الاثنين، 17 مارس 2008

اللغة العربية المقدسة .. لغة الضاد الخالدة

د. كمال علاونه
أستاذ العلوم السياسية – فلسطين

يقول الله جل جلاله : { وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ (22)}( القرآن المجيد ، الروم ) .

لقد اختار الله جل جلاله اللغة العربية لتكون لغة مقدسة خالدة ، ارتبطت بالرسالة الإسلامية إذ أنزل بها القرآن المجيد ، لهداية الناس ورحمة العالمين ، وكذلك اختار الله سبحانه وتعالى خاتم الأنبياء والمرسلين من أبناء العرب ، وهو المصطفى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من مكة المكرمة ، فهو مكي المولد ومكي ومديني الدعوة والرسالة التي إنطلقت إلى ربوع العالم من أقصاه إلى أقصاه بلسان عربي فصيح مبين ، بالإضافة إلى إختيار أرض عربية إسلامية لمعجزة الإسراء والمعراج برسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرم بمكة المكرمة إلى المسجد الأقصى المبارك ببيت المقدس . وبذلك فاللغة العربية هي لغة خالدة بخلود الدعوة الإسلامية إلى يوم الدين ، عززها القرآن المجيد ، فهي لغة الرسالة الإسلامية الشاملة الجامعة الناسخة لما قبلها من الكتب السماوية . وكذلك هناك أهمية كبرى لهذه اللغة التي يطلق عليها لغة الضاد وهي أنها لغة أهل الجنة في الحياة الآخرة .
وقد جاء ذكر القرآن العربي باللغة العربية الفصيحة في عدة آيات قرآنية مجيدة توزعت على سور قرآنية كريمة ، تؤكد أن القرآن عربي اللسان والتلاوة ، مقدس تنبع قدسيته من كلام الله الملك القدوس من أبرزها الآتي :
أولا : عربي مبين :
يقول الله جل جلاله : { وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (103)}( القرآن المجيد ، النحل ) . ويقول تعالى : { وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (191) وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195) وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (196) أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آَيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197) وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (198) فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ (199)}( القرآن المجيد ، الشعراء ) . ويقول الله عز وجل : { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42) مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ (43) وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آَذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44)}( القرآن المجيد ، فصلت ) .
ثانيا : قرآنا عربيا : وصف الله تبارك وتعالى القرآن الكريم بأنه ( قرآنا عربيا ) . يقول الله جل جلاله : { الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3)}( القرآن المجيد ، يوسف ) . ويقول تعالى أيضا : { وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا (113) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآَنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا (114)}( القرآن المجيد ، طه ) . ونطقت آيات أخرى فقالت : { وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (27) قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (28)}( القرآن المجيد ، الزمر ) . وجاء بآيات أخر : { حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (4) وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آَذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ (5)}( القرآن المجيد ، فصلت ) . وورد بسورة الشورى قوله تبارك وتعالى : { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (7) وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (8)} ( القرآن المجيد ، الشورى ) . وكذلك ورد ذكر ربط القرآن الكريم بالعربية ، فقال الله عز من قائل : { حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4) أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ (5) وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ (6) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (7) فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشًا وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ (8)}( القرآن المجيد ، الزخرف ) .
وأكد الإسلام العظيم على عظمة وأهمية وقدسية القرآن المبين ، جاء في المعجم الكبير للطبراني - (ج 9 / ص 387) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " أُحِبُّوا الْعَرَبَ لِثَلاثٍ : لأَنِّي عَرَبِيٌّ ، وَالْقُرْآنُ عَرَبِيٌّ ، وَكَلامُ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَرَبِيٌّ " .
وبناء عليه نقول ، إن الإسلام خاتم الرسالات السماوية للبشرية ، جاء بلغة عربية فصحية خالدة ابد الآبدين ، فلا صلاة إلا بها ، فمهما كانت لغة الإنسان عربية أو لاتينية أو أحد فروعها كالإنجليزية أو الفرنسية أو الألمانية وسواها أو لغة فارسية أعجمية أو أوردية أو هندوسية أو روسية أو خلافها فلا بد له وقت العبادة من ترديد القرآن المجيد باللغة العربية واللفظ العربي المبين . وقد شاهدت ولمست شخصيا بعض الأجانب المسلمين يحاولون أو يتمكنوا من قراءة أو تلاوة القرآن الكريم وتجويده عبر كتابة لفظة بحروف لغتهم الأبجدية ليتموا صلاتهم المفروضة الخمس والطوعية المتعددة لله سبحانه وتعالى خالق الخلق أجمعين . والإنسان هو مخلوق من مخلوقات الله في الأرض لعبادة الله جل شأنه ، وهذه العبادة لا تكون إلا باللفظ العربي ، فهل هناك تكريم أكثر من هكذا تكريم للعرب وأهل القرآن العظيم ، فهي خير أمة أخرجت للناس ، رغم أن التفضيل والتكريم الأساسي بين الناس يقوم على مبدأ واحد هو التقوى ، تقوى الله العزيز الجبار . يقول الله عز من قائل : { وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (55) وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ (59) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (60)}( القرآن المجيد ، الذاريات ) .
وقد تحدى الله العلي العظيم الناس جميعا أن يأتوا بمثل هذا القرآن أو عشر سور من مثله فعجزوا ولن يفعلوا ، فهو كلام الله العزيز الحكيم باللسان العربي المبين ، بعيدا عن تأويل المتأولين بأنه أعجمي أو غير ذلك ، ولا يمكن لأحد أن يأتي مثله ولو اجتمعت الجن والإنس ، وبهذا فإن القرآن المجيد معجز للبشر في لفظه العربي وحروفه وتركيبها وتأويلها وإخبارها عن الماضي والحاضر والمستقبل بشكل موجز ، عن ذلك يقول الله عالم الغيب والشهادة : { قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88) وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (89)}( القرآن المجيد ، الإسراء ) . ثم تحدى رب العزة والجبروت الكافرين بأن يأتوا بعشر سور مثله ، فقال جل جلاله : { أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (13) فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (14)}( القرآن المجيد ، هود ) . وأنى لهم أن يأتوا بمثله أو بجزء من مثله .. هيهات .. هيهات ، فهو كلام إلهي لا يأتيه الباطل من أمامه أو من بين يديه أو من خلفه ، إذ نبه لذلك المولى ، رب العالمين : { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42) مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ (43) وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آَذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44)}( القرآن المجيد ، فصلت ) .
وفيما يتعلق باللغة العربية المقدسة ، إلهيا وبشريا ، وتعريب التعليم الجامعي في الكليات العلمية في الجامعات الفلسطينية والعربية فتعتمد اللغة العربية الخالدة بخلود القرآن العظيم لغة رسمية أولى للتدريس الجامعي في مختلف صنوف العلم والمعرفة في كافة الأقسام والكليات الجامعية الإنسانية ، وإن كانت الجامعات تدرس باللغة الانجليزية أو الفرنسية أو الأسبانية في كليات أخرى ككليات العلوم والهندسة والطب وطب الأسنان والحاسوب والتمريض والصيدلة وسواها من التخصصات العلمية إلا أن السواد الأعظم من المساقات الجامعية الأدبية تدرس باللغة العربية ( لغة الضاد ) . صحيح أن اللغة الأجنبية تأتي كرديف للغة العربية الأم إلا أن المساقات الجامعية العامة منها من متطلبات جامعية إجبارية عدد ساعاتها المعتمدة قليلة اي أنها لا تلبي الغرض المطلوب من العملية التعليمية العليا . ومن خلال الاحتكاك مع الطلبة تبين أن هناك آلاف الطلبة بعد حصولهم على الثانوية العامة التحقوا بالكليات العلمية كالعلوم أو الهندسة أو الصيدلة وغيرها أصيبوا بصدمة لغوية حيث أن لغة المحاضرات والمراجع تكون باللغة الأجنبية ( الانجليزية أو الفرنسية ) مما أضطرهم لمعاودة الركب الجامعي والمبادرة إلى التحويل من الكلية العلمية إلى الكلية الانسانية أو الاجتماعية ككلية الاداب أو الاقتصاد والتجارة أو القانون وغيرها ليتمكنوا من الاستزادة من العلم والمعرفة والحصول على الدرجة الجامعية المناسبة . وكثيرا ما يكون السبب في ذلك هو عدم تعريب التعليم في الكليات العلمية أي ما يمثل المعضلة اللغوية ، هل يتابع الطالب دراسته الجامعية باللغة العربية أم باللغة الأجنبية في جامعاتنا الفلسطينية والعربية ؟ ومهما يكن من أمر ، فإن جامعاتنا الفلسطينية والعربية والإقليمية وحسب ما يؤكده العديد من الأكاديميين والطلبة الجامعيين والخريجين من مختلف التخصصات العلمية والإنسانية تأتي في مصاف الجامعات المتقدمة في مستويات الدراسة الجامعية إلا أنها بحاجة إلى إدخال تعديلات دورية على السياسة الجامعية العامة بين الحين والآخر لمواكبة التطورات الحضارية والتعليمية وسد الثغرات إن وجدت وتسهيل عملية نهل الطلبة من مناهل العلم المتنوعة ومن بينها الشروع في سياسة تعريب التعليم العالي لوضع حد للاغتراب الجامعي الثقافي والنفسي وخاصة في الكليات العلمية حيث أن التدريس باللغة الأجنبية كليا يشتت ذهن الطالب ويجعله في حيرة من أمره .
ولا بد من التنويه ، إلى أن الكثير من الدول العربية سمحت بإنشاء جامعات أجنبية على أراضيها ، مثل الجامعات الأمريكية كالجامعة الأمريكية بالقاهرة وبيروت أو الجامعات الفرنسية كالجامعة الفرنسية في الإسكندرية والجامعة الفرنسية في تونس وأخرى بالإمارات العربية المتحدة . ويكمن الخطر من هذه الجامعات الأجنبية كونها تدرس بلغة غير لغة الضاد المقدسة لدى رب العالمين ، ولدى العرب أجمعين . إذ يتلقى الطلبة العرب والمسلمون تعليمهم في هذه المؤسسات الأجنبية التبشيرية بلغة غير لغتهم الأم الأصلية ، ليس ذلك فحسب بل إنهم يدرسون مناهج غريبة وبعيدة عن الحضارة العربية الإسلامية فينشأ الطلبة والحالة هذه بعيدين عن منابع الإسلام العظيم ، فيتأثرون بأنفسهم ويؤثرون على غيرهم عندما يتولوا قيادة الركب التعليمي الأساسي والتعليم العالي في المجتمع والحياة العامة والخاصة في البلاد فينشأ جيل الشباب العربي الذي نتحدث عنه بعيدا عن القيم والمثل العليا والأعراف والعادات والتقاليد العربية الإسلامية الأصيلة ويصبح مقلدا للثقافة الغربية الدخيلة التي تحاول اجتثاث الحضارة والثقافة العربية من أصولها لتحل محلها ثقافة منسلخة عن واقع ووجدان العرب والإسلام ، فيعيش الفرد العربي والحالة هذه في حالة ضياع وتشرد ذهني وعقلي وجسدى لاحقا ويتنكر لأصله وفصله ودينه ويرتمي في أحضان ثقافة الأعداء التي تسخر وتستهزأ بثقافة وحضارة العرب والمسلمين . وتأتي حالة الاغتراب النفسي والثقافي والاجتماعي هذه في ظل تسلط أو هيمنة الاستعمار والمستعمرين على بلاد العرب والمسلمين .
وفي الحياة العملية ، نرى أجيال الشباب العربي المسلم الذي يهوى التقليد الغربي على غير هدى ولا كتاب منير ، فيقلد الأعداء في كل شيء من اللباس والطعام والهيئة والدراسة على طريقة التقليد الأعمى فيأخذ القشور ويترك الجوهر ، فتظهر ثقافة التقليد الأعمى دون رقيب أو حسيب ، والأخر من حالات التقليد هي تقليد الأجانب في أحاديثهم بلغتهم فيرطن بلغة أجنبية بين أهله وذويه ، وبالتالي يقدم هدية مجانية للأعداء تتمثل في الإنسلاخ عن اللغة العربية الخالدة المقدسة ، وينسلخ على القيم والمثل العليا الإسلامية . وبرأينا ، فإن كل شاب عربي أو مسلم يقلد الغرب في أحاديثهم ولغتهم بين بني جلدته هو إنسان فاقد لوعيه الحقيقي الديني واللغوي والاجتماعي ، ولديه عقد نفسية معقدة امتصها كالإسفنج من أشرار الغرب . أرجو أن لا يفهم كلامي هذا أنني لا أؤيد دراسة اللغات الأجنبية للتعرف على ثقافات وحضارات الأمم والشعوب الأخرى ، بل أؤيد تعلم اللغات الأجنبية وفق معايير ومقاييس واحتياجات متعددة وجل ما أعنيه هو عدم التكبر والتبختر من الإنسان العربي أو المسلم ، على بني شعبه وأمته بالتحدث لهم بلهجة ولغة فوقية وكأنه يشعرهم بأنه يعرف لغة أخرى .
على العموم ، كما يقول القول المأثور : ( من عرف لغة قوم أمن شرهم ) نعم لتعلم لغة أو لغات أجنبية لاستخدامها في نصرة الإسلام والمسلمين ، فمثلا ترجمة معاني القرآن الكريم من العربية إلى اللغات الأجنبية مطلب حيوي لنشر الإسلام بين ثنايا القارات التي افتقدت للرؤية والروية الإسلامية الصحيحة ليخرجوا من الظلمات على النور ، ظلمات القوانين الوضعية إلى نور الآيات القرآنية البهية . وقد سررت كثيرا عندما كنت في خارج فلسطين في رحلة العمرة الإسلامية عام 1996 ، ورحلة الحج الإسلامية عام 1999 م إلى الديار الحجازية بمكة المكرمة والمدينة المنورة والتقيت من أبناء الأمة الإسلامية من غير العرب ، يتحدثون اللغة العربية بطلاقة . وهاكم بعض النماذج على سبيل المثال لا الحصر : عندما كنا ذات يوم في المسجد الحرام بمكة المكرمة ، جلست مع بعض الفلسطينيين والجزائريين والسودانيين والأتراك في الحرم المكي الشريف قبل صلاة يوم جمعة وتحدثنا عن الأوضاع العامة في البلاد الإسلامية ، وتركز النقاش حول فلسطين ، ثم انتقلنا للحديث عن الجزائر فسررت أن هناك استعادة للغة العربية بين الشعب الجزائري الشقيق بين كبار السن ، وما لفت انتباهي أن الأتراك يرطنون بلغة بعيدة كل البعد عن اللغة العربية فقلت في نفسي ، ويل لمصطفى كمال أتاتورك داعي العلمانية كيف تنكر لشعبه وأمته ، وفرض لغة أجنبية بأحرف لاتينية على المسلمين في تلك الديار التي قادت في يوم من الأيام الخلافة الإسلامية . سالت الكثير من الأتراك باللغة العربية عن بعض المواضيع ، فكنا نتناقش باللغة الانجليزية للأسف ، نتحدث كأبناء أمة إسلامية واحدة في المسجد الحرام أقدس بقاع الأرض بلغة غير العربية ، بغير لغة القرآن المجيد ، وكان أحد تلك الأسئلة قبل إقامة الصلاة لأحد الحجاج الأتراك : ما رأيك بمصطفى كمال أتاتورك ، فأوجس خيفة كون بعض زملائه معه بالقرب مني ، وعندما هممنا على ترك بعضنا ، إقترب وهمس في أذني بلغة فهمتها وهي لغة القرآن المجيد : أتاتورك (أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (42))( القرآن المجيد ، عبس ) . قلت نعم هو كذلك ، وكل أمثاله الذين تنكروا أو يتنكرون لأصل الإسلام العظيم . ومثال آخر ، التقيت بأحد كبار السن في المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة على ساكنها محمد رسول الله أفضل الصلاة والسلام ، صليت وصلى بالقرب مني ، شخص كبير يبلغ عمره حوالى السبعينات طويل اللحية ، تعرفت عليه كما هي عادتي حيث أسلم على من حولي في الصلاة ، فقلت من أين الشيخ الجليل بارك الله فيك ؟ فقال : أنا من أفغانستان بلغة عربية سليمة ، فاستغربت ودهشت للوهلة الأولى ، فقلت له : هل أنت أفغاني ؟ قال : نعم ، أنا أفغاني مسلم . فقلت : الحمد لله رب العالمين الذي جعل شيوخا كبارا من الأفغان في السن المتقدمة من العمر يتقنون اللغة العربية لغة القرآن المجيد التي أحبها حبا جما ، فهي تعلمنا جميعا عن الإسلام وعن الحياة الدنيا والآخرة بفضل كلام الله المقدس باللغة العربية المقدسة الخالدة في العالمين .
ولي تجربة خاصة في مجال اللغات الأجنبية ، فقد درست اللغة الانجليزية كتخصص فرعي بالدرجة الجامعية الأولى واللغة الفرنسية في فصلين دراسيين وجزء من العبرية في جامعة النجاح الوطنية في نابلس وسجون الاحتلال الصهيوني على أيدي أسرى سياسيين فلسطينيين مثلي ، وكنت أتحدث بها مع أجانب أو مع السجانين في السجون الصهيونية ، ولكنني نسيت للأسف جزءا كبيرا من اللغتين الفرنسية والعبرية لعدم الممارسة التطبيقية على أرض الواقع ، وحافظت وصنت جزءا كبيرا من اللغة الانجليزية بذاكرتي ، لأنني أتحدث بها أحيانا كثيرة مع أجانب بحكم طبيعة عملي السابقة في الإعلام والصحافة ، وعملي الجامعي كأستاذ جامعي الآن . ومنذ كنت طالبا في الدرجة الجامعية الأولى ( البكالوريوس ) في العقد الثامن من القرن العشرين الماضي كنت أتحدث بشيء من الطلاقة في المجال الإعلامي والسياسي مع إذاعات أجنبية مثل ال بي بي سي بالانجليزية ، وإذاعة كندا الدولية ، وكنت في السجن الصهيوني أعطي دورات باللغة الانجليزية لأسرى فلسطينيين ، وأترجم للأسرى الفلسطينيين في السجن الصهيوني عند مجئ وفد الصليب الأحمر للزيارة رغم أن تخصصي الرئيسي هو العلوم السياسية والصحافة ، والفرعي باللغة الانجليزية . وكذلك قبل عملي بالإذاعة والتلفزيون في فلسطين لمدة سبع سنوات تلقيت دورة بكيفية إعداد وتقديم البرامج لمدة أكثر من ثلاثة أشهر باللغة الانجليزية .
ورغم هذا وذاك ، فإنني لا أتحدث بهذه اللغة الأجنبية أو تلك أو أدونها في معاملاتي مع أبناء شعبي وأمتي العربية أو الإسلامية إلا وقت الحاجة وليس في كل شيء ، ولا أقول ( باي وهاي وأخواتهما ) كما يحصل مع آلاف الشباب الفلسطيني والعربي والمسلم الذين تنكروا للعربية المقدسة ، التي قدسها البارئ عز وجل . من جهة ثانية ، ألاحظ بعض المدونين العرب في مدونات كثيرة يفضلون كتابة أسماءهم باللغة الأجنبية ويحيدون عن الصراط المستقيم ، يبتعدون عن اللغة المقدسة لغة الضاد ، لغة الآباء والأجداد ، ونسى أو تناسى هؤلاء الشباب أو الرجال أو النساء على السواء ، أن أحد الأهداف الاستعمارية هو سلخ الشعب أو الأمة عن لغتها لاستبدالها بلغة أجنبية أخرى ، وهذا يشكل خطرا استراتيجيا على المدى المتوسط والبعيد . وكذلك هناك بعض الدول العربية التي أخذت تدرس الطفل العربي المسلم باللغة الأجنبية في المدارس التبشيرية الأجنبية والعلمانية والماركسية وخلافها مما يفقد الطفل حيويته للإسلام والعرب والعربية المقدسة . فينشأ ميالا للغرب لا للعرب من بني قومه . ولا تقولوا إن الأمر مبالغ فيه ، فالأمر جد خطير على الحياة العربية الإسلامية ، في البيت والمدرسة والجامعة والمؤسسة وغيرها ، اسألوا إن شئتم الجزائر العربية المسلمة ، وتونس العربية المسلمة ، ولبنان العربية ، وفلسطين العربية المسلمة التي تتعرض للتهويد العنصري : لغة وأرضا وشعبا ، وسواها من البلدان العربية الشقيقة كيف فرضت اللغة الأجنبية عليهم بقوة القوة والتسلط والهيمنة الاستعمارية فعاش أبناء هذا الشعب العربي أو ذاك من أبناء الأمجاد العربية الإسلامية تحت رحمة الطاغوت الاستعماري الذي يشجع اللغة الاستعمارية ، ويطمس اللغة الأصلية الأم ، وهي اللغة العربية ، وقمع وجلد الحضارة العربية الإسلامية لعدة أهداف منها : إبعاد أبناء الأمتين العربية والإسلامية عن القرآن المجيد والإسلام العظيم رمز المجد والأمجاد التليدة وفي مقدمته الجهاد في سبيل الله الواحد الأحد الصمد وتفريغ العرب من محتواهم الثقافي وصب الثقافة الغربية بدلا منها .
فيا أبناء أمتي العربية الإسلامية ، استعملوا اللغة الأجنبية مع أهلها ، ولا تستبدلوها بلغتكم المقدسة المباركة فيما بينكم فهي لغة القرآن المجيد ولغة أهل الجنة ، فقد كانت اللغة العربية في العالم هي الأولى ، وحتى تذكر كتب التاريخ العالمي أن أحد شروط تنصيب بطريرك مسيحي في الفاتيكان في روما الإيطالية بأوروبا كرأس روحي للنصارى في العالم هو إتقان اللغة العربية . أما الآن فإن أحد شروط توظيف أو استخدام موظف عادي في أي دائرة حكومية أو أهلية أو تعاونية أو خاصة فلسطينية أو عربية أو إسلامية هو إتقان اللغة الانجليزية أو الفرنسية أو غيرها : كتابة وقراءة ومحادثة ؟ لا ضير أن يتقن الشخص الفلسطيني والعربي والمسلم لغة أجنبية أو أكثر ولكن المشكلة هي الاشتراط اللغوي للانتقاء المبرمج من ذوي الثقافات الغربية .. مالكم يا أبناء أمتي كيف تحكمون ؟ لماذا تتنكرون لأصلكم ولغتكم الأم ؟ إن هذا الانقلاب الثقافي على اللغة العربية يشكل عبئا ثقيلا على الإسلام والمسلمين والعرب أجمعين . هل أصبح العرب متسولو لغة أجنبية أم ماذا ؟ عودوا إلى رشدكم ، فالأولوية لمن يتقن العربية أولا وعاشرا ، وليس لغرباء اللغة العربية المجيدة ، فيكسرون المرفوع ويضمون المكسور ويفتحون المضموم . وفي المقابل يتقنون لغة أجنبية أو أكثر ، كتابة وقراءة ومحادثة بطلاقة .. أيها العرب والمسلمون في كل مكان .. اصحوا وأعوا وانتبهوا للغتكم العربية الفصيحة الجميلة طيبة المذاق عذبة الحديث والحروف ، ولا تهجروا قرآنكم ، ولا تستبدلوها بغيرها .. { أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ }( القرآن المجيد ، البقرة ) .. فلا تأخذنكم العزة بالإثم . والحق أحق أن يتبع ، ولا تكونوا ممن عرف الحق ونأى عنه وعرف الباطل واقبل عليه ، فلا تجلدوا ذاتكم بذاتكم وأسياط الأجنبي على رؤوسكم وصدوركم وأجنابكم ومؤخراتكم .. وإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم . طوبى للغة العربية ، وطوبى للمتحدثين بها ، وطوبى لناشريها وطوبى للغة أهل الجنة في الأولين والآخرين والمقربين من رب العالمين . ويا مقدسي اللغة الانجليزية و/ أو الفرنسية و / أو الألمانية لن تغيروا من قداسة اللغة العربية المجيدة لدى رب العالمين وعباده المتقين المحسنين ، ولو أنفقتم ملء الأرض ذهبا ، لأن العربية لغة العبادة والعلم والدنيا والآخرة ، في جميع المجالات والميادين ، وستبقى درة اللغات ولو كره الحاقدون والكافرون والمغضوب عليهم والضالين . وستعود اللغة العربية العالمية الأولى كما كانت زمن الخلافة الإسلامية إن شاء الله تعالى .
وأخيرا نقول ، كما جاء بالقرآن المبين ، على لسان النبي شعيب عليه السلام : { قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ (88) قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ (89)}( القرآن المجيد ، الأعراف ) . وقال الله تبارك وتعالى على لسان شعيب أيضا : { قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)}( القرآن المجيد ، هود ) .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ليست هناك تعليقات: