السبت، 15 مارس 2008

وإن جندنا لهم الغالبون


تعليقات يومية ناقدة - فلسطين العربية المسلمة

وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ

د. كمال علاونه
أستاذ العلوم السياسية – فلسطين
يقول الله جل جلاله : { إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33)}( القرآن المجيد ، المائدة ) . وخير سبيل للمواجهة هي الإجراء الوقائي المسبق ، لأنه الأكثر ضمانا ونجاحا ، في فن المواجهات والصدامات والتصدي للاستعمار والمستعمرين وذوي العقول المغلقة من السفهاء والدجالين والجهلة والزنادقة والمغرضين والمنافقين وأشباههم وأمثالهم . جاء بصحيح البخاري - (ج 2 / ص 58) أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي : نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ ، وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا ، فَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ ، وَأُحِلَّتْ لِي الْمَغَانِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي ، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً " . إذن يجب أن نستند في التصدي والتحدي للأعداء بالنفير الإعلامي الجامع والنفير الشعبي القاطع لقطع دابر الكافرين والمعتدين الذين يتعدون على الإسلام والمسلمين وليسمع من كان للحق سامع وعن الصواب مدافع ، ولا يخاف من تكالب على العلم وأصبح للباطل مضاجع ، وركب رأسه ونادى بالسم الزعاف الأصفر الفاقع .
على أي حال ، تحت رعاية إتحاد المدونين العرب ، في الوطن العربي والمهجر ، فإن لجنتي ( مع الرسول ) محمد رسول الله r و( غزة هاشم ) مدعوتان لإقرار العمل الجماعي بشكل كبير ليؤتي العمل الإعلامي والتدويني أكله بأقصر فترة زمنية ممكنة . ويتم إعداد مواد إعلامية دفاعية وهجومية تستند للحق والحقيقة في الآن ذاته ، على كل من تسول له نفسه المساس بالإسلام ، بأي شكل من الأشكال ، ونشرها في المدونات سواء بشكل بارز أو عبر أضف تعليقك ، لتمتلىء المدونات بالمقالات والتحقيقات والدعوات والرسوم الكاريكاتورية والصور المعبرة عن موقف معين ، وإعداد مواد ساخرة من المسيئين بعد تجميع سيرهم الذاتية الضالة والمضللة ، كل فيما يخصه . وبالنسبة لفن مواجهة المسيئين للإسلام ورسول الله صلى الله عليه وسلم ففي الأساس يفترض إعداد مواد وقائية داعية للإسلام ونشرها بالمدونات بصورة جماعية في وقت واحد ، وفي أوقات متتالية لتبقى القضية في نفوس الناس ، ويكون الجواب جاهزا لصد هؤلاء الملاحدة المارقين . ويكون إعداد هذه المواد الوقائية والعلاجية بشكل مختصر ومعبر لنقل الفكرة بأسرع ما يمكن ، والاستفادة في هذا المجال من الآيات القرآنية الكريمة التي تهاجم الكفار وتحض الناس على النفير العام ضد الأعداء . وكذلك الإسترشاد بالأحاديث النبوية الشريفة ذات العلاقة ، والأمثال الشعبية ، وبعض أبيات الشعر التي تفي بالغرض . وكما نعلم جميعا ، إن النصر حتمي مضمون للرسل وأتباعهم المخلصين ، وجند الله في الأرض ، عاجلا أو آجلا . وكما قال أحد قادة الغرب يوما ، خير وسيلة للدفاع هي الهجوم ، والنصر الآتي سيكون من نصيب المؤمنين ، جند الله في الأرض ، إن شاء الله العلي العظيم . يقول الله تبارك وتعالى : { وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (173) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (174) وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (175) أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (176) فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ (177) وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (178) وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (179) سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182) }( القرآن المجيد ، الصافات ) .
وهناك العديد من السبل والطرق المباشرة وغير المباشرة ، الرئيسية والفرعية لمواجهة المعتدين على الإسلام والمسلمين من الملحدين والضالين والمضلين والمغضوب عليهم والصهاينة والصليبيين الجدد في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية باستخدام اللغة العربية واللغات الأجنبية الأخرى الأساسية كالانجليزية والفرنسية والالمانية وغيرها والتأطير الجماعي لأكبر عدد من المتطوعين للعمل لهذه الأهداف النبيلة وفق سياسة ( جمع تنتصر ) وتحقق أهدافك وأحلامك لتفريغ وتفكيك سياسة ( فرق تسد ) . ومن أبرز هذه السبل الآتي :
أولا : الدعاء لله جل جلاله : يتم إعداد أدعية قرآنية ونبوية للتصدي للحملة الغربية المحمومة ، من الدعاء المستجاب من السنة والكتاب ، كأدعية الأنبياء والمرسلين والصالحين وتوزيع هذه الأدعية على المدونات في مدونات مكتوب والمدونات والمواقع العربية والإسلامية على الانتر نت وغيرها .
ثانيا : نشر مواد ودراسات علمية ملتزمة تحريضية مباشرة أو غير مباشرة في أكبر عدد ممكن من المدونات العامة والخاصة كإعلام الكتروني ناهض ، ووسائل الإعلام الأخرى كالتفلزة والإذاعات والفضائيات ووكالات الأنباء العامة والإعلام الالكتروني على الانتر نت . تحت عناوين باهرة : إعرف عدوك ، إنصر نبيك ، انصر إسلامك ، هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ، قاطع أعداءك ، حرض نفسك على المواجهة ، رابط في أرضك ، شارك في مسيرة النصر الإسلامي ، لا تستسلم للإساءة .. الخ .
ثالثا : المقاطعة الاقتصادية : يتم نشر أسماء المنتجات الصناعية والزراعية والسياحية التي تنتجها الدول التي يخرج منها البغاة ليهاجموا الإسلام ، ليس في المدونات فقط وإنما في وسائل الإعلام المختلفة بإنتاج فني بسيط ملفت للنظر . ورفع عرائض للجهات الرسمية والشعبية ضد المسيئين في الدول التي يعيشون فيها بشكل كبير وجماعي في وقت واحد .
رابعا : إشراف إتحاد المدونين العرب على محاضرات ومؤتمرات وندوات ومهرجانات لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم ونصرة غزة هاشم كل في موقعه باسم الاتحاد من ناحية مهنية وعلمية . ويشرف على هذه الفعاليات اللجان الفرعية للإتحاد في جميع البلدان والدول التي يتواجد بها أعضاء في الإتحاد في فلسطين والوطن العربي والعالم الإسلامي والعالم ، مثل مهرجانات واحتفالات : يوم المولد النبوي الشريف ، وذكرى الإسراء والمعراج ، ورمضان والأعياد الإسلامية : عيد الفطر السعيد وعيد الأضحي المبارك ، وذكرى السنة الهجرية ، وذكريات المعارك الفاصلة بين العرب والغرب وسواها .
خامسا : المقاطعة السياسية والدبلوماسية : يتم العمل الجماعي لتهيئة الناس وبالتالي الحكومات في الوطن العربي والدول الإسلامية لقطع العلاقات الرسمية والشعبية مع الأعداء ذوي العلاقة ، كالدانمارك وغيرها . وفي هذا المجال تصعيد الضغط الداخلي لقطع العلاقات السياسية والدبلوماسية والتجارية مع هؤلاء الناس . وكذلك إعداد دراسات ونشرات تنسف المعادين من أساسهم بمشاركة مختصين من أصحاب الخبرة في الحرب النفسية والدعاية العامة .
سادسا : استيعاب وامتصاص الهجوم الاستشراقي في كل فن ومجال تمهيدا للرد عليه بصورة رصينة ، وإجراء حوارات ومقابلات مع ذوي الاختصاص لمقاومة سياسة الهجوم المكثف ضد الإسلام وضد غزة هاشم . كأن يتم إجراء لقاءات مع مفكرين وشخصيات بارزة كانت تعادي الإسلام فأسلمت وأصبحت تدعو للإسلام عن قناعة . وكذلك إبراز الصورة المشرقة للحضارة العربية الإسلامية عبر التاريخ ، وإبراز صور ضحايا الاعتداءات الغربية على المسلمين عموما وفي فلسطين خصوصا ، من شهداء وجرحى وأسرى ، وهدم منازل وملاحقات باطلة لأصحاب الرأي وغيرها .
سابعا : استخدام الواجهات المتعددة للمواجهة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وهي : الدعوة للإسلام العظيم والرد على الملحدين والمبشرين للتنصير وسياسات التهويد والصهينة والأسرله والتطبيع مع الأعداء ، والحرب الاقتصادية الشاملة ، والمقاطعة السياسية والدبلوماسية بإغلاق السفارات والقنصليات والمكاتب التجارية ، والمواجهة الثقافية عبر الردود المختصة والملائمة بدراسات وأبحاث علمية مبرمجة ، وشن الحرب النفسية على الأعداء .
ثامنا : تشجيع عملية إنشاء مدونات جديدة ملتزمة فاعلة تناصر الإسلام والمسلمين ، والفلسطينيين وخاصة غزة هاشم . ومن ذلك المستشرقين المناصرين لقضايا الأمة العربية والأمة الإسلامية للانضمام لمسيرة الإشعاع النوراني وإجراء عملية غسيل دماغ للمجتمعات الغربية ، وتعزيز وجود الحضارة العربية الإسلامية في نفوس أهلها والأصدقاء والأعداء على السواء .
تاسعا : تشجيع العمل الطوعي لنصرة الإسلام والمسلمين ، بالإضافة إلى وضع موارد وميزانيات مالية كافية ومكآفات معنوية ومالية للجوائز والمسابقات الثقافية الإسلامية للمشاركين والمنضمين لحملة النصر التي يجري الإعداد العلمي والشعبي لها ، إن أمكن ذلك . وغني عن القول ، إن الأساس في هذه الحملة هو العمل الطوعي والتطوعي ، ولكن هناك من يشارك إذا رأى أن هناك مكافآت متعددة معدة لذلك وهم كثر فلا يجب أن نغفل هذه الفئة من الناس .
عاشرا : نشر الدراسات والمقالات الإسلامية والعربية والفلسطينية باختراق وسائل الإعلام الغربية المطبوعة والمسموعة والمرئية وعبر الانتر نت ومهاجمة الاستعمار الغربي والصهيوني بشكل علمي مدروس في عقر دارهم عبر وسائلهم ، كما يفهمونها ، واستقطاب الكتاب والصحفيين الغربيين بشتى الطرق .
حادي عشر : تنظيم معارض كتب وبازارات خيرية ومواد إعلامية في الجامعات الغربية والمنتديات والمدارس العامة والخاصة والمراكز العلمية والخدمية في المجتمعات الغربية وخاصة في العواصم والمدن الرئيسة .
ثاني عشر : إعداد أفلام الكترونية عبر الانتر نت تجاه قضايا معينة يرتأي إتحاد المدونين العرب تبنيها وتعميمها ليشارك بها من يرغب من المدونين من أصحاب الدراية والكفاية .
فلنبادر للدفاع عن حمى وحياض الإسلام والمسلمين أمام الحرب المربعة الأضلاع من الأعداء ، ولنستخدم عدة وسائل كتنظيم المهرجانات والاحتفالات الكبرى تكون ذات الشعبية الكبيرة وتنظيم المعارض الإسلامية في عقر دار المزايدين والمهاجمين للإسلام ، في الجامعات والمدارس والنوادي والمنتديات الجماهيرية والالكترونية وتنظيم الندوات والمؤتمرات والمحاضرات عبر وسائل الاتصال الجماهيرية من فضائيات ومحطات تلفزة ومطبوعات وعبر الانتر نت وغيرها ، ولا بد من الاستعانة بمن كانوا يهاجمون الإسلام أولا ثم اهتدوا ومالوا للحق واتبعوا الإسلام فهؤلاء ردودهم أقوى وأفعل من التنظير عن بعد ، فهم لهم تجربة مريرة جعلتهم يتركون الأيديولوجيات الأخرى ويتجهون صوب الإسلام الحنيف .
وأخير نقول ، ورغم كل الإعداد الغربي الإستعماري للنيل من المسلمين فإنهم لن يستطيعوا ذلك . يقول الله العزيز الحميد :{ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110) لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ (111) ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ } ( القرآن المجيد ، آل عمران ) .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
بريد الكتروني : k_alawneh@yahoo.com
جوال 00970598900198

ليست هناك تعليقات: