الأربعاء، 19 مارس 2008

الغزوة الإسلامية إلى الدانمارك

بسم الله الرحمن الرحيم
الغزوة الإسلامية إلى الدانمارك
د. كمال علاونه
أستاذ العلوم السياسية - فلسطين


المسلمون في الدانمارك يدافعون عن الإسلام بقوة الإرادة والعزيمة .
يقول الله جل جلاله : { وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا (25) وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا (26) وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا (27)}( القرآن المجيد ، الأحزاب ) .
أيها الدانماركيون الصليبيون المعتدون .. كبرت كلمات ورسومات خرجت من أفواهكم وأقلامكم المأجورة إن تقولون إلا كذبا ودجلا كبيرا لم يعهد من قبله ، فهل أردتم السبق الصحفي الشيطاني ؟
علم مملكة الدانمارك الصليبية الجديدة
في 30 أيلول عام 2005 ، خرج على الأمة الإسلامية ملحد كافر من علوج مملكة الدانمارك وتهجم على الإسلام العظيم وقائده الأول في الأولين والآخرين المصطفى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتقيأ ورسم صورا قذيعة مثله لإفتعال مشكلة جديدة مع بني الإسلام الحنيف ، وتوالت الرسومات المسيئة للمسلمين فتلقفتها الصحف الصفراء الدانماركية ، القائمة على الترويج لأعدادها ونسخها عبر التهجم على الآخرين وخاصة المسلمين لزيادة مبيعاتها ، والإعلان عن بدء حملة صليبية جديدة ضد الإسلام العظيم ورموزه القيادية والأيديولوجية كالقرآن المجيد والمصطفى صلى الله عليه وسلم . ولم يسكت المسلمون على هذه السفاهات والجهالات والتعديات على حرية الاعتقاد الديني للأمة الإسلامية ، كونها خير أمة أخرجت للناس ، حيث وصفها البارئ سبحانه وتعالى فقال : { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110) لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ (111) ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (112) لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آَيَاتِ اللَّهِ آَنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114) وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (115)}( القرآن المجيد ، ، آل عمران ) .
وقد اندلعت انتفاضة إسلامية في جميع أنحاء العالم ضد العدوان الدانماركي الصليبي الشوفيني المعتدي وأحرقت أعلام الدانمارك ، وقوطعت البضائع الدانماركية ، ومنع الدانماركيين من دخول العديد من الدول العربية والإسلامية أو طردوا منها ، وأغلقت وزارة الخارجية الدانماركية سفارات وقنصليات لها في العالم خوفا من ردة الفعل العربية والإسلامية تجاه المصالح الاستعمارية الصليبية الدانماركية ، وحتى أطفال الحليب الرضع والصغار امتنعوا عن شراء الحليب الدانماركي ولسان حالهم يقول نشرب الماء لنعيش كرماء أعزاء خير لنا من أن نشرب حليب الأعداء الممزوج بالسموم والسفالة الدانماركية من الجهلاء التي وصلت درجات سفالاتها تحت الصفر ضد الإسلام والمسلمين وانضم هؤلاء الأطفال وانخرطوا في فعاليات الانتفاضة الإسلامية العالمية ضد المعتدين الأنجاس .
وغني عن القول ، إن غزوة الأمة الإسلامية للدانمارك ليست بعيدة ، بل أصبحت قاب قوسين أو أدنى ، والبادئ أظلم ، فعصابات المافيا الدانماركية فلم تستح فصنعت ما صنعت ولوثت الأجواء بخرابيشها وهرطقاتها الموبوءة بالشر الإبليسي الشيطاني ، فتبارى شياطن الإنس من جنود إبليس في الدانمارك لكيل التهم جزافا ضد الحبيب المصطفى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، فلم يتورعوا عن تفريغ وتفريخ شياطين جدد يسيرون في ركبهم السفلي السافل ليفرغوا سمومهم الحمراء والصفراء في الجسد الإسلامي . وجاء الرد الإسلامي مدويا في الافاق ليعلنها انتفاضة ضد السخافات والهرطقات والأكاذيب الدانماركية ومن لف لفها في أوروبا النازية والفاشية والهولندية العنصرية . فقبيلة الدانمارك بدأت المعركة واشتعل فتيل الثورة والانتفاضة الإسلامية كسرعة البرق لتوقف الدجل والدجالين الدانماركيين ومن والهم من الأوروبيين وغيرهم عن غيهم . فالمطلوب هذه المرة ليس الإعراب عن الأسف أو الإعتذار للمسلمين بل سيطلب تسليم هؤلاء الأشرار المعتدين للعدالة الإسلامية المنصوص عليها بالقرآن الحكيم ، كما يقول الله الجبار ذو القوة المتين : { إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33)}( القرآن المجيد ، المائدة ) ، ليأخذوا جزاءهم جزاء وفاقا على ما اقترفت أفواههم وألسنتهم وأيديهم الاستعمارية الممجوجة . لقد اعتذر قادة الدانمارك في المرة السابقة ، للمسلمين عن الإساءات السابقة ، فقبل المسلمون هذا الاعتذار على مضض ، فعاد الدجالون الدانماركيون مرة أخرى لغيهم وهرطقاتهم للإساءة لإمام المتقين وسيد الأولين والآخرين . فقالوا وقالوا ورسموا وطرشوا ودهنوا ، وكما يقول الله جل جلاله : { مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآَبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا (5)}( القرآن المجيد ، الكهف ) ، ونقول لهم أيها الدجالون الدانماركيون إن عدتم عدنا ، فقد عدتم .. فإنا عائدون .. إنا عائدون ، وأنتم الظالمون .
وفي 13 شباط 2008 ، رجع دجالو الدانمارك لضلالهم القديم وغيهم الجديد ورسوموا رسوما ساخرة ضد النبي العربي المصطفى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعادت الكرة من جديد انتفاضة عربية إسلامية لملاحقة المهاجمين ، بصورة أشد ، فنظمت مظاهرات مليونية في بعض العواصم العربية والإسلامية ضد القدح بمقام الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم والاعتداء الصليبي الشوفيني على الأمة الإسلامية . أيها المسلمون ، ترى من هي الدانمارك ، ومن هم هؤلاء الدجالون حتى يستمروا في التطاول على سيد الخلق أجمعين ، ما لكم كيف تصبرون على هذه الافتراءات والأضاليل والأكاذيب المفبركة ، فرحمة الله على المجاهد طارق بن زياد ، كم احتجنا لأمثالك يا ابن زياد .
ايها المؤمنون لا تتخاذلوا في الدفاع عن الإسلام العظيم ، الدين الخالد في العالمين ، الأولين والآخرين ، فأثبتوا أنكم من المقربين وأهل اليمين لتكونوا ضد الصليبيين التائهين الضالين في غياهب الأكاذيب والأباطيل ، فلا تقفوا مكتوفي الأيدي ، فهل جزاء الاعتداء إلا الجهاد في سبيل الله لردع هذا الضلال وهؤلاءالدجالين . فلا يردعهم إلا النفير العام ، وهذه دعوة الله الجهادية تناديكم إن كنتم مؤمنين : { انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (41)}( القرآن المجيد ، التوبة ) .
أليس من الإرهاب الفكري والتبجح الرسمي والتضليل الإعلامي أن يقوم هؤلاء السافلين بالإعتداء على المسلمين ، نحن نؤمن بأن الله جل جلاله عصم ويعصم رسوله الكريم من طغاة الطاغين وظلم الظالمين ولكننا سنكون لهؤلاء الشرذمة بالمرصاد ولن نسمح لهم بالتطاول علينا وعلى رموزنا ، فهذه ليس حرية تعبير بل هي اعتداء صارخ على أمة كبيرة بين الأمم في العالم ، ولهذا لا بد من فعل الآتي :
أولا : إغلاق السفارات والقنصليات الدانماركية في الوطن العربي والعالم الإسلامي .
ثانيا : مقاطعة السلع والبضائع الدانماركية الصليبية كليا .
ثالثا : توحيد الخطاب الإعلامي العربي والإسلامي لصد الغزة التضليلية الدانماركية الشوفينية المتطرفة ووقفها عن حدها ، ومهاجمة من يدعمها مهما كان الأمر .
ثالثا : لا بد من تقديم الاعتذار الحكومي الرسمي الدانماركي للأمة الإسلامية
رابعا : قطع إمدادات النفط العربي والإسلامي عن الدانمارك وهولندا وكل من يسيئ للإسلام والمسلمين .
خامسا : تسليم الدجالين المعتدين من رسامين ورؤساء تحرير صحف ومجلات ووسائل إعلامية انخرطت في الهجوم الصليبي وتقديمهم للعدالة الإسلامية لتأخذ حقها منهم .
سادسا : إغلاق وسائل الإعلام الدانماركية التي تعاطت مع الحدث وضخمته وشوهت سمعة الإسلام والمسلمين . وخاصة صحيفة ( يولاندس بوسطن ) صاحبة الاعتداء الأول في نشر الرسوم المسيئة لرسول الله صلى الله عليه وسلم المبعوث رحمة للعالمين إذ نشرت 12 كاركاتيرا مسيئا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم انضم إليها 16 صحيفة دانماركية أخرى . فالرسول محمد صلى الله عليه وسلم ليس إرهابيا ولم يلبس ولم يعتمر عمامة يوما على هيئة قنبلة فتيلها مشتعل كما صوره الملاحدة من الكافرين الضالين الصليبيين بل هو رحمة مهداة من رب العالمين لإنقاذ الناس من الضلال إلى الهدى وإخراجهم من دياجير الظلام إلى نور الله العظيم في الأرض ، نور الإسلام العظيم .
سابعا : دعم العرب والمسلمين الموجودين في الدانمارك وتقوية بأسهم وتنشيط فعالياتهم في مقاومة هؤلاء الدجالين الدانماركيين ، ومهاجمتهم في عقر دارهم .
أيها المسلمون في كل مكان ، لقد بلغ السيل الزبى ، وطفح الكيل من هؤلاء المارقين الأنجاس ، من جنود إبليس الرجيم ، إنهم يشنون حربا صليبية جديدة من نوع آخر على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإلا فما هو تفسير انضمام 17 صحيفة ثم 60 مطبوعة دانماركية وأوروبية للإساءة للرسول الكريم ، ومشاركة 12 رسام كاركاتير لحملة التحريض ضد إسلامنا وعقيدتنا وقدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أصحوا أيها العرب والمسلمون .. فالحرب الصليبية بدأت وها هي على الأبواب .. فدافعوا عن رموزكم الإسلامية الطيبة ، ولا تخافوا في الله لومة لائم . وأعدوا أنفسكم لغزو الدانمارك أولا ، غزوة إعلامية وسياسية واقتصادية ونفسية ، جماعية لفتحها ونشر الإسلام العظيم فيها ولا تستهينوا بالأمر فالأمر جد خطير . وكما يقول الله جل جلاله : { وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227)}( القرآن المجيد ، الشعراء ) .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ليست هناك تعليقات: