة ونار الزوج
فعن حصين بن محصن أن عمة له جاءت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال لها : أذات زوج ؟ قالت : نعم ، قال : فاين انت منه ؟ قالت : ما آلوه الا ما عجزت عنه ، قال : فكيف انت له ، فإنه جنتك ونارك " ، رواه احمد والنسائي 0
وكذلك فان للزوج عدة حقوق على زوجته 0 وقد اخبر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الزوجات فقال : " أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة " ، رواه ابن ماجه والترمذي 0 وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لو كنت آمرا احدا ان يسجد لأحد لأمرت المرأة ان تسجد لزوجها " ، رواه الترمذي 0 وقد جاء ت امراة الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يار رسول الله اخبرني ما حق الزوج على الزوجة فاني امرأة ايم فان استطعت والا جلست ايما ، قال : فإن حق الزوج على زوجتة ان سالها نفسها وهي على ظهر قتب ان لا تمنعه نفسها ومن حق الزوج على الزوجة ان لا تصوم تطوعا إلا بإذنه فان فعلت جاعت وعطشت ولا يقبل منها ولا تخرج من بيتها إلا بإذنه ، فإن فعلت لعنتها ملائكة السماء وملائكة الرحمة وملائكة العذاب حتى ترجع " قالت لا جرم لا اتزوج ابدا " ، رواه الطبراني 0
وفي حديث آخر قال النبي ( ص ) : " اذا دعا الرجل امرأته الى فراشه فلم تاته فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح " ، رواه البخاري ومسلم وابو داود والنسائي 0 وربط النبي ( ص ) طاعة الزوجة لزوجها بالاستفادة من بركة الصلاة ، عمود الدين ، والا فلا ، قال صلى الله عليه وسلم : " ثلاثة لا ترتفع صلاتهم فوق رؤوسهم شبرا : رجل أم قوما وهم له كارهون ، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط وأخوان متصارمان " ، رواه ابن ماجه وروى الترمذي نحوه 0 وللرجل ان يهجر زوجتة في البيت اذا اقترفت بعض الذنوب او اساءت معاملته لعلها ترجع الى صوابها وفق ما يحدده الاسلام الحنيف 0 وعن الهجر في المضاجع ، قال الله عز وجل : { واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فان أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ، إن الله كان عليا كبيرا } سورة النساء ، آية 34 0
رابعا : غض البصر وحفظ الفرج وعدم إبداء الزينة إلا لفئات محرمة
قال الله عز وجل : { وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ، ولا يبدين زينتهن الا لبعولتهن او آبائهن او آباء بعولتهن او ابنائهن او ابناء بعولتهن او اخوانهن او بني اخوانهن او بني اخواتهن او نسائهن او ما ملكت ايمانهن او التابعين غير اولي الأربة من الرجال اوالطفل الذي لم يظهروا على عورات النساء ، ولا يضربن بارجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون } سورة النور ، آية 31 0
وعن اللباس الساتر للمرأة قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :" صنفان من أهل النار لم ارهما : قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كاسنمة البخت المائلة ، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ، وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا " ، رواه مسلم 0 وجاء في حديث نبوي عن المصطفى صلى الله عليه وسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يكون في آخر امتي رجال يركبون على سرج ، كأشباه الرجال ، ينزلزن على ابواب المساجد ، نساؤهم كاسيات عاريات ، على رؤوسهن كاسنمة البخت العجاف ، إلعنوهن فإنهن ملعونات ، لو كان وراءكم امة من الامم خدمتهم نساؤكم كما خدمتكم نساء الامم قبلكم " ، رواه ابن حبان في صحيحه واللفظ له وقال صحيح على شرط مسلم 0 وكان النبي صلى الله عليه وسلم قال لاسماء بنت ابي بكر الصديق عندما رآها لابسه ثياق رقاق بعد ان اعرض عنه : " يا اسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح ان يرى منها الا هذا وهذا واشار الى وجهه وكفيه " ، رواه ابو داود 0
خامسا : القر في البيوت وعدم التبرج
قال الله تعالى : { وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى } سورة الاحزاب ، آية 33 0 وقال الله تعالى : " يا ايها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ، ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين } سورة الاحزاب : 59 0
سادسا : عدم ادخال من لا يرغب الزوج الى البيت
قال الرسول الكريم في الحديث النبوي الشريف : " لا يحل لإمرأة تؤمن بالله أن تأذن في بيت زوجها وهو كاره ، ولا تخرج وهو كاره ، ولا تطيع فيه احدا ، ولا تعتزل فراشه ، ولا تضربه ، فإن كان هو أظلم فلتأته حتى ترضيه ، فإن قبل منها فبها ونعمت ، وقبل الله عذرها وافلج حجتها ولا إثم عليها ، وإن هو لم يرض فقد ابلغت عند الله عذرها " ، رواه الحاكم وقال صحيح الاسناد 0
سابعا : التزين بالطيب للزوج
اذ يفضل ان تتزين المرأة لزوجها ، كما يجب ان يتزين الرجل لزوجتة للعمل على استمرار المودة والسكنينة والمحبة بينهما 0
وصية أب لأبنته عند الزواج
اوصى جعفر ابن ابي طالب ابنته وقال لها : " إياك والغيرة فإنها مفتاح الطلاق ، وإياك وكثرة العتب ، فإنه يورث البغضاء ، وعليك بالكحل فإنه أزين الزينة ، وأطيب الطيب الماء "
تعدد الزوجات شرط العدل بينهن
قال الله تعالى : { فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ، فإن خفتم أن لا تعدلوا فواحدة او ما ملكت ايمانكم ، ذلك أدنى ان لا تعولوا } سورة النساء ، آية 3 0
وبهذا فقد حدد وعين الاسلام الحد الاقصى المسموح به الزواج للرجل المسلم باربعة نساء وطلب منه ان يعدل بينهن الا ان العدالة المطلقة مستحيلة كما قال الله عز وجل : { ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم ، فلا تميلوا كل الميل } سورة النساء : 129 0 وكان الناس قبل الاسلام يتزوجون عدة نساء فوق الاربع نسوة فدعاهم النبي صلى الله عليه وسلم الى اختيار اربع منهن ، فمثلا قال لغيلان الثقفي الذي اسلم وله عشرة نسوة : " اختر منهن اربعا وفارق سائرهن " ، رواه الشافعي واحمد والترمذي وابن ماجة وغيرهم 0
عدم العدل بين الزوجات
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من كانت عنده امرأتان فلم يعدل بينهما جاء يوم القيامة وشقه ساقط " ، رواه الترمذي 0
حكمة تعدد الزواج من اكثر من واحدة
الاسلام هو دين الله في الأرض وهو خاتم الرسالات السماوية التي ارتضاها الله جل جلاله لبني آدم على وجه الكرة الارضية ، فهو صلح لكل زمان ومكان ، وهناك عدة اهداف وحكم جعلت الاسلام يبيح تعدد الزوجات ، من ابرزها :
1. ملائمة احتياجات الزوج ذو المقدرة الجنسية القوية والشهوة الغريزية الجامحة ، فيعمل على تفريغها في نطاق الحلال شرعا وعدم اللجوء الى الزنا .
2. زيادة عدد النساء على الرجال وخاصة في حالات الحروب وانتشار الأمراض الفتاكة 0
3. مرض الزوجة الأولى او امتداد فترة الحيض او طول فترة النفاس للمرأة التي وضعت حملها ، فبدل ان يلجأ الزوج الى طرق غير شرعية لإرواء نهمه الجنسي فانه يمكنه ان يعدد الزوجات وكما يقول المثل : " حليلة افضل من خليلة " .
4. عقم الزوجة 0 فالانسان بطبعه يحب الاطفال فهم زينة الحياة الدنيا كما قال الله تعالى : { المال والبنون زينة الحياة الدنيا } سورة الكهف ، آية 46 0
على أي حال ، وكما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم : " من سعادة ابن آدم ثلاثة ، ومن شقوة ابن آدم ثلاثة 0 من سعادة ابن آدم : المرأة الصالحة ، والمسكن الصالح ، والمركب الصالح ، ومن شقوة ابن آدم : المرأة السوء والمسكن السوء والمركب السوء " ، رواه احمد والطبراني والبزار 0
رعاية الزواج
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كلكم راع ومسئول عن رعيته ، الامام راع ومسئول عن رعيته والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته ، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته ، وكلكم راع ومسؤول عن رعيته " ، رواه البخاري ومسلم 0
وقال رسول الله ( ص ) : " لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا الا قالت زوجته من الحور العين لا تؤذيه قاتلك الله فانما هو عندك دخيل يوشك أن يفارقك الينا " ، رواه ابن ماجه والترمذي 0
الطلاق
الطلاق هو الفراق او انفصال الزوجين عن بعضهما البعض اذا فشلت العلاقة او الشراكة الزوجية بينهما - لا سمح الله – وهي رخصة شرعية اسلامية ، إلا ان الاسلام لم ينصح بها الا في حالات الشقاق بين الزوجين التي لا يمكن الحل الا بها 0 قال الله تعالى : { وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته } سورة النساء : 130 0
وقد اعتبر النبي صلى الله عليه وسلم : " أبغض الحلال الى الله الطلاق " ، رواه ابو داود 0 وفي رواية اخرى قال صلى الله عليه وسلم : " ما أحل الله شيئا أبغض إليه من الطلاق " ، رواه ابو داود .
انتهى .



ليست هناك تعليقات: